السُّمعة وحدها كفيلة بالقضاء عليك وإنهائك، أو إبقائك متماسكًا صلبًا حتى إن لم تكن تملك غيرها. بالسمعة تستطيع أن تنهض من بين ركام الإفلاس والديون والفشل والسقوط لتعود وتبرز من جديد.
https://jawak.com/%D9%86%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%8A%D8%B3%D9%84%D8%A7-12037
فالسمعة رأس مال الفقير والغني، رأس مال الفتاة المغمورة في قاع النجوع والقرى، والفتاة الخادمة في قصور البشوات، ورأس مال الأميرات والسيدات الأرستقراطيات.
بالسمعة وحدها يمكنك أن تُرهِب وتنتصر، وسقوط السمعة يُعرضك للهجوم والضربات.
اقرأ أيضاً احذر أصدقاءك واستخدم أعداءك.. ملخص كتاب "48 قانونًا للقوة"
مراعاة القانون.. ملخص 48 قانونًا للقوة
اقتربت قوة صينية معادية ضخمة بقيادة (سيما يي) لتهاجم مدينة الجنرال العظيم (شيوكو يانج) وذلك خلال القرن الثالث الميلادي، ولسوء حظ (يانج) أنه قد أرسل كل جنوده في مهمة بعيدة وبقي مع مئة فقط من حراسه، وأدرك لا محالة أنه مأسور أو مقتول في ليلته هذه.
فأمر حراسه بخفض الرايات وفتح أبواب المدينة والاختباء، وجلس هو بأبرز نقطة على أسوار المدينة ممسكًا آلة العزف، وظل يُنشد غير مكترث بتقدم الجيوش.
تقدم الجيش بقيادة (سيما يي) الذي تعرَّف بسرعة على الرجل أعلى الأسوار، وكاد يقتحم المدينة الخالية أمامه، وفجأة توقف، وأمر جنوده بالتقهقر فورًا وبسرعة.
اقرأ أيضاً لا تتفوق على مديرك.. ملخص كتاب "48 قانونًا للقوة"
تفسير قانون السمعة
عُرف (يانج) بحيله ودهائه، وكانت هذه السمعة وحدها كفيلة أن تُلقي الرعب في قلوب أعدائه، عندما تقدم (سيما يي) ووجد (يانج) ينشد ويتعبد.
ظن أن في الأمر خُدعة، وأنه لو تقدم قد يسقط في فخ وقبضة (يانج)؛ فهو يعرف خطورة الرجل جيدًا، فمنعه خوفه من التقدم، وأجبرت قوة السمعة لدى (يانج) أن تضع موقف جيش بِرُمَّته موضع التقهقر دون إطلاق سهم واحد.
ويُقال إن سمعتك تسبقك دومًا، وإن كان لك سمعة تُكسبك الاحترام فإن جزءًا كبيرًا من أعمالك سيتحقق قبل أن تطلبه.
كثير من إنجازات (هنري كسنجر) الدبلوماسية كانت تعتمد على سمعته في تسوية الخلافات والمفاوضات، وما أن يُذكر اسم (كسنجر) بين الوسطاء حتى تُعد أي مفاوضات محتومة، لدرجة أن كثيرين لا يرغبون في أن يُنظر إليهم بأنهم من الجمود بحيث لا يستطيع (كسنجر) أن يُلين آراءهم.
اقرأ أيضاً الفت الأنظار إليك بقوة.. ملخص كتاب 48 قانونًا للقوة
الطعن في السمعة
عُرف (توماس إديسون) بالمخترع الذي روَّض الكهرباء، وكان يظن أن الاستخدام العملي للكهرباء لا بد أن يعتمد على التيار المستمر، وغضب كثيرًا حين نجح العالم الصيربي (نيقولا تسلا) في اختراع نظام يعتمد على استخدام التيار المتردد، فعزم على تدمير سمعته والتشهير به وباختراعه شديد الْخَطَر على الإنسان، فلجأ إلى صعق جميع الحيوانات الأليفة بتيار الكهرباء المتردد، وأقنع سلطات السجون في نيويورك بتنفيذ الحكم الأول للإعدام بالصعق بالكهرباء باستخدام التيار المتردد، ولكن هذه المحاولة قد أدت إلى إنهاك الرجل وليس موته.
ومع الوقت تضررت سمعة (إديسون) نفسه أكثر مما تضررت سمعة (تسلا)؛ بسبب كثرة الهجمات التي شنها (إديسون) في محاولات النيل من سمعة (تسلا).
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.