محمد محمد صالح عجيلي مايو 23, 2023, 12:40 م

قصة "أبو موزة".. قصص قصيرة

حين يمتزج الألم بالضحك عبر مفارقات عجيبة في الحياة، وحين تصنع المصادفات فسحة من الترفيه رغم قسوة المواقف، نكتشف جانبًا طريفًا من حياتنا لم نكن عهدناه من قبل.

كانت المعارك مستعرة والاشتباكات على أشدها بين قوات النظام والفصائل المعارضة.. بين تقدم طرف وتأخر طرف آخر وحرب شوارع، وكل ساعة تتغير خطوط التماس، حيث تتم الاختراقات من كلا الجانبين.

المراسلين الحربيين للمؤسسات الإعلامية المختلفة يتابعون ذلك ساعة بساعة، وينقلون الأخبار من أرض المعركة.

مراسل أحد القنوات التلفزيونية وهو ينقل الحدث يلتقي بأحد المقاتلين من الفصائل هو شاب في العشرينيَّات من العمر من أبناء الريف البسطاء، لم يكن له خبرة في الحرب والقتال ولا حمل السلاح، وقد فرضت عليه الحرب رغمًا عن أنفه ليحمي أهله وعرضه من جحافل المعفشين والمرتزقة التي جاءت تدافع عن النظام المتهالك بطائفية مقيتة وحقده الأعمى تحت رايات يا حسين.

لم يكن ليحمل السلاح هذا الشاب العشريني لولا أن رأى بأم عينيه القهر والظلم والعسف، الذي يتعرض له أبناء بلدته.

وقف المراسل ليسأله عما آلت إليه المعارك وأين نقاط الاشتباكات التي تجري، فقال وهو يحدث المراسل طويلاً عن قطاعات القتال القاطع الشرقي والقاطع الغربي والقاطع الأوسط، قائلاً: إن أشد المعارك الآن هي التي تجري في القاطع الشرقي من البلدة، فقد كان القتال عنيفًا وعلى أشده وصلت هناك المعارك (لأبو موزة)..

ومن الاستوديو يتساءل المذيع وأين تقع أبو موزه تلك؟ هل هي قرية قريبة أم منطقة من مناطق البلدة.

ضحك الشاب الريفي وهو يتحدث وقال يا أستاذ (أبو موزة) ليس مكانًا بل هو تعبير عن أن القتال مستعر جدًا فوق الوصف والخيال.

نحن نصف الأمر الهائل بقولنا وصل الأمر لأبو موزة؛ تعبيرًا عن شدة الأمر وتفاقمه.

لم يفهم المذيع ما الذي قصد وعاد من جديد ليسأل يعني أبو موزه ليس مكانًا؟

قال الشاب: نعم، هو ليس مكانًا بل هو وصف للحالة...

ضحك المراسل وهو يسمع تفسير الشاب لمعنى أبو موزه. وقال ضاحكًا: يعني إذا وصلت المعارك إذا لأبو تفاحة ما الذي يكون قد حدث.

قال تكون بهذا قد خربت البصرة ههههههه...

بقلم محمد محمد صالح عجيلي

كاتب قصة قصيرة ومقاله منوعة ودراسات . له عدة مقالات وقصص في الدوريات العربية .

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة