قصة «أموال تترعرع».. قصة قصيرة

يوم عادي كعادته من الأيام، رياح هادئة شمس ساطعة، لا تغيير، نفس الحال البائسة التي أستيقظ عليها كل يوم، لم أستطع تغيير حياتي للأفضل، فقد رسبت بالجامعة، ولم أجد عملًا لي، كنت أعمل بدوام جزئي في وظائف عدة لأعيل نفسي التي أصبحت عبئًا على الحياة، دائمًا ما أقول: هل حقًا أستحق مثل هذه الحياة، لما أنا هكذا؟ ما سبب بقائي هنا؟ لم افكر في الانتحار أبدًَا، أليس الأمر يستحق، لما عليَّ أن أقتل نفسي، في حين الموت ينتظرني.

 ذات يوم كنت أمر على مكتبة نظرت للحظة، كان هناك رجل يريد طباعة بعض الأوراق، قال لي صاحب المكتبة لو كان بمقدوري طباعة النقود واستعمالها لأصبحت غنيًا، ولما كان الفقر أبدًا، لقد سمعت قوله ذاك فخطرت لي فكرة ذهبت مسرعًا للبيت لأرى هل ما زالت تلك الطابعة التي كنت قد اشتريتها؛ لأنني كنت ذات يوم أطبع الأوراق؛ لآتي ببعض المال، لكن المردود كان زهيدًا.

أخرجتها وشغلتها لا تزال تعمل، أخرجت ورقة نقود لأجربها، لقد خرجت تبدو حقيقية، لن يلاحظ احد الفرق بينها وبين الأصلية، طبعت كمية صغيرة من النقود وذهبت لمتجر لاختبار ما فعلت، هل يعرفها أم لا؟ ماذا! لم يحدث شيء، لقد أعطاني البقالة ولم يقل لي أن النقود غير أصلية.

بدأ الطمع يتغلغل لقلبي ذهبت برزمة من النقود نحو سوق الماشية، لقد أردت أن أشتري بعضًا من رؤس الأغنام لكي استثمر فيها، فلقد كنت أعمل فلاحًا في احد الأيام، ولدي خبرة في هذا المجال، تفاوضت مع أحد الباعة، وأخذت النقود لكي أعطيه إيها، ما إن رأها قال لي مهلًا هذه تبدو نقود غير أصلية، نعم إنها مزورة، هل تريد النصب عليَّ، سوف أتصل بالشرطة لكي تتعلم كيف تنصب على الناس، كيف عرف؟

اقرأ أيضًا: ما المقصود بغسل الأموال؟

نعم، تذكرت لا يمكن لي أن أعطي بائع ماشية نقود غير أصلية، إنهم يملكون حاسة سادسة يستطيع معرفة الأصلي من المزور بسهولة يا لي من غبي، ظننت لوهلة أن الدنيا تغيرت وضحكت في وجهي، لكنني لم أحسبها جيدًا، جاءت الشرطة وقبضت عليا بتهمة التزوير والحكم عليًّ بالسجن، قد تكون أيامي الأخيرة داخل هذه الجدران، لم تكن لي حياة خارجًا، فكيف ستكون هنا؟ لا فرق عندي فأنا ميت أتنفس. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة