تشير تلك الأسطورة الفينيقية إلى أن أدون كان ابن الإله إيل، وزوجته الإلهة عشيرة، وقد كان النظير لهما في الثقافة اليونانية الإله زيوس، وزوجته الإلهة هيرا.
وقد تجسدت عشيرة في هيئة شجرة، وأنجبت أدون بعد تسعة أشهر في سواحل بلاد الشام، وهذا يعطينا صلة أساسية بين الأم الكبرى والشجرة وفكرة الحمل والولادة التي كانت ضمن الشعائر المقدسة في عبادة عشتار ونظيراتها.
تتفق كل الروايات التاريخية على أن ولادة أدون (أدونيس) هي نتيجة علاقة محرمة بين ملك من شرق البحر الأبيض المتوسط وابنته، وتوجد نسخة تتحدث عن نياز ملك آشور وابنته سميرنا، وأخرى تذكر سينيراس ملك قبرص وابنته ميرا، فتقول الأسطورة:
كانت ميرا معروفة بجمالها الرائع، ترعرعت في منزل والدها الذي بلغ غروره درجة دفعته إلى أن يدّعي أمام البعض من زواره أن جمال ابنته يتجاوز بهاء عشتروت؛ أي أفروديت الإغريقية وفينوس الرومانية، ليصل الكلام إلى عشتروت التي بدأت الغيرة تأكل قلبها، فقررت الانتقام من الملك فأوحت إلى ميرا أنها وقعت في حب والدها، عانت ميرا من هذا الغرام وحاولت الانتحار.
لكن إحدى وصيفاتها اسمها هيبوليتوسل استدركت الوضع ووعدت سيدتها خوفًا عليها بمساعدتها لتتقرب إلى الملك دون أن يدري أنها ابنته، فجاءت مرحلة الأعياد في المملكة، وتحايلت الخادمة على الملك في ظلام الليالي السوداء ليضع ميرا في فراشه وذلك ليال عدة، بعدها حملت ميرا من والدها الملك، وعندما اكتشف هذا سعى الملك لقتل ابنته.
لكن ميرا هربت من الخوف والخجل، وتوسلت الآلهة لإنقاذ حياتها والحفاظ على طفلها، وبعد معرفتهم ما حصل لا سيما دور الإلهة عشتروت أشفقت الآلهة على وضع ميرا، واستجابوا لطلباتها بتحويلها إلى شجرة عرفت باسم شجرة اللبان المر البلسم.
وفرضوا على عشتروت أن تهتم بالطفل بعد ولادته؛ لأنها هي من كانت وراء هذه القصة، وبعد تسعة أشهر انقسمت الشجرة، وخرج منها أدون وارثًا جمال والدته، وبعد ولادة أدونيس وحسب الأسطورة الإغريقية وصلت أفروديت واقتربت من الطفل فانبهرت بجماله حينها قررت إخفاءه عن أعين باقي الآلهة فخبأته في صندوق، وعهدت به إلى بيرسيفوني ملكة الجحيم، وطالبتها ألا تنظر إلى محتواه.
لكن الفضول استولى على الثانية ففتحت الصندوق ووجدت أدونيس وفوجئت بوسامته فقررت الاهتمام به، فنقلته إلى قصرها حيث ترعرع وأصبح شابًا جميلًا وفاتنًا لتقع في عشقه أيضًا، وعندما رجعت أفروديت وطالبت باسترجاع هذا الشاب رفضت الملكة التنازل عنه وتسليمه فتنازعت الإلهتان، وغضبت أفروديت وطلبت من كبير الآلهة زيوس التدخل.
لكن زيوس ليتفادى فتح باب الحرب مع إحدى الإلهتين طلب من الحورية كاليوبي الحكم عنه بينهما، فقضت الحورية بتجزئة السنة إلى ثلاث مراحل، وكان على أدونيس أن يقضي الأشهر الأربعة الأولى مع بيرسيفوني، نفذ أدونيس هذا الحكم، لكنه قرر قضاء وقت فراغه مع أفروديت.
عزيزي القارئ سنكمل القصة في الجزء الثاني.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.