أي عالم هذا الذي نعيش فيه؟ وأي صنف من البشر هؤلاء؟ وأي بطون وأرحام خرجت منها تلك الحثالة المجتمعية التي لا يرتوي عطشها ألا بسفك دماء الأبرياء وتعذيبهم وقهرهم والتلذذ بآلامهم؟
إنها السادية الإجرامية المتجملة بثياب من الشعارات الزائفة التي إن وضعتُ لهم تشبيهًا وصنفتُها ضمن المجموعة الحيوانية فسوف أكون غير منصف، فالحيوانات بريئة وأرقى من أفعال هؤلاء.
فحينما تقع عيني على فيديوهات الوثائق التاريخية التي نقلتها إلينا وسائل الاتصال المرئي عبر التكنولوجيا الحديثة التي يسرت توثيق أحداث حقيقية في هذا العالم ونقلها بصورة حية من حروب ومجازر ومذابح يشيب لها الولدان، اقتُرفت بأيدي بشرية إذا جاز التعبير وصنفوا من الجنس البشري تحت مسميات عدة لا شأن لي بها.
فكل سفاح سوف تجد له مبرراته، وكل سافك للدماء له ذريعته التي اختلقها حتى يطمس بها حقيقة تركيبته النفسية الحقيرة التي تفوق الشياطين في أفعالها من جراء أمراضهم النفسية التي تكون ما بين السادية والمازوشية.
وإذا بحثت في تلك الوثائق، فسوف تصاب بالصدمة حينما تجد أن معظم الضحايا من الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الصراعات الدموية الشيطانية الخبيثة التي تنم عن نفوس دمرتها الأمراض النفسية السادية التي أصبحت في عصرنا الحالي تفوق ما كان يحدث في العصور الوسطى من أساليب التنكيل والتعذيب والقتل.
فما نراه الآن عبر وسائل التواصل والميديا من مقاطع حية لأحداث مضت وأحداث لا تزال تحدث في عصرنا الحالي من جرائم تقترف في شتى بقاع الأرض، يؤكد أن خللًا حدث في التركيب النفسي للعنصر البشري على الرغم من التشدق بمسميات التحضر والتقدم والإنسانية وحقوق الإنسان إلى غير ذلك من شعارات ترفع على لافتات.
في حين أن بشرًا في العالم يعانون لمجرد اختلاف الدين والعرق والقبيلة واللون واللغة، إلى غير ذلك من هذه المسميات التي تغذيها الموروثات وأصحاب السادية الذين يجدون لذتهم في تدمير كل ما هو إنساني، حتى يتحول العالم في نهاية الأمر إلى غابة من الشياطين يعيثون في الأرض فسادًا، فيحرق الأخضر واليابس، ويدمر كل بناء.
ثم يجد الأبرياء أنفسهم دمية يلهو بها أصحاب النفوس السادية المتجملة بثياب التحضر والشعارات الكاذبة، في حين أن أفكارهم وعقولهم تعيش بأمراض وشيطنة العصور الوسطى.
إن ما يحدث في شتى بقاع الأرض من ظلم وقهر واستبداد سادي فضحته الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي يؤكد أن العالم بحاجة إلى وقفة مراجعة حقيقية، فإن لم تكن العلوم الإنسانية والاجتماعية لها دور في ضبط المجتمعات، وإخراج عناصر بشرية من الأسوياء لقيادة العالم في شتى المجالات حتى يستتب السلام النفسي في النفوس.
ويكون العدل المطلق هو شعار البشرية فبكل أسف سوف يظل النسل السادي يتكاثر ليخرج لنا أقذر المخلوقات وأقبحها ممن لا يعرفون معنى الرحمة أو الإنسانية، ويكون في نهاية الأمر فناء العالم؛ لأن فناء القيم متحقق بفناء الإنسانية كلها.
فعلا قبل أن تموت الإنسانية احسنت وابدعت🤝🌹
🙏🌹🙏🌹🙏🌹
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.