(قبلَ أن تَحُلَ لعنة نُورِسيَان) الرسالة الرابعة

الخميس 13/7/2023

إنه يحترق ...

لم أشتق إليك كاشتياقي اليوم..

كنت معي في كل لحظة ودقيقة مرت في يومي، وفي كل زاوية أنظر إليها، أركض إليك عبثًا، أحتضن سرابًا وأوهامًا بائسة، أغلب نفسي على قلبي، وفي كل مرة تغلبني أوهامي وسرابك، فأنا لست لنفسي، وقلبي لم أملكه يومًا لأغلبه..

هكذا خلقني الله بقلبين؛ قلب عندك وقلب عندي أحتفظ به لك، فإذا ما نفدت الخيارات من قلبك أعطيتك قلبي المشتاق، كم هو ضعيف وهو مشتاق، سيرهقك باشتياقه ولوعته، قد تستطيعين تغليبه، فهو كالطفل الصغير يرضى بالقليل من حلو الكلام والدلال.

إنه لك، متى تنفد الخيارات من قلبك فطاوعيه كيفما تشائين، وعلميه أن يصبر على الاشتياق، فهو يحترق ويحرق كل شيء من الداخل، يقتل الحياة، يحبس الدمع والهواء، ويخنق الكلمات، هكذا هو قلبي حين تأخذينه، سيعلمك أن تشتاقي وتحترقي، فلا تجدين دمعة تنقذك، ولا أذنًا تسمعك؛ لذا طاوعيه وتغلبي عليه، ورفقًا به، فقد كان ضعفه وعجزه أكثر من قوته، وإذا ما اشتكى يومًا فسامحيه، فأنت لا تعلمين ماذا يفعل به الاشتياق.

فكفاك عبثًا تحاول يا قلبي البائس.

فمهما علت دقاتك وضجيج اشتياقك لن تشعر بالراحة.

تعلم أن تصبر حتى يعلم الصبر أنه يوجد من صبرَ أكثر منه.

قد أشربتك الكأس الخامس، وأحرقت لك سجائري العشرين، ولا تزال عاجزًا عن أن تصبر.

يا بكّاء يا ضعيف يا عاجز، أرهقك الاشتياق حتى نسيت وعودك.

فلتعقل قليلًا، ولتتذكر أنك لست مالكًا لنفسك، أنت ونبضك وشرايينك ودمك، لا مُلك لك اليوم في صدري يا أنانِيّ.

تنسى وعودك بأنك لن تطلب شيئًا لذاتك الضعيفة، وأنت الذي وعدت ألا تطلب شيئًا وتمنح كل شيء..

ذلك الألم حيث ينبع يحرقك من الداخل، ويجعلك تنزف بصمت.

كم حاولت أن أرسمه من الخارج، لكني ببضعة حروق وجروح أسكته قليلًا، كم تمنيت أن أحدث جرحًا عميقًا فأنظر أي خطب وأي داء قد أصابني.

أن تلاعب عقلك بالوهم فيقتلك ذلك الشعور، ويسيطر عليك الصمت، فلا يخرج الصراخ، ولا تنجدك الدموع.

وما عادت الكلمات تنجدني، وما عادت نفسي لنفسي.

ذلك النفسُ الثقيل الذي آخذه ما عاد يريحني، وما عاد النوم يثقلني فيغلبني، ويسكت أفكاري وما في داخلي.

كم تمنيت أن أصل إلى حد الجنون، ربما أسيطر على تلك الأشياء في داخلي، فللمجانين عقل غير العقل، وفؤاد غير الفؤاد.

نسيتُ كيف تحاصرني الأشياء جميعها في داخلي، فتصيبني رجفة حين أحاول إخراجها، فتقتلني في كل نفسٍ وفي كل نبضة قلب.

أما من دواء يجعلني أستفرغ نفسي من نفسي، فأخرج معها كل شيء.

أولُها قلب، وآخرها نفس..  

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مبدع أستمر يا عزيزى
للأمام دائمآ 🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة