قصة أول بيت مسكون بالأشباح في تاريخ الإنسانية

في الأغلب -ولو لمرة في حياتك- سمعت عن تلك البيوت التي تدور حولها قصص عن ظواهر شبحية وخوارق، وقد تكون قابلت شخصًا يحكي لك عن حادثة مرَّ بها، أو قد تكون أحد هؤلاء الذين مروا بهذه الخبرة الغريبة وغير المفسرة. 

وعلى الرغم من أن العلم إلى الآن لا يقدم تفسيرًا واضحًا لهذه الظاهرة، لكنه لا يُنكرها بالكامل، وأيضًا الأديان السماوية الثلاث والحضارات والتاريخ تؤكد جميعها وجود هذا العالم الخفي والغامض جدًّا لنا. 

اسمح لي أن أحكي لك عن أقدم قصة موثقة في التاريخ الإنساني عن ظهور الأشباح في إحدى المناطق، وينقلها لنا الفيلسوف والكاتب والمؤرخ بليني الأكبر، وذلك في عصر الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي. 

وفقًا لما كتبه بليني يقول: إنه كان في أثنيا القديمة بيت اشتهر عنه ظهور شبح رجل عجوز مكبل بالسلاسل الحديدية، يظهر من حين لآخر أمام سكان البيت، وظل ذلك يتكرر إلى أن هجر البيت ساكنوه من شدة الخوف. 

ولم يتوقف الأمر على هذا، بل شاع أمر هذا البيت بين سكان المدينة، وأسموه بيت الشبح العجوز، وكان مصدر إزعاج وقلق لكل سكان المنطقة، وكانت الناس تخاف حتى من مجرد المرور أمام هذا البيت المسكون. وظل البيت مهجورًا سنوات وسنوات لا يتجرأ أي إنسان أن يسكن فيه. 

إلى أن عُرض المنزل بمبلغ زهيد جدًّا على الرغم من كبر مساحة المنزل، فرأى الفيلسوف أثينودوروس أنه فرصة ممتازة ليحصل على منزل، وكان لا يؤمن نهائيًّا بتلك الظواهر الشبحية، وقرر أخيرًا أن يستقر فيه وحده. 

وفي إحدى الليالي كان الفيلسوف يكتب على ضوء إحدى شموعه، فظهر له الشبح. في البداية خاف الفيلسوف وارتعد، ولكنه كان لديه الفضول الكافي أن يقرر اكتشاف ما سبب هذه الظاهرة الغريبة، وسبب رؤيته لرجل مسن مُكبل بالسلاسل الحديدية يظهر في منزله. 

قرر أخيرًا أن يواجه الشبح، وحينما ظهر له في المرة التالية قرر أن يتبعه حتى يعرف أين يذهب؟! وفعلًا قام بذلك حتى قاده الشبح إلى الجنينة الخاصة بالبيت، وعند نقطة معينة وقف الشبح، وبعدها اختفى من أمامه في مشهد أثار خوف الفيلسوف وفضوله. 

فقرر أن يكتشف ما المخفي في هذا المكان. وجاء بعمال لحفر حفرة حيث رأى الشبح يختفي؛ ظنًّا منه أن هناك بوابة بين العالميْن في هذه البقعة من الأرض. 

ليتفاجأ الجميع بجثة رجل مسن مكبل بالسلاسل الحديدية، فقرر الفيلسوف أن يخرج بواقي هذا الجثمان المتحلل ويدفنه بطريقة لائقة. وبعدها انتهت كل هذه الظواهر الغريبة، وعاد البيت كما كان دون أي ظواهر شبحية أو خوارق مرعبة. 

ويُعتقد أن هذه القصة أول قصة موثقة ذُكرت في التاريخ بعد الميلاد لتوثيق بيت مسكون بالأشباح.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة