يُعد التفكير من المهارات التي يُولد بها الإنسان، إذ إنها تتولد تلقائيًّا وتتحكم بطريقة أو بأخرى في الروتين العام لحياتنا، وهي مرافقة لنا في كل خطوة خلال يومنا.
ومع ذلك فإن كونها مهارة يعني أنه من الممكن تغيير نمطها وتوسيع نطقها وتطويرها.
قد يعجبك أيضًا تعريف "التفكير".. أساليبه وخصائصه ومعوقاته
أنماط التفكير
ولكن لا يأتي التغيير أو التطور من العدم، فكل شيء يحتاج إلى خطوات للانتقال من مرحلة إلى أخرى.
فنحن في الغالب نكون في نمط التفكير الروتيني التكراري (فكر رد الفعل) المرافق لنا طوال حياتنا، وهو يعتمد في طريقته على قياس الأفعال وتكوين ردات فعل مختلفة تكون في أغلبها إما تراكمات لأفعال سابقة وإما ردات فعل لحظية من تكوين أحكام لحظية أيضًا بناءً على انعكاس الفعل نفسه.
قد يبدو الكلام غريبًا، فهذه الأشياء تحدث من دون شعورنا بأننا قد بذلنا كثيرًا من الجهد، ولكن العملية الذهنية التي تحدث في تلك اللحظات لا تأخذ من قدرتنا الفكرية سوى جزء ضئيل جدًّا.
مع احتمالية الوقوع في سوء تحليل للمواقف وإصدار الأحكام واتخاذ القرارات التي تكون كبيرة بدرجة لا تصدق.
كل ذلك وإليك الخبر السار في هذه القصة، وهو القدرة على الانتقال من نمط التفكير الروتيني التكراري إلى النمط الأكثر فاعلية، وهو نمط التفكير الواعي المدروس (فكر الفعل).
تحدَّث الكاتب إدوارد دي بونو في كتابه «قبعات التفكير الست» عن التفكير الواعي المدروس، الذي يأتي ضمن برنامج التفكير الذي استخدمه لتعليم التفكير تلاميذَ المدارس، وأطلق عليه اسم (CORT) وهو اختصار للأحرف الأولى لما يسمى مؤسسة بحوث الإدراك (Cognitive Research Trust)، وكانت إضافة حرف (O) لتسهيل عملية النطق.
قد يعجبك أيضًا تأثير التفكير الإيجابي والسلبي على الصحة النفسية للإنسان
مكونات الخريطة الفكرية
وعليه فإن الدرس الأول لهذه الطريقة هو (PMI)، وهي تقوم على تحليل الخريطة الفكرية البسيطة وتكوينها، المكونة من ثلاثة عناصر تمثل الاختصار المسمى عليه الدرس، وهي:
· الإيجابيات (Plus).
· السلبيات (Minus).
· نقاط التميز أو التفرد (Interesting).
فطلب من الطالب عدم السماح للتفكير بإطلاق ردات فعل سريعة بناءً على صورة ذهنية معينة، وإنما تكوين خريطة فكرية تُصنَّف فيها المعطيات وفقًا لطريقة (PMI)، والهدف من ذلك توجيه التفكير إلى مناطق تفكيرية مختلفة، ومن ثم تغطية كل الجوانب والوصول إلى حلول أكثر فاعلية وقرارات ذات أبعاد مختلفة.
قد يعجبك أيضًا 5 خطوات لا تفوتك لتعلم التفكير الصحيح
الفرق بين أنماط التفكير المختلفة
للمقارنة بين نمطي التفكير التكراري والمدروس إليك المثال التالي:
وأنت تقود سيارتك سيكون عليك أداء كثير من الأنشطة اللحظية ذات ردات الفعل السريعة بناءً على معطيات مختلفة في الطريق، مثل الإشارات المرورية والعلامات المختلفة في الطريق.
وكل ذلك نتيجة الطريقة التلقائية المتبعة في قيادة السيارة، وهو نشاط تكراري يعتمد على نموذج فكر رد الفعل.
أما في النوع الآخر، ستكون الطريقة مختلفة، إذ سيكون عليك وضع خريطة للوصول الآمن والمتزن إلى الوجهة بتجنب الطرق والمنعطفات التي قد تؤدي إلى تعطيل الخطة وفقًا إلى معرفة سابقة بها.
وقياسًا بين الطريقتين قد يكون وصولك إلى وجهتك في الطريقة الأولى مبني على تغلبك على كثير من العوائق التي سيكون عليك التعامل معها لحظيًّا، وقد تتسبب في خسارة جزء من الوقت والمجهود.
ولكن في الثانية فالخطة المدروسة تقيك من كثير من القرارات الاعتباطية وتوفر المرونة الكافية للتعامل مع المواقف والفاعلية في تحقيق أهدافك، وهذا هو الغرض من التفكير.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.