قصة "أمل".. قصص قصيرة

الإنسان كائنٌ اجتماعي يعيش بين الناس فيتأثر بهم ويتأثرون به. لكن منا من لا يقبل واقعه المعيشي والوسط الذي يعيش فيه فيحاول الخروج منه إلى محيط آخر يحقق فيه متمنياته وأحلامه وهذا شيء جميل ومقبول.

نتناول في قصتنا الصغيرة الحي العشوائي أمل، لقبٌ أطلقه سكان الحي وبعضهم لا يرى فيه سوى السواد والحزن كسائر الأحياء السكنية العشوائية.

قرَّرت سميرة زوجة الصحفي وائل إحداث ثورة على وضعها في حي أمل؛ فهي لم تعُد تطيق العيش فيه ولا تريد لأولادها أن يكبروا فيه. فناقشت الأمر مع أبيها ليشتري لها منزلاً في حي وسط العاصمة، فقبل لكن زوجها رأى في هذا عصيانًا وتمرُّدًا عليه، فأبلغها إما بالرجوع إلى أمل أو الطلاق. 

فتأزمت الأمور بينهما خصوصًا بعد فقدان ابنها الصغير لبصره إثر حادث سير بينما كان يلعب مع أصدقائه في أحد أزقة أمل. 

أما أخوه رجب المراهق فقد قرر العيش مع أبيه ولم يحبذ فكرة أمه فهو يرى أنه ينتمي إلى حيه أمل ويريد أن يعيش فيه مع أصدقائه ويثبت لهم أنه رجل كعبود صعلوك الحي وبطله في آن واحد.

أما مروى فقد قرَّرت هي الأخرى مغادرة الحي بأي شكل، فقابلت في طريقها رب عملها الذي أغراها بالنقود والهدايا لتقيم معه علاقة غير شرعية كرد للجميل وكذلك لتبقى متمسكة به وفعلا ذلك ما حصل إلى أن علمت زوجته التي يخاف منها إلى حد لا يوصف. فهددته أن يبتعد عن مروى، ففعل وضاع أملها وخسرت قيمتها بعد أن علم أبوها وضربها إلى حد الموت، ولولا تدخل الجيران  الذين كانوا يشكلون لها كابوسًا ترجو ألا تراهم مجددًا لكانت ميتة بالفعل.

من خلال هذين الموقفين نرى كيف قررت سميرة ومروى تبديل واقعهما وكيف كانت النتيجة، فالعيش الهني مطلوب لكل واحد وعلى المرء أن يسعى لتحقيقه لكن بعقلانية ورزانة. ففي حالة سميرة ربما كانت أنانية إلى حد ما فاتخذت قرارها دون أخذ اعتبار زوجها وأبنائها فكادت أن تخسرهم. أما مروى فهي تعلقت بقشة كغريق كان هدفها عيشة راقية ومنزلا ينسيها في منزلها في أمل، ووقعت في فخ الغاية تبرر الوسيلة، فوقعت في فخ التسرع وعدم التفكير العقلاني، فرجعت من حيث بدأت لكن بخسائر.

