هذا الكتاب ترجمة لبعض المؤثرين، والفاعلين، والناجحين على اختلاف صور هذا النجاح، فبعضهم كان مؤثراً من خلال التأليف وصناعة الفكر، وهم معدودون، فجل شخصيات الكتاب من المخترعين ورجال الأعمال..
أردت بعد انتهائي من قراءة الكتاب أن أنتقي بعض الشخصيات فأترجم لها ترجمة مقتضبة، مع استخلاص العبرة من تجربة تلك الشخصيات ومعاناتها، إلى أن وصلت لهذا النجاح الذي جعلها من شخصيات التاريخ التي يترجم لها، ولكن بدا لي، أن أكتب ملاحظاتي من الكتاب، والتي جمعت فيها بعض من الظروف التي تتشارك فيها أغلب شخصيات الكتاب، ونبدأ بأول ملاحظة.
اقرأ أيضاً كيف تصبح كاتب؟ إليك بعض النصائح المهمة
1. حياة الفقر والبؤس
تكاد لا تخرج عن هذه القاعدة شخصية من شخصيات الكتاب، فهو إما ولد في بيت فقير، أو أن قدره أن يولد في أسرة، وقبل إكماله العاشرة من عمره تنفصل عائلته، فيعيش شريداً طريداً بائس الحال، يقتات على الكفاف ويفترش الأرض، وما من فراش تحته، ولا سقف فوقه، وليس على جسده إلا الخرق البالية، وهذا ينقلنا إلى الملاحظة التالية وهي:
2. الجد في السعي
مع أنهم كانوا يعانون الفقر المدقع، إلا أنهم ما توقفوا لحظة عن البحث عن العمل والعمل هنا وهناك، أياً كانت ظروف هذا العمل قاسية، صعبة، مرهقة، سخيفة، لم يمنعهم أي مانع عن السعي وتوسيع دائرة الأماكن التي خبروها وخبروا صنعتها، رغم وجود الإيمان بالهدف الكبير الذي يطمحون إليه، ووجود العزيمة القوية التي تفل الحديد، رغم ذلك ما كان القعود والإبحار في دنيا الخيال يصنع من الفقر غنى، ولا من الذل عز، وإنما الدربة واقتحام ميادين الفرص، هو ذاك الذي يصنع العظماء، فما من مجال عملوا فيه إلا وكان له أثر في أسلوب تعاملهم مع حوادث الدهر، وعوائق الطريق، فدائماً ما تجدهم مغامرين، مخاطرين، لا يهابون المجازفة، أو خوض غمار التجربة، وإلى الملاحظة التالية:
3. الاختلاف والتميز
العباقرة دائماً ما يكونون غرباء الأطوار منذ نعومة أظفارهم، بسلوكهم وتفكيرهم يتميزون عن أقرانهم، ترى عقولهم سابقة لأعمارهم، وطموحاتهم متجاوزة حدود مجتمعهم، خيالهم خصب، ونشاطهم وافر، وأفكارهم خارج الصندوق، والمستحيل والاستسلام كلمتان ليستا في قواميسهم، إنما الإصرار والاستمرار، والنهوض بعد السقوط، والحلول ثم الحلول بدل تأمل المشكلة والتأفف والحزن.
وفي النهاية هذه بعض الصفات الشخصية التي رأيت أن شخوص الكتاب تتخذها ديدنا وأسلوب حياة:
القراءة وحب الاطلاع: ولا أظن أن أحدا منكم أيها القرَّاء يجهل أن القراءة معلومة من النجاح بالضرورة، وإن اختلف البعض ولكن هذا ما اتفقت عليه جل شخصيات الكتاب.
الاستمرارية: هذه هي العصا السحرية لتحقيق وإنجاز الأهداف العظيمة بلا ريب.
الحلول البديلة أو قل عدم الاستسلام.
والسلام.
اقرأ أيضاً عندما يلهمنا المرض.. مراجعة كتاب "الجلطة التي أنارت بصيرتي" وخطاب جيل تايلور
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.