استيقظتُ في الثانية صباحًا؛ جلست على الشرفة هربًا من حالة الإرهاق والألم أتامل النُّجيمات في السماء.
أسندت رأسي على الأريكة واستسلمت لعدِّ ضربات عمري التنازلي.
ها أنا الآن أنهزم وأرفع الراية البيضاء لكل معاركي في الحياة؛ أحاول جاهدة رمي ذكرياتي خلف شلال مشاعري وأفكاري.
في تلك النقطة الضعيفة لن أبالي إن اقتربت من الموت!
نعم لن أبالي.
فلا طاقة أملكها تدفعني للاستمرار في بحر هذه الحياة.
أغمضتُ العينين ورُحت إلى النوم، أو إلى الموت، هما عندي سواء.
هنيهة وشعرت أني غُصت في أعماقي، بل في دُجنتي.
ما هذا السواد الحالك؟! تبادر سؤال أنا لأنا.
هل هكذا داخلنا أم فقط باطني وظلامي؟
صوتٌ عالٍ من بعيد يردد: الليل إذا عسعس. قاطعته وما دخل الليل والعسعسة بما فيه أنا؟
كررها ثلاثًا واختفى.
سَخِرتُ من نفسي: هل أنا في حالة هلوسة؟ مع مَن أتكلم؟ وصوت مَن أسمع؟
هل أنا في مدينة الأموات أم في رحلة إلى لا مكان؟
لم أعد أشعر بجسدي؛ إذًا أصبحت من الأموات.
وأسبح في دُجايَ؛ أحاول تحديد مقري لأعثر على طريق.
وخزٌ مؤلمٌ في الصدر مقام القلب، وضوءٌ أخضر لمع في المكان.
بهرتني غرابة الألوان ورُحت أسبح داخله ويتوسع كلما تنفسته؛ وأكرر بهمسٍ السؤال على نفسي: أين أنا؟
إذ لمحتُ طفلةً صغيرةً تولد في اللحظة استغربت وسألت بفرح: من هذه؟
لم أكمل سؤالي حتى تبين لي أنها مخاض ولادتي الآن.
أأنا في مدينة الموتى؟
ليرتفع صوت ويقول: الحلاج ورقصة السماح..
ضحكتُ بسخريةٍ منه وقلت: لا أعرف الحلاج ولا أحب رقصة السماح.
امتعض وتغضَّب وبحنق أعادَ: الحلاج ورقصة السماح.
تسمَّرت مكاني وتلمست سبيلًا للعودة إلى عالمي.
فجأةً جعلني كرة زهرية اللون وقذفني داخل ممر وهو يكرِّرُ عبارته بصوت أعلى.
تسارعتُ داخل الممر حتى انقطعت أنفاسي.
تحول خوفي لدهشةٍ وأنا أرى بتلات بيضاء تتفتح بمختلف الألوان حتى رأيت رائحة الماضي تتلاشى تدريجيًّا وتغلق بإحكام على بوابة حجرة الذكريات العفنة.
وشعاع من الخيط الرفيع عَبر من تعاريج الفضاء الفسيح فاستنشقته ونفخةَ روحٍ جديدة.
حثثت خُطايا فوق مساحات واسعة من الطُمأنينة والثَّبات بعد أن غادرني الصوت.
فتحتُ عينيَّ أتلمس الوجود.
أنا لستُ في الفضاء ولا حتى في جوفي.
سبتمبر 16, 2023, 2:42 م
جميل ارجو ان تقراي مقالاتي وتعطيني رايك فيها اذا اردت بالطبع 💜
سبتمبر 17, 2023, 6:04 ص
أتابع مقالاتك يا بومالة يعجبني حرفك مع عمرك الربيعي هذا
سابقة على شوق لقراءة إبداعاتك واعلم أن دراستك هي الأهم بارك الله لك في عمرك ودراستك وموهبتك عزيزتي
سبتمبر 21, 2023, 7:59 م
اشكرك يا ميساء ظننت انك قد نسيتيني لكن الذي قرأته الآن طمأنني كثيرا ..اشكرك جزيل الشكر على المتابعة الوفية و انا اتابع كذلك ...طابت امسيتك و ربي يحفظك 💜
سبتمبر 23, 2023, 9:45 ص
بالتوفيق الدائم لك والتفوق في دراستك
سبتمبر 17, 2023, 6:04 ص
سأبقى وليس سابقة ههه
سبتمبر 21, 2023, 8:09 م
👍👍👍
سبتمبر 22, 2023, 2:21 م
🌹🌹🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.