قال هادي: "إذن لماذا جاء (وَاضْرِبُوهُنَّ) بصيغة الأمر؟"
رد أبو عبير:" مجيء الفعل على صيغة الأمر أثار أيضًا تساؤلات بعض المستشرقين؛ لكن رغم مجيء الفعل على صيغة الأمر فلا هو واجب ولا مستحب؛ بل هو تقنين لعملية الضرب؛ لأنه واقع لا محالة من الرجال، ومحاكم الأسرة تشهد بذلك..
فالنساء يغلب عليهن الضعف أمام الأزواج، كما أن قدرة الزوج على الإيذاء غالبة، ورغم وجود القوانين، إلا أن المرأة قد تتعرض للضرب داخل المنزل على يد الأب أو الأخ أو الابن أيضًا، وقد يصل الأمر للقتل..
ووفق دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2005 في عشر دول؛ فإنه من 55% إلى 95% من أصل 24 ألف امرأة تعرضت للاعتداء البدني؛ ورغم ذلك لم يلجأن إلى الشرطة أو المنظمات غير الحكومية، خوفًا من وصمة العار؛ بسبب الموروثات الثقافية والاجتماعية، ولا يقتصر ضرب المرأة في العالم العربي، بل هناك الكثير من حالات العنف ضد المرأة في العالم، ذكرها فيديو( Violence against women prevalence data and estimates, data for action) على موقع منظمة الصحة العالمية.
وهناك بعض الأشخاص يستغل مسألة غريبة في علم النفس- وهي أن غريزة الخضوع تقوى لدى بعض النساء، فتجد لذة عندما تكون متسلطًا عليها- وبالتالي، يُبرر الضرب؛ لكن الزوج صادق الإيمان يترفع عن إيذاء زوجته بالسب أو الضرب."
رد هادي: "لكنهن ناقصات عقل ودين!"
رد أبو عبير: "أما نقصان العقل؛ فلأن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل في معظم الحالات، وفي آية 282 سورة البقرة [فتذكر إحداهما الأخرى]؛ يعني اجعلوا في الشهادة مع الرجل امرأتين؛ حتى إذا نسيت إحداهما الشيء المطلوب تذكره؛ قامت الأخرى بتذكيرها، وطريقة تفكير المرأة مختلفة عن طريقة تفكير الرجل؛ فالمرأة تغوص في المشكلة دون الوصول لأصل المشكلة على عكس الرجل، الرجل ماهر في قراءة الخرائط، والمرأة تقوم بمهارات متعددة في وقت واحد، والرجل يواجه الضغوط أو يهرب منها؛ أما المرأة فتُحافظ على هدوئها وتقوي الروابط الاجتماعية وعلاقات الصداقة، كما أن أدمغة الرجال تربط بين العمل المُنظم والحواس؛ بينما تعمل أدمغة النساء على المعالجة التحليلية والعاطفية للأحداث، وتزداد المهارات لدى الرجال والنساء بكثرة التجارب الحياتية."
أكمل أبو عبير: "وأما نقصان الدين فلأن بنات حواء يتركن الصلاة وصوم رمضان في أثناء الحيض (من يوم وليلة وحتى 15 يومًا) والنفاس (يعقب الولادة وأكثره 40 يومًا)."
قال هادي: "لكن يا عمي! أليس لي عليها حقوق؟"
رد أبو عبير: "ربنا قال في آية 222 سورة البقرة [فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن]؛ فلا يصح شرعًا مباشرة الزوجة في أثناء تلك الفترة؛ لما فيه من الضرر، كالإصابة بالتهابات المنطقة التناسلية ومرض بطانة الرحم المُهاجرة، ثم همس في أذن هادي: "يعني يا هادي، يا بني، كيف تُطالبها بحقك الشرعي- رغم دم النفاس، ورغم خيوط انتهكت جسدها بعد ولادة[ Episiotomy)إبيزيوتموي] لابنكما الرضيع ذي الثلاثة أيام."
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.