وأخيرًا، كي يعيش الإنسان هادئًا ورزينًا فعليه تقبُّل واقعه وإن كان صعبًا مع السعي للتغيير إلى الأحسن.فأساس النجاح والتقدُّم هو التقبل والرضا على النفس فيهدأ البال وتتحسن الأفكار وتتيسر الأمور بإذن الله.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
ديسمبر 4, 2023, 11:08 ص - محمد عربي ابوشوشة
ديسمبر 4, 2023, 8:21 ص - عائشة محمد عبد الرحمن غريب
ديسمبر 3, 2023, 7:51 م - عبدالحليم عبدالرحمن
ديسمبر 3, 2023, 12:38 م - محمد محمد صالح عجيلي
ديسمبر 2, 2023, 1:28 م - طلعت مصطفى مصطفى العواد
ديسمبر 2, 2023, 8:31 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 1:12 م - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 30, 2023, 9:41 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 30, 2023, 9:14 ص - حسن بوزناري
نوفمبر 30, 2023, 6:36 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 30, 2023, 6:01 ص - جهاد عبدالرقيب علي
نوفمبر 28, 2023, 7:07 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 6:48 ص - ظافر أحمد أحمد
نوفمبر 28, 2023, 5:34 ص - محمد سمير سيد علي
نوفمبر 27, 2023, 10:49 ص - أسماء خشبة
نوفمبر 26, 2023, 2:58 م - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 9:14 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:54 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 26, 2023, 8:03 ص - رولا حسن ابو رميشان
نوفمبر 24, 2023, 9:55 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 24, 2023, 9:03 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 3:18 م - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 23, 2023, 11:13 ص - سفيان صابر الشاوش
نوفمبر 23, 2023, 10:15 ص - سومر محمد زرقا
نوفمبر 23, 2023, 9:11 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 22, 2023, 1:01 م - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 22, 2023, 9:13 ص - حسن المكاوي
نوفمبر 21, 2023, 6:16 ص - هبه عبد الرحمن سعيد
نوفمبر 20, 2023, 7:07 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 18, 2023, 11:20 ص - مصطفى محفوظ محمد رشوان
نوفمبر 18, 2023, 10:59 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 16, 2023, 2:07 م - بوعمرة نوال
نوفمبر 16, 2023, 9:00 ص - زبيدة محمد علي شعب
نوفمبر 15, 2023, 7:11 م - عبدالحليم ماهاما دادولا عيدالرحمن
نوفمبر 14, 2023, 3:45 م - أحمد محمد فودة
نوفمبر 14, 2023, 2:00 م - سالمة يوسفي
نوفمبر 14, 2023, 7:57 ص - سيرين غازي بدير
نوفمبر 14, 2023, 6:19 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 7:38 ص - غزلان نعناع
نوفمبر 13, 2023, 6:59 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 12, 2023, 8:39 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 11, 2023, 2:17 م - منال خليل
نوفمبر 11, 2023, 8:03 ص - نضال الغفاري فضل السيد
نوفمبر 11, 2023, 7:49 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 10, 2023, 9:02 ص - هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 9, 2023, 9:49 ص - جوَّك آداب
نوفمبر 8, 2023, 8:21 ص - جوَّك لايف ستايل
نوفمبر 7, 2023, 9:46 ص - هاجر فايز سعيد
نوفمبر 7, 2023, 9:19 ص - حنين عبد السلام حجازي
نوفمبر 7, 2023, 5:10 ص - محمد محمد صالح عجيلي
نوفمبر 4, 2023, 3:28 م - ناصر مصطفى جميل
نوفمبر 3, 2023, 7:42 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 3, 2023, 5:45 ص - ياسر الجزائري
نوفمبر 2, 2023, 9:19 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 2, 2023, 9:14 ص - إياد عبدالله علي احمد
نوفمبر 1, 2023, 3:12 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 11:39 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
نوفمبر 1, 2023, 8:10 ص - رايا بهاء الدين البيك
نوفمبر 1, 2023, 6:21 ص - نجوى علي هني
أكتوبر 31, 2023, 7:34 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:16 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 7:06 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 6:50 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 6:42 م - فرح راجي
أكتوبر 31, 2023, 1:59 م - أسماء خشبة
أكتوبر 31, 2023, 1:37 م - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 9:17 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 31, 2023, 5:50 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 30, 2023, 4:27 م - نجوى علي هني
أكتوبر 30, 2023, 10:39 ص - رانيا رياض مشوح
أكتوبر 30, 2023, 10:35 ص - أسامة جاد الرب محمود
أكتوبر 30, 2023, 9:30 ص - احمد صالح احمد مقبل الصيادي
أكتوبر 30, 2023, 5:55 ص - غزلان نعناع
أكتوبر 29, 2023, 3:40 م - عذراء الليل
نبذة عن الكاتب