دعني أخبرك أنني في هذا المقال سأقدم لك نصائح عملية حقيقية ستستفيد بها فعلًا، بعيدًا عن الإنشاء والشعارات التي لا "تُؤكل عيشًا" التي هي طريقة أهل التنمية البشرية؛ فلن تخرج من هنا إلا وأنت مستفيد، بإذن الله.
لماذا نحب أن نكون مختلفين؟
من منا لا يريد أن يصبح شخصًا مميزًا عن غيره، مختلفًا وفريدًا من نوعه في كل شيء: الأسلوب، التصرفات الشخصية، حتى في العمل والعقلية؟
الاختلاف سر النجاح
حب الاختلاف ليس مجرد نزعة سطحية، بل هو رغبة داخلية عميقة تدفعنا للتعبير عن ذواتنا والاعتزاز بكل ما يجعلنا فريدين. وقد أكدت الدراسات العلمية هذا الشعور على نحو واضح.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Personality and Social Psychology أن الأشخاص الذين يحتضنون تفردهم يتمتعون بثقة أكبر بأنفسهم وبرضا داخلي ملحوظ. وبالمثل، كشف بحث من جامعة ستانفورد أن تبني هويتنا الخاصة يُحفِّز الدماغ على إفراز هرمونات السعادة، ما يمنحنا طاقة إيجابية تساعدنا على مواجهة تحديات الحياة.
وليس هذا فحسب؛ إذ إن الشعور بالتميز والتفرد يعزز من قدرتنا على الإبداع والتفكير بطرق جديدة، كما أوضحت دراسة نُشرت في مجلة Personality and Individual Differences، إذ وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعتزون بتفردهم يكونون أكثر استعدادًا للتغلب على الصعوبات والابتكار في مختلف مجالات الحياة.
لماذا يجب علينا أن نتميز؟
إذن، إذا كنت تسعى لأن تكون مختلفًا ومميزًا، فلا تخف من إظهار مدى تفردك؛ لأن مقدار تميزك واختلافك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمقدار نجاحك وسلامتك النفسية والعقلية.
إذًا، كيف نتميَّز؟
كفانا كلامًا نظريًّا، وإليك الخطوات العملية، ولا داعي للحديث عن الدافعية التي هي أساس الرغبة في التميز، مقرونة بالعزيمة والإصرار؛ لأنك ما دمت هنا وتقرأ هذا المقال، فبالطبع تمتلك تلك الرغبة.
أول خُطوة: الابتعاد عن الشائع من أخطاء البشر
إذا أردت التميّز حقًّا، فعليك أولًا الابتعاد عن الأخطاء التي يقع فيها أغلب البشر دون تفكير، مثل:
اتباع القطيع بلا وعي (الترند)
كثيرون ينجرفون وراء ما هو شائع لمجرد كونه شائعًا، سواء في الأفكار أو السلوكيات أو حتى في أسلوب الحياة. لكن التميُّز يبدأ حين تتوقف لتتساءل: لماذا أفعل ما أفعله؟ هل هو نابع من قناعة حقيقية أم مجرد تقليد أعمى؟
يجب أن أفكر تفكيرًا ناقدًا في كل شيء، لا تصدق أي شيء إلا بعد التحقق منه. للأسف، في عصر السوشيال ميديا أصبح تناقل الأخبار المغلوطة والشائعات أمرًا سهلًا، لذلك يجب علينا التحقق من أي شيء قبل تصديقه ونقله من المصادر الموثوقة.
الخوف من التجربة
التميُّز يتطلب الشجاعة لتجربة أشياء جديدة، سواء في طريقة التفكير أو في اتخاذ القرارات. الأشخاص المميزون لا يخشون الفشل؛ لأنهم يدركون أنه مجرد خطوة على طريق النجاح. أغلب البشر تقليديون يميلون للاستكانة والشعور بالأمان، ويخشون المغامرة؛ لذلك تجد أغلبهم يفضلون الوظائف التقليدية على العمل الحر، فيظلون طوال حياتهم بشرًا، نعم بشرًا عاديين لا أكثر.
التسرُّع في الأحكام
الحكم السريع على الأمور دون تمحيص هو أحد أكثر الأخطاء انتشارًا. التميُّز يقتضي التمهُّل، البحث، والفهم العميق قبل اتخاذ أي موقف. ليس معنى التعرض للسطو في بلدة ما أن جميع أهلها لصوص، أو أن شخصًا يتعامل بغضب أن طبيعته هكذا، قد يمر بموقف عارض، أو يأتي أحدهم ليخبرك بأن صديقك يذمّك من ورائك فتصدقه مباشرة!
