قبل أن يخرج ابنك مساءً.. 3 أسئلة يجب أن تعرف إجاباتها

من بين الأمور الشائكة في العلاقة بين الآباء والأمهات من جانب، والأبناء المراهقين من جانب آخر، مسألة تحديد ساعة العودة إلى المنزل في المساء، خاصة وأن الآباء الذين يفرضون حالة من النظام والالتزام بالقواعد داخل البيت يصرون على وقت محدد أو ساعة محددة بحد أقصى للعودة إلى البيت.

في حين يشعر الأبناء المراهقون بأنهم أصبحوا رجالًا وليسوا أطفالًا صغارًا لكي يجبروا على العودة في وقت معين، فكيف يمكن التعامل مع هذه الإشكالية؟

قبل أن يخرج ابنك المراهق

المسألة التي يجب أن تشغل الآباء والأمهات في هذه النقطة تحديدًا، ليست مسألة العودة إلى البيت في وقت معين وعدم تجاوزه أو التأخير عنه، وإنما توجد ثلاثة أسئلة يجب أن تسألها لطفلك قبل أن تسمح له بالخروج وهي:

  1. مع من ستخرج؟ (الأصدقاء)
  2. إلى أين سوف تذهب؟ (المكان)
  3. متى ستعود إلى البيت في المساء؟ (الوقت)

هذه الأسئلة، يجب أن تكون إجاباتها حاضرة لدى الوالدين قبل السماح للابن أو الابنة بالخروج في أي مناسبة من المناسبات. فالأولى أن يكون لديك علم بالأصدقاء الذين سيخرج معهم، وبطبيعة الحال يجب أن تكون مطمئنًا تجاههم، بحيث لا يكونون أصدقاء سوء، عندها تخبر طفلك أنه لا يمكنك الخروج مع هؤلاء لأسباب أنت تراها وتخبره بها.

أما الثانية، فتتعلق بالمكان الذي سوف يذهب إليه الابن أو الابنة؛ إذ ليس كافيًا أن يكون خروجه مع أصدقاء جيدين، فالصاحب ساحب كما يقال، وإنما أيضًا لا بد من معرفة المكان الذي سوف يتجهون إليه؛ لأكثر من سبب، منها أن تكون مطمئنًا لهذا المكان، وإذا حدث وتأخر يمكنك وقتها الذهاب إليه والاطمئنان عليه، وأن يكون مكانًا لا خطر فيه على الابن.

اعرف أسباب تأخير ابنك

أما الثالثة، المتعلقة بموعد العودة إلى البيت في المساء، فلا بد من الحزم في هذه النقطة وعدم التهاون مع الابن حال عدم التزامه. ففي حالة عدم الالتزام بالموعد المتفق عليه، فإنه يتم الاستماع إلى الابن ومعرفة أسباب التأخير وعدم الالتزام بالموعد المتفق عليه، فقد يكون الطريق مزدحمًا، أو أن أحد أصدقائه مرض فنقلوه إلى المستشفى.. وغيرها.

من الجيد الاستماع إلى الابن لمعرفة سبب التأخير، فإن كان السبب وجيهًا ومقنعًا، وقتها يمكن مسامحته، مع التأكيد عليه بأنه كان يتعين عليه الاتصال وإخبار الوالدين بأنه سوف يتأخر قليلًا لأمر طارئ حتى لا تُصاب الأم بالقلق على ابنها. أما إذا كانت الأسباب غير مقنعة، فيتم حرمان الابن من الخروج الأسبوع التالي لعدم التزامه بموعد العودة المتفق عليه، عندها لا يمكن للابن الجدال والمعارضة حتى وإن بدا حزينًا.

انتبه لعباراتك جيدًا مع ابنك

من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند التحدث مع المراهق، ألا تُشعره أنه جالس أمام أحد المحققين لاستجوابه، بل علِّمه أن يكون صريحًا معك، يفتح قلبه وعقله ويصارحك بكل الأمور التي يختلج بها صدره. بالتأكيد لن تصل إلى هذه المرحلة إلا بمصاحبته والقرب منه ومشاركته وقته وألعابه وهواياته المفضلة، واستخدام أسلوب الحوار والنقاش، وليس الفرض والإجبار.

يرتبط بهذه النقطة أن نأخذ في الاعتبار العبارات التي نخاطبه بها، فبدلًا من القول: "أين أنت ذاهب؟" يمكنك أن تسأل بطريقة أفضل: "هل تذهب إلى مكان ممتع اليوم؟". بدلًا من القول: "ماذا فعلتم اليوم؟" يمكنك القول: "هل استمتعتم بوقتٍ طيب؟"... وهكذا.

تحدث مع ابنك المراهق

فطريقة الحوار مهمة للغاية عند التحدث للابن أو الابنة في مرحلة المراهقة، وأن تشعره بالتقدير والاحترام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يوقِّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا".

من الجيد أن تعبر لابنك عن ثقتك المطلقة به، وأنك دومًا تتوقع منه الالتزام بما تم الاتفاق عليه لأنه ولد مهذب منضبط لا يمكنه فعل شيء خاطئ. ذكِّره دومًا كيف أن الآباء والأمهات يقلقون على أبنائهم إذا غابوا عن أعينهم لسويعات قليلة؛ وهذه فطرة فطرهم الله عليها، ألا وهي حب الأبناء والخوف عليهم.

وأنتم أعزائي القراء من الآباء والأمهات، حدثونا عن قصصكم الملهمة وتجاربكم مع أبنائكم المراهقين، فيما يخص وقت العودة في المساء إلى المنزل، اكتبوا لنا في التعليقات أسفل هذه المقالة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة