حكم بهاء الدين قراقوش، عبارة نرددها عندما يفرض علينا أحد أمور ويصر على تنفيذها، ونال قراقوش من الشهرة ما جعله مادة للتعبير عن الظلم الفاحش.
قراقوش شخصية حقيقية كان وزيرا في عهد صلاح الدين الأيوبي أنجز أعمال رائعة، نذكر من بناء السور المحيط بالقاهرة وقتها وبني قلعة الجبل والقناطر بالجيزة وكان صاحب همة عالية ينفذ مايطلب منه بقوة وسرعة وإتقان.
لم يسلم قراقوش من الحاقدين، وقد نجح ابن مماتي وهو أحد الأثرياء في هذا العصر في النيل من قراقوش بتأليف كتيب عن قراقوش أسماه "الفاشوش في حكم قراقوش" وهو يعني أحكام الأحمق قراقوش.
تضمنت الرسائل التي أوردها ابن مماتي في كتابه عدد من الحكايات التي نسبها لقراقوش، لاتصدر الا من شخص مختل عقليا فاقد الإدراك.
ومن الحكايات التي أوردها ابن مماتي في كتابه، أن قراقوش نشر قميصه على الحبل فسقط على الأرض فلما بلغه ذلك، تصدق بألف درهم، وقال، لو كنت مرتديا لهذا القميص وقت وقوعه لانكسرت.
وأورد في ابن مماتي في رسائله أن رجلان دخلا على قراقوش ليحكم بينهما، ادعى أحدهم على الآخر أنه عض أذنه، فسأله قراقوش عن ذلك، فقال الجاني لم يحدث ياسيدي وأن الرجل هو الذي عض أذن نفسه، فقام قراقوش وجلس على كرسي وحاول أن يعض أذن نفسه، فإنقلب من على الكرسي وانكسرت يده، فخرج إلى المتخاصمين وأمر بضرب الجاني وقال له أنت الذي عضيت أذن هذا الرجل وكسرت يدي.
ورسائل الفاشوش في حكم قراقوش لاتعبر أبدا عن شخصية هذا الفارس الشجاع الذي شهد انهيار الدولة الفاطمية وبزوغ أركان الدولة الأثيوبية ويكفيه فخرا أنه كان وزيرا نابها في عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ويذكر لنا، موفق الدين البغدادي العالم الموسوعى، وهو من علماء العرب المعجبين بالسلطان صلاح الدين الأيوبي وقد نجح في لقائه وكتب عنه، أن صلاح الدين كان يصطفي العلماء ويحسن الإستماع إليهم ويشاركهم في البحث والحديث وأن أصحابه يتشبهون به.
وقد أثنى موفق الدين البغدادي على قراقوش أنه كان رجلا عظيما، خلد أعمالا زاهرة في مصر، مثل بناء أربعين قنطرة من حجارة الأهرام كانت من العجائب. كما أنه كان مصلحا كبيرا، قضى على كثير من المظالم والمفاسد، واودع البغدادي كل ذلك في كتابه الشهير "الإفادة والاعتذار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر" ولايتسع المقام لسرد شهادات كثيرة جاءت دليلا قاطعا لقيمة ومكانة قراقوش العظيمة رغم الرسائل الكاذبة التي اورها ابن مماتي في كتيبه السموم الفاشوش في حكم قراقوش.
Mar 11, 2020
مقال راىع
Mar 18, 2020
أشكرك طارق بك
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.