إهمال التعلم المستمر
العالم يتغيَّر بسرعة، ومن يظن أنه يعرف كل شيء يحكم على نفسه بالجمود. التميُّز مرتبط بالعقل الذي يبحث دائمًا عن الجديد، يقرأ، ويتعلّم، ويناقش.
الاستسلام للظروف
كثيرون يلقون اللوم على الظروف والمجتمع والحظ، لكن المميزين هم من يصنعون فرصهم بأنفسهم. النجاح ليس وليد المصادفة، بل هو نتاج العمل المستمر، حتى في أصعب الظروف.
التميّز ليس صفة فطرية تُمنح لقلة من الناس، بل هو اختيار وسلوك يومي.
يكمن السر في التفكير النقدي، الجرأة على التغيير، والقدرة على التحسّن المستمر. حينها فقط، ستخرج من القطيع وتصبح شخصًا لا يُنسى.
الخطوة الثانية: تخلص من أخطائك
بعدما تخلصت من الأخطاء العامة التي يقع فيها أغلب البشر، جاء دور التخلص من أخطائك الخاصة. المميز هو من يستطيع تطوير نفسه دائمًا، ولا يكون ذلك إلا من خلال تعديل الأخطاء وتقويم النفس.
كيف أتخلص من أخطائي؟
عن طريق اتباع عدة خطوات وهي:
استمع للنقد البناء
لا تسد أذنيك عن من يريدون نصحك ويخافون عليك حقًّا، فهؤلاء هم مرآتك لفهم نفسك ومعرفة عيوبك. ولكن احرص على التمييز بين النقد البناء والنقد الهدَّام، فالأول يهدف إلى تطويرك، في حين الآخر قد يكون مجرد إحباط.
الاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة
بداية الحل هي اعترافك بالخطأ. إذا أخبرك الجميع بأنك مخطئ في شيء ما، فلا تكابر، بل واجه نفسك بصدق واعمل على إصلاحه فورًا. الاعتراف لا يعني الضعف، بل هو قوة تدل على وعيك ونضجك.
التعديل والتغيير
هذه هي أصعب الخطوات، لكنها ليست مستحيلة. لنفترض مثلًا أنك شخص عصبي وتريد تغيير ذلك، فالأمر يحتاج إلى عزيمة وإصرار حقيقي على التغيير. درِّب نفسك، وحاول في المرة الأولى أن تتمالك أعصابك ولا تتعصب، قد يكون الأمر صعبًا جدًا في البداية، وكذلك في المرة الثانية، لكنك مع المحاولة المستمرة ستجد أنك تفشل مرة وتنجح مرة، ومع التكرار يصبح ضبط النفس أسهل تدريجيًّا، حتى يصبح طبعًا جديدًا لديك. تمامًا كما يفعل من يريد الإقلاع عن التدخين، إذ يبدأ بخفض الجرعات تدريجيًّا حتى يتخلص منه تمامًا.
التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، لكنه رحلة تحتاج إلى صبر ومثابرة، فكن صبورًا مع نفسك، ولا تيأس من التعثر، فكل خطوة صغيرة نحو التغيير هي إنجاز في حد ذاته.
الخطوة الثالثة: كن غير تقليدي
بعد ما تخلَّصنا من الأخطاء العامة والخاصة، يأتي دور التحلِّي بالصفات المميزة التي من شأنها أن تجعلك شخصًا فريدًا ومختلفًا.
الابتكار في العمل
إذا كنت تريد التميز في عملك حقًّا، فبعد الالتزام والإخلاص في عملك، والتخطيط والتنظيم، وغير ذلك، يجب أن تكون مبتكرًا. حاول دومًا فعل ما لم يفعله غيرك، فإذا كنت كاتبًا، اكتب عن أفكار جديدة لم يسبقك إليها أحد، أو تناول شيئًا معروفًا من زاوية مختلفة، أو تلاعب بقواعد الكتابة النمطية وابتكر قواعدك الخاصة، لمَ لا؟ وعلى ذلك، فقسْ على أي عمل، سواء كان عملًا حرًّا أو تقليديًّا.
