قصة "أنتم أم أنا المجنون؟".. قصص قصيرة

قررتُ الرحيل والسفر والانتقال إلى الخارج؛ لتوفير لقمة العيش لأبنائي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتحدَّد موعد السفر، وإذا بي أركب سيارة أجرة للوصول إلى المطار..

وجلستُ انتظر إلى أن الإعلان عن رحلة الطيران الخاصة بي، وأخذتُ أوراقي وجواز السفر، وبعد المراجعة توجهت إلى الطائرة.

بعد أن هبطت الطائرة وهممتُ بالرحيل من صالة المطار، فوجدت شخصًا ينتظرني ويحمل لافتة تحمل اسمي، فتوجهت إليه فسلم عليَّ بحفاوة بالغة، وأخبرني أن اسمه هو حازم وهو مندوب جاء لاستقبالي..

فأخذ حقائبي ووضعها في السيارة واصطحبني في السيارة، وعندما توقفت السيارة أخبرني بأننا قد وصلنا إلى الاستراحة التي تبعد مسافة قريبة من العمل، وأخبرني أن آخذ قسطًا من الراحة؛ لأني مجهد من عناء السفر على أن يحضر لاصطحابي إلى العمل في صباح اليوم التالي..

وبالفعل حضر في صباح اليوم التالي، ومشينا معًا وفي الطريق إلى العمل رأينا شخصًا يجلس على الطريق ويرتدي ثيابًا رثة بالية ممزقة، ولما هممت بالذهاب نحوه والحديث معه إذا بحازم يمنعني، ويقول إنهم يدعونه المجنون، فامتنعت عن الذهاب إليه، وذهبنا إلى محل العمل..

عرَّفني حازم إلى الزملاء والذين رحبوا بي.. بدأت العمل وبعد انتهاء ساعات العمل أتوجه إلى الاستراحة..

ومرت الأيام على هذا النحو، وفي الطريق إلى الاستراحة أرى هذا الشخص يتمتم بكلمات.

وفي أحد الأيام وفي أثناء عودتي من العمل والتوجه نحو الاستراحة، إذا بهذا الشخص المجنون ينادي عليّ، فتوجهتُ إليه ودار بيننا حوار.

عندما رأى الحيرة في عيني قال: سأجيبك عما يشغل ذهنك.

قلتُ له: وما ادراك ما يشغل ذهني؟  قال : تريد أن تعلم لماذا يلقبوني بالمجنون، قلت: نعم.

إذا به يسرد قصته، قال: قد كنتُ أعيش في وطني وجئتُ هربًا من جحيم الحرب وويلاتها.

لقد كنتُ أعمل مهندسًا وكنتُ أعيش في سعادة مع زوجتي الجميلة وأطفالي، وإذا بالقذائف تنهال علينا من كل صوب، وإذا بي أرى أبنائي وزوجتي ملقاة جثة هامدة تغطيهم الدماء فأصابني الذهول،  ولما  افقتُ خرجت فرأيت جثثًا لأطفال ونساء وكهول ومنازل محطمة..

أطفال قد فقدوا الأب والأم وآباء قد فقدوا أطفالهم.. هلا أجبتني: هل ستري تلك المأساة التي تحل بالأبرياء دون جريمة وستظل عاقلاً أم سيقودك ذلك مثلي إلى الجنون.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

