قصة "التغريبة العسلية".. قصص مشوقة

أمضيت أحلى أيام الصبا بين الرحيق والعسل.. 

كنتُ أساعدُ في حراسة خليتنا وأنقل العسل للغرفة الملكية ولي نشاطاتٌ واهتماماتٌ وأحلامٌ ورؤى..

وكانت خليتنا مسالمةً وجميلة ولها تاريخٌ وتطلعاتٌ مستقبلية وحضارية … 

وفي ليلة ربيعية وكنتُ مع النحل الحرس على باب الخلية؛ جاءنا خبرٌ من نحلات المراقبة والاستطلاع أنّ مجموعة من الدبابير الأشرار تخطط للسيطرة على خليتنا؛ كنتُ خائفًا كالكثيرين من رفاقي وزملائي وزميلاتي ولكني أيضًا مستعدٌ للدفاع والموت والتضحية في سبيل الوطن العسلي… 

ولكنا ما درينا أنّ هناك ضعفًا داخليًا وهشاشةً في القيادات؛ إلا بعد أن سيطر الدبابير على الخلية بأسرها… ومات من مات وسجن من سجن ونجا من نجا…

وكنت من الذين نجوا ولاذوا بالفرار… 

قررتُ وآخرين من رفاقي ألا نبتعد كثيرًا في الجبال - وآثرنا أن نبقى بالقرب لنعود ونبني خليتنا في أقرب فرصة ممكنة… 

ويا ليتنا ابتعدنا وما فكرنا بالعودة! 

فقد كان معنا نحلٌ قد صار منا وفينا وقد حصل لهم ما حصل معنا.. ولم يعودا ولم يذكروا شيئًا عن خليتهم..

كنا نستثني أنفسنا كما أشراف النحل من كل حالة تشابه حالتنا.. 

عملنا في خلية صغيرة قريبةٍ من خليتنا بكل تفانٍ وإخلاص ولكنها كانت صغيرة جدًا وكلّ ما ارتكبت نحلةٌ خطًا صغيرًا انتشر في أرجاء الخلية بسرعة - وصارت نظرات الازدراء من نحل الخلية الصغيرة تزداد يومًا بعد يوم… 

والسبب ليس لعيب فينا، لكن الكثير من النحلات العاملات اعتادت على عزّ خليتها الواسعة وعاداتها وأنظمتها وقوانينها الملكية المنصفة - فكان لا بدّ من بعض الأخطاء وجلّ من لا يخطئ… 

وقرر مجلس الخلية الملكي طردنا جميعًا…

ثمّ تدخل مجلس خلايا النحل الكبير ومنح الخلية الصغيرة الكثير من العسل والشهد والعلاوات والحوافز…  

واعتدنا على بعض الكراهية من أهل الخلية الصغيرة وتعايشنا مع الأمر لسنوات كثيرة …  

إلى أن وقعت تلك الفاجعة التي غيرت كل شيء.. 

حين خرجت لنا أبشع نحلة وأكثرهنّ قبحًا وشناعة… 

فوصلت إلى منبر ما بطريقة ما وهاجمتنا وجرحتنا بكلام لاذع… 

وكلها حقد وبغضاء وكراهية وحسد وغيرة وحسرة وعقدٌ نفسية وعجزٌ وبلاهة منغولية نحلية.. 

لم يكن لكلامها أيّ معنى.. كان تافهًا وما أثر فينا ولا هزّ أجنحتنا الصغيرة.. 

فنحن ما عاد هزَّنا الكلام لقد تمسحت أجنحتنا…

كان سبب حزننا أنّ قضيتنا التي تتناولها أعظم الخلايا وملكات النحل تتشدق بها حشرة بلا قيمة!

يتبع.

كلّما اتسعت الرؤية ، ضاقت العبارة .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يونيو 26, 2023, 4:23 ص

يافاتنا بالحب قلبي قد ملك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 4, 2023, 11:08 ص - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 4, 2023, 8:21 ص - عائشة محمد عبد الرحمن غريب
ديسمبر 3, 2023, 12:38 م - محمد محمد صالح عجيلي
ديسمبر 2, 2023, 1:28 م - طلعت مصطفى مصطفى العواد
ديسمبر 2, 2023, 8:31 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 1:12 م - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 30, 2023, 9:41 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 30, 2023, 9:14 ص - حسن بوزناري
نوفمبر 30, 2023, 6:36 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 6:01 ص - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 28, 2023, 7:07 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 6:48 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 5:34 ص - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 27, 2023, 10:49 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 27, 2023, 9:50 ص - محمد عربي ابوشوشة
نوفمبر 26, 2023, 9:14 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:54 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 24, 2023, 9:55 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 24, 2023, 9:03 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 5:14 م - عبدالخالق كلاليب
نوفمبر 23, 2023, 3:18 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 23, 2023, 11:13 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 10:15 ص - سومر محمد زرقا
نوفمبر 23, 2023, 9:11 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 23, 2023, 7:10 ص - جوَّك صحة
نوفمبر 22, 2023, 1:01 م - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 22, 2023, 9:13 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 21, 2023, 5:02 م - أحمد عبد المعبود البوهي
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - هبه عبد الرحمن سعيد
نوفمبر 20, 2023, 7:07 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 19, 2023, 12:12 م - التجاني حمد احمد محمد
نوفمبر 18, 2023, 11:20 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 18, 2023, 10:59 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 16, 2023, 2:07 م - بوعمرة نوال
نوفمبر 16, 2023, 9:00 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 15, 2023, 8:43 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 14, 2023, 4:49 م - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 14, 2023, 2:00 م - سالمة يوسفي
نوفمبر 14, 2023, 7:57 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 14, 2023, 6:19 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 7:38 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 6:59 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 12, 2023, 8:39 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 11, 2023, 2:17 م - منال خليل
نوفمبر 11, 2023, 7:49 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 10, 2023, 12:05 م - خوله كامل عبدالله الكردي
نوفمبر 10, 2023, 9:02 ص - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 9, 2023, 9:49 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 12:36 م - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 9:53 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 7, 2023, 9:46 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 7, 2023, 9:35 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 7, 2023, 9:19 ص - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 7, 2023, 5:10 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 6, 2023, 11:03 ص - بدر سالم
نوفمبر 5, 2023, 10:20 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
نوفمبر 4, 2023, 8:32 م - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 4, 2023, 3:28 م - ناصر مصطفى جميل
نوفمبر 4, 2023, 2:19 م - بدر سالم
نوفمبر 4, 2023, 10:57 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 3, 2023, 7:42 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 3, 2023, 5:45 ص - ياسر الجزائري
نوفمبر 2, 2023, 9:19 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 2, 2023, 9:14 ص - إياد عبدالله علي احمد
نوفمبر 1, 2023, 3:12 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 12:52 م - ماجد محمد رضوان
نوفمبر 1, 2023, 11:39 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 8:10 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 1, 2023, 6:21 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 31, 2023, 7:34 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:16 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:06 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 6:50 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 6:42 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 1:59 م - أسماء خشبة
أكتوبر 31, 2023, 1:37 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 9:17 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نبذة عن الكاتب

كلّما اتسعت الرؤية ، ضاقت العبارة .