فإن كنت معلمًا، فخالف قواعد التدريس التقليدية، وابتكر أساليب جديدة لإيصال المعلومة. وإن كنت تبحث عن عمل، فلمَ تبحث عن عمل تقليدي؟ ابحث عن عمل خاص أو مشروع. وإذا كنت تريد فتح مشروع، فابحث عن فكرة مختلفة، أو قدِّم شيئًا جديدًا ومميزًا.
بمعنى آخر، في أي مجال، ابتعد عن المألوف، واخرج خارج الصندوق كما يقولون، فدائمًا الشيء الناجح هو المختلف.
التميز في الحياة اليومية: كيف تصبح كاريزما؟
ببساطة، في تصرفاتك وحديثك، كن غير تقليدي أيضًا:
- أغلب البشر يحبون الحديث؛ استمع أكثر مما تتكلم، سيحبك الناس.
- أغلب البشر يدَّعون المثالية؛ لا تفعل ذلك، واعترف بالخطأ ببساطة، فكلنا مخطئون.
- أغلب البشر يحبون الظهور؛ كن هادئًا رزينًا، ولا تُثرْك تلك التفاهات.
- أغلب البشر يغلبون العاطفة على العقل؛ فحكِّم عقلك أولًا، تتلافَ الوقوع في الأخطاء.
- أغلب البشر يحبون أن يُظهِروا العمق؛ كن بسيطًا، فالعمق يكمن في البساطة.
- أغلب البشر يتبعون الروتين نفسه يوميًّا؛ غيِّر عاداتك، جرِّب أشياء جديدة، تعلَّم مهارة مختلفة، أو مارس هواية غير مألوفة.
- أغلب البشر يمرون بيومهم دون أن يُضِيفوا إليه قيمة؛ اجعل يومك ذا معنى، وساعد غيرك، وطوِّر نفسك باستمرار.
- أغلب البشر يؤمنون بالعادات والتقاليد الخاطئة وكأنها مقدسات؛ فلا تفعل ذلك، حكِّم عقلك في كل شيء حتى لا تكون فريسة للخرافات مثلهم.
لا تستمع لرأي أحد
فإذا كنت تريد فعل شيء وتقتنع بما ستقوم به، فلا تلتفت لرأي أحد، حتى لا يشتتوك عما تريد فعله، فالناس لا يعجبهم شيء، ولا تشغل بالك برأي أحد ما دام لا يعنيك، ولا تهتم بإثبات شيء لأحد، فالذي يريد أن يقتنع بشيء يقتنع بما يحلو له.
باختصار، كن واثقًا، تعرف ماذا تريد، غير متردد، لا يعنيك شيء سوى ما تراه صحيحًا فقط.
الخطوة الرابعة: كن غير متوقع
وهذا ما سنعرفه من خلال النقاط التالية:
خفة الظل مفتاح التميز
قد يقول قائل: "وإذا لم أكن خفيف الظل، ماذا أفعل؟ لأن خفة الظل شيء فطري بالطبع!"
لا أقصد خفة الظل الفطرية بالطبع، لكن أقصد أولًا: إن لم تكن خفيف الظل بالطبيعة، فلا تكثر من المزاح حتى لا تكون سَمِجًا، في الأقل كن مقبولًا. لكن، هل يمكن اكتساب خفة الظل تلك؟ بلا شك يمكن تحسين الأمر ليصبح ألطف بعدم الإكثار من المزاح، كما ذكرنا.
- ثم فعل أشياء بسيطة؛ فالبشر في الأغلب يضحكون من الأشياء الغريبة غير المتوقعة، فكن كذلك في ردود أفعالك. فإذا سألك أحدهم مثلًا: "هل أنت فلان؟" فليكن جوابك: "على حد علمي!" أو "هم يقولون!" لكن لا تتصنَّع، ولا تكثر من الأمر حتى ينقلب إلى ضدَّه، تعامل بطبيعية.
كن صادمًا!
قابلتُ عمّ أشرف ذات مرة، لمن لا يعرفه، فهو ميكانيكي من الطراز الأول، وكانت أول مرة أتعرف عليه. أول ما قال لي بعد السلام: "روح، ربنا يسدّ نفسك!" وصمت برهة، ثم أردف قائلًا: "على الحرام!" لم يمر وقت طويل حتى وجدته يدعو دعوة أخرى قائلًا: "روح، ربنا ياخدك!" ثم سكت قليلًا وتابع: "على الجنة!". بلا شك ستندهش في بداية الكلام، لكن في آخره ستضحك!
فالشاهد هنا: كن صادمًا غير متوقع في كل شيء، حتى في الكلام والتصرفات، ولكن دون مغالاة، وستصبح مميزًا!
