كانت أيامي الماضية عصيبة جدًا ولم أمر بهذا من قبل، كنتُ قبل ذلك وحيدة ثم تزوجت وتوقعت حياة أفضل ولم أكن أدري أنه ينتظرني ألم شديد يتلف أعصابي.
في بداية عمري عشتُ أجمل أيام حياتي في طفولتي ثم بعد ذلك عشت وحيدة دون حبيب.
كنتُ أتمنى أن أتزوج زواجًا تقليديًّا من شاب يخاف الله ويحبني وأحبه ويحترمني وأحترمه.
لم أرد أن أحب شابًا صادفته بالطريق كي لا يكون من نصيبي وينفطر قلبي.
وفعلاً بعد مدة العشر سنوات من الوحدة، قبلت عرض زواج تقليدي وأعجبني ذلك الشاب منذ البداية.
رأيته وسيمًا وقلت لنفسي سأستمع لحديثه إن أعجبني سأقبله، وفعلاً أعجبني حديثه وهو أعجب بي على الفور، وطلب قراءة الفاتحة على نية التوفيق.
لكن أهلي لم يقبلوا وطلبوا قليلاً من الوقت لنسأل عن الشاب، وحزن الشاب حزنًا شديدًا ولم أكن أعلم أنه قد حقد على أهلي واعتقدتُ أنه تفهم الموضوع.
لكني مع الأيام اكتشفت كرهه لأهلي؛ بسبب تلك الحادثة البسيطة وحرمني من رؤيتهم فيما بعد.
وكعادة مجتمعنا لم يعُد أحدًا يقول الصدق، وقالوا لنا إنه ذو أخلاق رفيعة، وقبلته وفرحت كثيرًا وكانت أجمل أيام حياتي مدة الخطوبة.
وعدني بالكثير من الأشياء ومن أهمها أنه لن يتزوج عليّ، وأنه سوف يجعلني كالأميرة. فعلاً جعلني أميرة محبوسة ومظلومة ومقهورة في قلعة ضيِّقة لا هواء فيها إلا القليل ههههه يا لخيبتي.
وفوق كل ذلك ذهب وتزوج عليّ بعد أن كنتُ مطيعة جدًا له لدرجة أني لا أستقبل أهلي لكرهه لهم.
أهلي كانوا يعذروني ويعلمون وضعي ويقفون بجانبي، ولم يوافقوا على تركي له بمجرد زواجه من أخرى من أجل ابنتي الصغيرة كي لا تعيش دون أب.
قالت له أمه باستغراب: زوجتك لم أرَ في حياتي قط مثلها، لماذا تزوجت عليها وقهرتها حرام عليك؛ فهي كانت تهتم بك وبي أكثر من بناتي، وكانت تهتم بالمنزل وبابنتها وكانت تسعدك وتطيعك لأبعد حد.
فما كان جوابه لها إلا أن قال نصيب يا أمي نصيب.
حرق قلبي وفوق ذلك كان لا يأتي ليرانا إلا كل ثلاثة أشهر يوم مع أن بيتي وبيتها قريب جدًا.
كان يضع الحجج كي لا يأتي وإخوته قالوا لي أنها السبب ولا تدعه يأتي اليّ وربما كانت تهدده بشيء ما.
صبرت وصبرت إلى أن أصبحت حالي يرثى لها.
أصبحت وحيدة بلا حبيب يهتم بي وبابنتي، أشرب المنومات والمهدئات لأنسى ما يفعله بي ولأنسى اشتياقي له رغم كل ما فعله بي إلى أن أصبحت جثة هامدة.
أصبحت أحتاج لحبيب جديد، لا لأنتقم بل لتنتعش روحي وأعيش من جديد، لم يعُد لدي الصبر كما قبل، لم يعُد لي طاقة على الوحدة الموحشة.
أنا في حيرة من أمري كيف أعيش حياتي، أنا في غيرة شديدة لدرجة كرهت حياتي وأتمنى التخلص منها، أنا في ألم كبير وكأنني في بئر مستحيل أن أخرج منه.
كيف السبيل للخروج من هذه البئر لأعيش في أرض خضراء مزهرة ترجع لي حياتي كيف كيف؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.