في وسط الغابات الكثيفة مكان واسع تسري فيه بحيرة كبيرة وجميلة وفيها تمساح وفرس النهر، كانا أصدقاء مقربين وكانا يستمتعان بالسباحة معًا في المياه الرائعة.
لكن يومًا ما، بدأ التمساح وفرس النهر في الجدال حول من يمتلك الحق لوحده وبكل أنانية في البقاء للاستمتاع بالوحل والسباحة والغطس والأكل وحتى التشمس على شاطئ البحيرة، فقال فرس النهر:
- "إنها بحيرتي!"
قال التمساح بغضب:
- "لا، إنها بحيرة النهر، وأنا فرس النهر، ولهذا يجب أن تكون لي!"
- رد فرس النهر:
- "بشكل مؤكد".
كانت الخلافات تتصاعد بينهما، حتى قرَّرا أن يطلبا المساعدة. ذهبا إلى البومة الحكيمة، التي كانت تعيش في شجرة قريبة، وشرحا لها مشكلتهما.
وبعد أن استمعت البومة بعناية، قالت بحكمة:
- "البحيرة تعود للجميع، لكن يجب عليكما أن تتفقا على طريقة استخدامها على نحو مشترك وأخوي، يمكنكما تقاسم الوقت، أو تحديد مناطق معينة، حيث يمكن لكل منكما الاستمتاع بوقته دون إزعاج".
اتفق التمساح وفرس النهر بحكمة البومة، فقررا تقاسم البحيرة بالتساوي وقضاء نصف اليوم في البحيرة معًا، ليستمتعا بالسباحة واللعب، ثم الانتقال إلى البر الآخر وترك المكان للآخرين.
بهذا الاتفاق، عادت السلامة والهناء إلى البحيرة، واستطاعت جميع المخلوقات الاستمتاع بجمالها دون خلاف.
ومع مرور الزمن، أصبحت قصة التمساح وفرس النهر مثالًا يُحتذى به في الغابة وحتى في القرى القريبة. بدأ الحكواتيون يحكون القصة للأطفال في جميع أنحاء المنطقة، وتحوَّلت إلى قصة شهيرة تُروى لتعليم القيم الأخلاقية وأهمية التعايش السلمي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.