اسم القصة. اعمق من محتوي القصة

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 24, 2023, 6:14 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 23, 2023, 2:32 م - بومالة مليسا
سبتمبر 23, 2023, 2:19 م - بومالة مليسا
سبتمبر 23, 2023, 11:08 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 10:50 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 23, 2023, 9:11 ص - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 23, 2023, 6:46 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 21, 2023, 5:25 م - ليلى امير
سبتمبر 21, 2023, 1:47 م - أنس بنشواف
سبتمبر 21, 2023, 12:47 م - إياس فرحان الخطيب
سبتمبر 21, 2023, 12:26 م - آسيا نذير القصير
سبتمبر 21, 2023, 11:21 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 21, 2023, 8:50 ص - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 21, 2023, 8:11 ص - أمل محمود قشوع
سبتمبر 21, 2023, 7:44 ص - سحر حسين احمد
سبتمبر 21, 2023, 7:37 ص - خلود محمد معتوق محمد
سبتمبر 20, 2023, 8:18 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 20, 2023, 6:20 ص - زينب هلال
سبتمبر 18, 2023, 4:01 م - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 18, 2023, 2:57 م - بوعمرة نوال
سبتمبر 18, 2023, 8:23 ص - زينب هلال
سبتمبر 18, 2023, 7:21 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 18, 2023, 6:20 ص - زينب هلال
سبتمبر 17, 2023, 4:00 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
سبتمبر 17, 2023, 9:58 ص - وصال وداعه علي
سبتمبر 17, 2023, 6:26 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 16, 2023, 1:31 م - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 15, 2023, 12:45 م - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 14, 2023, 9:01 ص - صفاء السماء
سبتمبر 14, 2023, 8:40 ص - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 14, 2023, 7:03 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 14, 2023, 6:14 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 6:44 م - صفاء السماء
سبتمبر 13, 2023, 5:36 م - صفاء السماء
سبتمبر 13, 2023, 4:06 م - نافز احمد ابوزر
سبتمبر 13, 2023, 9:27 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 13, 2023, 7:25 ص - مني حسن عبد الرسول
سبتمبر 13, 2023, 6:19 ص - حسام عبدالله الساحلي
سبتمبر 12, 2023, 5:52 م - صفاء السماء
سبتمبر 12, 2023, 5:13 م - صفاء السماء
سبتمبر 12, 2023, 2:19 م - حنين عبد السلام حجازي
سبتمبر 12, 2023, 8:05 ص - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 12, 2023, 6:47 ص - رايا بهاء الدين البيك
سبتمبر 11, 2023, 7:36 م - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 5:33 م - سعاد عبدالحفيظ أحمدين
سبتمبر 11, 2023, 2:57 م - مبدوع جمال هند
سبتمبر 11, 2023, 10:04 ص - محمود سلامه الهايشه
سبتمبر 11, 2023, 8:51 ص - صفاء السماء
سبتمبر 11, 2023, 7:07 ص - مصطفى جاد ابو العز
سبتمبر 11, 2023, 6:24 ص - سهيلة يحيى زكريا
سبتمبر 11, 2023, 5:09 ص - أنس بنشواف
سبتمبر 10, 2023, 10:54 ص - التجاني حمد
سبتمبر 10, 2023, 9:44 ص - أسماء خشبة
سبتمبر 10, 2023, 9:19 ص - شادى محمد نجيب
سبتمبر 9, 2023, 8:54 م - محمود سلامه الهايشه
سبتمبر 9, 2023, 1:14 م - هشام بوطيب
سبتمبر 9, 2023, 11:14 ص - صفاء السماء
سبتمبر 9, 2023, 11:10 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 9, 2023, 9:51 ص - وصال وداعه علي
سبتمبر 9, 2023, 8:12 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 9, 2023, 8:12 ص - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 7, 2023, 6:48 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 1:07 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 12:59 م - بومالة مليسا
سبتمبر 7, 2023, 12:33 م - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 7, 2023, 11:54 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 6, 2023, 7:07 م - مجانة يمينة
سبتمبر 6, 2023, 6:39 م - مدبولي ماهر مدبولي
سبتمبر 6, 2023, 7:16 ص - زينب علي محمد
سبتمبر 6, 2023, 5:59 ص - عزام جمعة سعيد
سبتمبر 5, 2023, 10:31 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 5, 2023, 9:44 ص - بومالة مليسا
سبتمبر 5, 2023, 8:47 ص - لؤي نور الدين الرباط
نبذة عن الكاتب