كانت فتاة تؤمن بنفسها تثقّ بها كأنّها وحدها تعيش بهذا العالم ووحدها على كوكب الأرض إلى أن سقطت في شباك حبّه من جعلها تطير بسمائها الَّتي أسمياها معًا بيت الحبّ، انغرست به ولا تعلم هل انغرس بها هو الآخر أم لا.
جعلت منه نجمًا بسمائها وتحلم بسطوعه يومًا ما تراه الزّوج المستقبليّ لكنّه لم يرها كذلك، كانت فقط رفيقته الَّتي يتبادل معها ما يحمله بصدره من عواطف ليست بنيته أيّ صدق تجاهها، متأكّد هو من تركه لها يومًا ما إذا وجد أفضل منها، لكنّها تنشر جذور حبّها وتستمرّ بتثبيتها في أرضه لا تعلم هي أن تلك الأرض ليست دائمة لها.
انتابتكم مشاعر الشفقة تجاهها أليس كذلك تجاه تلك الجذور حين ستقتلع وكيف سيكون سقوطها حين سيتركها بسمائها عالقة بدون أجنحة...
لا تشفقوا فربّ العزة يمهل ولا يهمل وكما تدين تدان؛ فالأمل دائمًا بالله.
الجميلة كانت تملك قلبًا أبيضًا واحدًا فوضعته رهان حبّها، كانت نائمة تحلم بزفافها معه وبعد استيقاظها وجدته بحضن إحداهن.
صدمة دهشة فطر قلبها ذاك الَّذي لم تعُد تملكه فواجهته بنفسها.
من أكون أنا إن ارتميت بحضنها هي؟ لما فعلت بي هكذا وتركتني أختفي بتفاصيلك إن كنت لا تحبني؟ فأجاب بكل أنانية أنا لم أخطئ بحقك أنت من أخطأت بحق نفسك، كما أن مشاعري تجاهك لم تكن كاذبة إلّا أنّي الآن وجدت البديل الَّذي أراه أحين منك.
اشتدّ الألم بصدرها خيانة وغدرًا ولم بكتفِ، بل صعقها بكلماته القاسية أن هناك فتاة بعينه أجمل منها، لقد أصابها حيث تمقت أيّ فتاة أن تصاب ألا وهي الأنوثة لا يعلم أنّه بقوله ذاك دعس على كوبرى بدون علمه.
تألمت فشغلت karasevda piano وتركت العنان لدموعها شلالات صامتة وتفكير لحد الجنون كمن علمت بحياة أحد موتاها ألم لا تعبير استطاع وصفه لا يمكن تقديره، استجمعت قواها أخيرًا.
وقرّرت ترك الماضي وراءها والبدء من جديد، لكنّها مع كلّ موعد تخطّه خارج بيتها إلا وتلتقي بهما بجرح قلبها فتعود أدراجها باكية وتلغي مواعيدها هكذا حتَّى أراد ربّها الشفاء لروح قلبها الزّكية وتذكرت كلماته المؤذية بحقّ أنوثتها فتصنعت القوّة وأخدت تتجمل ما جعلها تثقّ بنفسها وبأنوثتها وأن لا أحد له الحقّ بتحطيمها أو حتَّى محاولة ذلك.
فهي وحدها تعي من تكون وتعرف قدراتها وطاقتها الَّتي لا تسمح لها بأن تقارن بأيّ فتاة أخرى كيفما كانت، حتَّى وإن كانت ابنة أغنى مخلوق على كوكب الأرض، فما بالك بحبيبة خائن غدار لا يستحقّ أكثر من الكره.
تصنعت القوّة ومن أراد الشيء ناله خرجت لساحته وكما العادة وجدته ومعشوقته بعدها في حميميتهما الدّائمة لكن عينيه تجري وراءها بعدما شفيت هي منه تمامًا، وعادت الابتسامة إلى ثغرها وأخدت تهتمّ بجمالها كأنّها تنتقم منه لأنوثتها.
فأصبح يومًا بعد يوم ينعزل بنفسه ويبتعد عن معشوقته كأنّها انتقمت وأطفأت نوره، لم يعد يثق بنفسه أصبح دائم التّفكير بذكرياته مع سابقته أصبح جديًا ويريدها زوجته، تلك الَّتي كان يضعها مكان احتياط لأن يجد غيرها أصبح يراها بمخيلته زوجة له كما فعلت هي في السّابق، لكنّها لم تعُد تهتمّ لأمره أبدًا كأنه لم يكن بحياتها يومًا، لم تعُد تراه ومعشوقته لكنّها لا تهتم في جميع الأحوال والزّمن لا زال مستمرًا.
ففي نفس اليوم والشهر الَّذي أخبرها فيه أنه وجد البديل والأنثى الَّتي هي أجمل وأفضل منها أتى إليها مطأطأ الرّأس يعتذر ويرجو السّماح منها فلم تبخل عليه بذلك لصفاء قلبها سامحته بكل طيبة.
فطنّ أنّها لا زلت تحبّه انفرجت روحه فرحًا فتمرّد واعترف بحبّه لها وبكلّ مشاعره الصّادقة وأنّه لم يعُد يرى حياته بدونها، كلمات لو علم أنّها سترفضه متأكّدة هي أنّه لن يعترف بها أبدًا لكبريائه الَّذي تراه ضعفًا لجرأة رجولية منعدمة
رفضت واستنشقت هواء كانت لذته خاصّة، صعداء انتقامه جلّ جلاله لها فكما أدانها أُدين.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.