ما يحصل في مجتمعنا اليوم هو طامةٌ كبرى، حيث أصبحت قدوة الأطفال تنحصر في الفنانين والممثلين، وأقصى طموحاتهم إنشاء قناةٍ للغناء على اليوتيوب أو نشر يومياتهم دون أي خصوصية، فأين النجاح في ذلك؟
وهل أصبح مشاهدة (التيك توك) وأغلب فيديوهاتها الهابطة هي المقصد الأول لأطفالٍ ما زالوا في مرحلة التعلم والتقليد؟
أين دور الوالدين في ذلك؟
وكيف يمكن أن نوجه أطفالنا للقدوة الصحيحة؟
الأمر ليس معقداً على الإطلاق..
في جيلنا السابق وقبل انتشار (اليوتيوبر) كان كل ما يهم الطفل مشاهدة برنامجه الكرتوني المفضل، وربما كانت قدوته (سوبر مان) أو (سبايدر مان)، على الأقل كان بطلاً وليس رجلاً يتمايل على الكاميرات.
اقرأ أيضًا: مشكلة السرقة لدى الأطفال وعلاجها
وبالرغم من ذلك كان للأم دورٌ كبير في حكاية قصص الأنبياء والصحابة، فينشأ الطفل وهو يعرف دور البطل، الذي ينقذ الناس من الضياع، ويحميهم من التتار، ويهديهم إلى سبيل الحق ويبعدهم عن الضلال.
كانت الأخلاق هي الأساس، ففي حكاية الأرنب والسلحفاة تعلمنا أن التكبر لن يجعلك أفضل من غيرك، بل سيكون سبب خسارتك.
وتعلمنا من قصة ليلى والذئب أن الطفل الذي لا يسمع كلام أمه ويتكلم مع الغرباء سيكون في ورطة كبيرة.
كل هذه الأشياء اللطيفة كانت مفيدةً لنا ولو بشيء بسيط وتركت أثراً لا يُنسى.. لكن ماذا الآن؟
اسأل الطفلة من هي شخصيتك المفضلة؟
فتُخرج هاتفها وتظهر صورة فتاةٍ في مقتبل العمر تتراقص وتتمايل على أغنية أجنبية، تلبس التنورة القصيرة، وتظهر بطنها بكل جرأة، وكأن الأمر طبيعي.
فينشأ الطفل، وهو يراه طبيعياً، لماذا؟
اقرأ أيضًا: كن واعياً بما يسمى الاكتئاب عند الأطفال
لماذا أصبح الأطفال يشاهدون ما يريدون؟
ويختارون ما يرغبون به دون معرفة الصواب من الخطأ؟
لمن يعود الأمر؟!
لكن لم يفت الأوان بعد، ما زال هناك فرصةٌ للتغيير، بالطبع لن نطلب من الآباء منع أبنائهم من الهواتف النقالة، لكن ليكن هناك شروط، وأوقاتٌ معينة، ومراقبة كثيفة.
(التيك توك) يجب أن يُحظر قولاً واحداً، فما أكثر ضرره وأقل نفعه، وعلى الوالدين أن يكونا أول قدوةٍ للطفل، فيتحادثان أمامه عن قصص الأبطال القديمة، صلاح الدين الأيوبي، سيف الدين قطز، وهناك بعض البرامج الكرتونية التي تفيد في هذا المجال.
تنشئة الطفل من خلال هذه القصص ستكون الخيار الأفضل، مع تنمية خياله بما يفيد، بعيداً عن الغناء واللغو والتمايل، فتذهب رجولته، وتتناثر قيمه، ويضيع من بين أيديكم، أطفالكم أمانةٌ لديكم..
ستُسألون عنها..
فلا تضيعوها.
اقرأ أيضًا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.