قرقرة البطن.. سببها الجوع أم مشكلات صحية أخرى؟

إن بعض الأشخاص عندما يكون جالسًا مع أصدقائه أو مجهدًا أو في مكان مزدحم يسمع أصواتًا تصدر من بطنه، وكثيرًا ما تعرضه لمواقف محرجة في أثناء صدورها أمام العامة، حينها يقول لك أصدقاؤك: ربما أنك جائع، ولكن ما ذلك الصوت؟ وهل سببه الجوع أو عدم تناول الطعام حقًّا؟ وما أسبابه؟ ومتى يُنذِر بالخطر؟! سنعرف في هذا المقال.

قرقرة البطن أو أصوات البطن

تلك الأصوات الصادرة يكون مصدر خروجها غالبًا بسبب عمل الجهاز الهضمي، ونعم، استنتاج صحيح من أصدقائك، فعادةً ما يحدث ذلك بسبب الجوع أو الغازات الناتجة عن الطعام غير المهضوم، إذ تصدر هذه الأصوات غالبًا عن حركة الغازات والسوائل في البطن، وذلك نتيجة انقباض جدار المعدة، وهذا يعد طبيعيًا وغير ضار، ولكن متى يكون الأمر محفوفًا بالخطر؟!

إن الصوت عندما يصدر عن المعدة باستمرار غالبًا ما يشير إلى مشكلة صحية أساسية، ويجب الذهاب إلى الطبيب فورًا، فعند الفحص قد يسمع أصواتًا عالية ومتجمعة معًا بسماعته الطبية. وعندما يسمع الطبيب هذه الأصوات بصورة غير طبيعية، فهذا يدل على أن النشاط المعوي غير طبيعي، وتوجد مشكلة ما، ويعني أن ذلك دليل على زيادة نشاط الأمعاء الذي يحدث غالبًا مع الإسهال وبعد تناول الطعام.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ويوجد أيضًا أعراض -إذا ظهرت عليك- فيجب الذهاب إلى الطبيب عاجلًا للفحص، إذ إن من أسباب تلك الأعراض أمراضًا شديدة الخطر ومزمنة يجب علاجُها في الحال، مثل الغازات الزائدة، أو الغثيان والقيء، أو الإسهال المتكرر وعدم استجابته للأدوية، أو الشعور بامتلاء المعدة عند الجوع وعدم تناول الطعام، أو الإمساك، أو البراز الدموي، إذ يُعد من نتائج الأمراض شديدة الخطر، أو حدوث حموضة معوية وحرقان، وأيضًا فقدان الوزن المفاجئ.

بمجرد ظهور أي من هذه الأعراض عليك، يجب الاتصال بالطبيب للحصول على الرعاية الطبية العاجلة وتجنب الإصابة بأي مضاعفات تنذر بالخطر.

كيف نتجنب هذه الحالة وما أسبابها؟

يُعد الهضم غير المكتمل لبعض أنواع الطعام، أو تناول الطعام على نحو سريع، أو تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على البقوليات أو منتجات اللاكتوز... إلخ، أحد الأسباب في صدور تلك الأصوات، ثم إن التعرض للإجهاد أو التوتر أو الصدمات النفسية يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي عامة، وهذه الأسباب تُعد بسيطة في طريقة علاجها وسهلة أيضًا.

متى تنذر بالخطر؟

يكون ذلك عندما تحدث مشكلات صحية شديدة الخطر، مثل العدوى، أو حدوث فتق سري، أو انسداد في الأمعاء، أو التعرض لجلطات الدم، أو نقص في البوتاسيوم في الدم، أو - لا قدر الله - وجود الأورام في إحدى مناطق الجهاز الهضمي، أو حدوث بعض المشكلات الصحية الأخرى، مثل انسداد الأمعاء، أو مرض التهاب الأمعاء (كرون)، أو القرحة، أو الحساسية الغذائية، أو وجود نزيف في الجهاز الهضمي.

كيفية تجنب هذه الحالة وطرق علاجها

إن شرب كمية كافية من المياه يُعد علاجًا فعالًا لتجنب قرقرة البطن، إذ يتكون جسم الإنسان مما يقدر بنحو 60% ماء، ومعظم الناس لا يتناولون ما يكفيهم، لذلك تحدث المشكلات الصحية، ولا سيما في الجهاز الهضمي. وقد صدقت مقولة "المعدة بيت الداء"، إذ عندما توجد أي مشكلة صحية في الجسم، فإنها تظهر أولًا في المعدة وتتأثر بها. وتناول الماء الكافي يوميًّا قادر على تحسين الهضم وتحسين الصحة عمومًا، كما يساعد أيضًا في التخلص من الغازات بصورة أسرع.

ويجب تجنب تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأطعمة المقلية أو الدسمة، والأطعمة المعدة بآلية غير صحية، والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات لتحسين صحة الجهاز الهضمي.

وأيضًا اتباع آداب تناول الطعام، إذ يكون الأكل بنظام متوازن في الكمية والوقت، وشرب الماء بعد تناول الطعام، والجلوس بوضعية صحيحة، والمشي لبعض الوقت لتحقيق التوازن والصحة الجيدة.

وفي النهاية، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.