الضحك على الذات
لا تنتظر أن يتهكم الآخرون على خطئك، بل خذ أنت المبادرة وابدأ بالمزاح، وقل مثلًا: "ما هذا الغباء؟! يبدو أنني أهذي يا رفاق!" سيضحكون، وستخرج من الإحراج بصنعة لطافة، يا عزيزي! فمثلًا، خذني قدوة! لم أكن خفيف الظل بالفطرة، ولا زلت... يبدو ذلك!
كن غير مُتوقع في كل شيء
حتى بين أصدقائك وأهلك، فإذا كانوا لا يتوقعون شيئًا سيسعدهم ولن يضرك، فلِمَ لا تفعله؟
- إذا كنت لا تعتذر، فاعتذر!
- وإن كنت كسولًا، فكن نشيطًا!
- لو كان إخوتك غير مطيعين لوالديك، فلماذا لا تكون أنت المطيع؟
- الناس مشاغبون، فكن أنت المسالم!
كن مختلفًا في كل شيء، تكن مميزًا!
لكن قد تسأل: كيف أتعلم أكثر وأطور من نفسي، حتى أصنع هذا التميز؟
كيف تكتسب عادات تجعلك مميزًا؟
التميز لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة لعادات يومية تصنع منك شخصًا مختلفًا عن الآخرين. وإليك بعض العادات التي يمكن أن ترفعك فوق مستوى القطيع:
القراءة: السلاح السري للعظماء
كل شخص مميز تقريبًا هو قارئ نهم. القراءة توسّع الأفق، تمنحك معرفة متجددة، وتجعلك تفكر بطريقة مختلفة. كما يقول مارك توين: "الشخص الذي لا يقرأ ليس له أي ميزة على الشخص الذي لا يستطيع القراءة."
لا تجعل القراءة عبئًا، بل عادة يومية ولو 10 دقائق، سواء في كتب، مقالات، أو حتى الاستماع إلى كتب مسموعة.
الاستماع إلى البودكاست: التعلم أثناء التنقل
إن لم يكن لديك وقت للقراءة، فالبودكاست هو الحل. استمع أثناء المشي، القيادة، أو حتى أثناء أداء الأعمال المنزلية. هناك آلاف البودكاست التي تغطي مواضيع من الفلسفة إلى التقنية وريادة الأعمال.
التفكير النقدي: لا تكن مجرد متلقٍّ
لا تأخذ أي فكرة على أنها حقيقة مطلقة. حلِّل، وناقش، وابحث. الأشخاص المميزون هم من لا يقبلون الأشياء كما هي، بل يسألون دومًا: "لماذا؟"
تجربة أشياء جديدة: كسر الروتين هو سر الإبداع
جرِّب هواية جديدة، تعلَّم مهارة مختلفة، سافر إلى أماكن غير مألوفة، تعامل مع أشخاص خارج دائرتك المعتادة. هذا سيجعلك أكثر تفتحًا ومرونة.
كيف تحافظ على تميزك؟
رائع! قرأت المقال، اقتنعت، قررت أنك ستكون شخصًا مختلفًا، مميزًا، فريدًا... ولكن ماذا بعد؟ كيف تضمن ألا تعود إلى القطيع بعد فترة؟ كيف تحافظ على هذا التميز بدلًا من أن يكون مجرد "فورة حماس" تنتهي كما بدأت؟
الحقيقة أن التميز لا يُقاس باللحظات التي تقرر فيها أن تكون مختلفًا، بل بالأيام التي تواصل فيها هذا الاختلاف رغم كل شيء، فالاستمرارية أهم من تطبيق الخطوات نفسها؛ إليك ما تحتاجه:
لا تعد إلى القطيع
القطيع مريح، القطيع لا يحتاج إلى تفكير، القطيع يجعلك تشعر بالأمان... لكن هل تريد الأمان أم التميز؟ مع الوقت، قد تجد نفسك تستسلم تدريجيًّا لضغوط المجتمع، وتعود إلى النمط التقليدي دون أن تشعر.
الحل؟ ذكِّر نفسك دائمًا: لماذا اخترت هذا الطريق؟ اكتب ذلك، علِّقه أمامك، لا تنسَ!
اختر بيئتك بعناية
البيئة أقوى منك، نعم، حتى لو كنت شديد العزيمة. إذا كنت محاطًا بأشخاص لا يفكرون إلا في المألوف، يستهزئون بأي فكرة جديدة، يحبطون كل محاولة للخروج عن العادة... فماذا تتوقع؟ بمرور الوقت، ستصبح مثلهم.
الحل؟ ابحث عن مجتمعات تدعم التميز. سواء أصدقاء يشبهونك في التفكير، أو مجموعات على الإنترنت، أو حتى كتب تعيدك إلى المسار الصحيح كلما ضعفت.
لا تبقَ جامدًا، التطور هو التميز الحقيقي
أن تكون مميزًا لا يعني أن تختار سمة معينة وتظل متمسكًا بها للأبد. التميز الحقيقي هو التطور المستمر. اقرأ، تعلّم، جرّب أشياء جديدة، لا تظن أنك وصلت.
يوم تتوقف عن التعلُّم هو اليوم الذي تتحول فيه إلى مجرد نسخة أخرى من الآخرين.
كن مرنًا، لكن لا تتنازل عن جوهرك
ليس المطلوب منك أن تعاند العالم كله لمجرد أن تكون مختلفًا. يوجد فرق بين أن تكون مميزًا، وبين أن تكون عنيدًا بلا سبب. كن مرنًا في الأساليب، متطورًا مع الزمن، لكن لا تتنازل عن المبادئ التي جعلتك مختلفًا منذ البداية.
اصنع بصمتك الخاصة
في النهاية، التميز ليس أن تكون نسخة مختلفة من شخص آخر مميز، بل أن تكون أنت. لا تقلِّد أحدًا حتى لو كان عبقريًّا، لا تحاول أن تصبح نسخة من شخص يعجبك. اصنع طريقتك، فكرتك، بصمتك التي حين يراها الناس يقولون: "هذا فلان، لا أحد يشبهه!" فكن قائدًا لا منقادًا، كن مقياسًا لا مُقاسًا، فلا تقل: "أريد أن أصبح مثل فلان"، بل كن أنت نفسك الذي يريد الناس أن يصبحوا مثله.
نماذج ملهمة لشخصيات مميزة
التميز ليس مجرد كلام نظري، بل واقع يعيشه أشخاص كسروا القواعد وصنعوا طريقهم الخاص. إليك بعضهم:
إيلون ماسك: المجنون الذي غير العالم
لو استمع ماسك لمن كانوا يسخرون من أفكاره، لما وصلت شركة "سبيس إكس" إلى المريخ، ولا أصبحت "تسلا" رائدة في صناعة السيارات الكهربائية. تميزه لم يكن فقط في الابتكار، بل في إصراره على تحدي المستحيل.
ستيف جوبز: الرجل الذي صنع المستقبل
لم يكن مجرد مخترع، بل شخصًا رأى العالم بشكل مختلف. قال جوبز ذات مرة: "الأشخاص الذين هم مجانين بما يكفي ليعتقدوا أنهم قادرون على تغيير العالم، هم من يفعلون ذلك حقًا." وهذا هو جوهر التميز.
نيل ديغراس تايسون: عالم الفيزياء الذي جعل العلم ممتعًا
ليس بالضرورة أن تكون رائد أعمال أو مخترعًا لتكون مميزًا. نيل ديغراس تايسون عالم فيزياء فلكية، لكنه جعل العلم ممتعًا وسهل الفهم للجميع، ما جعله رمزًا في مجاله.
الخلاصة
أن تكون مميزًا سهل، لكن أن تبقى كذلك هو التحدي الحقيقي. لا تتراجع، لا تسمح للعالم أن يعيدك إلى القطيع، لا تكن مجرد فورة حماس تنتهي بعد أيام. التميز ليس قرارًا تتخذه مرة واحدة... بل اختيارٌ يوميٌّ تعيد تأكيده كل صباح!
ختامًا.. إذا أردت التميز، فابتعد عن الأخطاء التي يقع فيها أغلب الناس، وعدِّل من أخطائك، ولا تكن تقليديًّا، بل كن مبدعًا مبتكرًا... وكن غير متوقع!
طبِّق ما قلته، ولا أضمن لك شيئًا!
ملحوظة أخيرة غير مهمة
كل ما ذكرته هو نتاج خبراتي الضئيلة وقراءاتي المحدودة، فلا تنتظر أن أضع لك مصادر في النهاية كما المعتاد، فالمصادر والدراسات التي استعنت بها، ذكرتها داخل المقال، وما دون ذلك فهو رأيي المبني على الاستنباط.
مقال مميز كصاحبه .. رائع جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.