حل الخطر على أدمغتنا البشرية عام ألف وتسعمئة وسبعة وثلاثين، حينما ظهرت أول إصابة بالأميبا الآكلة للدماغ في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم لا؟ فالبحيرات والأنهار في جميع أنحاء أمريكا يستعمرها هذا الطفيلي القاتل الذي يتربص بها صيفا فيلتهم الدماغ بلا رجعة.
اقرأ أيضاً أعراض السكتة الدماغية.. تعرف على الإسعافات الأولية للجلطات الدماغية
هل الأميبا تأكل الدماغ؟
هذا الكائن الوحيد الخلية عادة ما يستوطن المياه العذبة الدافئة، التي تبلغ درجة حرارتها نحو مئة وخمس عشرة درجة فهرنهايت، باحثا عن فرائسه بطريقة خفية، فيقع خياره على السابحين في هذه المياه، إنه صياد شره للبكتيريات والمخلوقات الأخرى التي يمزقها إربا وعلى الأرجح أنت منها!
الطبيعة حينئذ تؤدي دورها ببراعة، لتساعد الأميبا على تطوير سمها شديد القوة، الذي يتسلل عن طريق أفواه السابحين وأنوفهم، حتى تتمكن من مهاجمة الأغشية المخاطية للأنف فتهيج الحلق، ثم تصعد إلى الدماغ، ليبدأ المريض بسرعة بالتشنج والتقيؤ، ثم يدخل في غيبوبة لا رجعة منها حتى الموت..
إنه العذاب القاتل لا محالة، الذي يستمر خمسة أيام منذ الشعور بهذه الأعراض، ليصل الأمر إلى التهاب السحايا القاتل لدى خمس وتسعين بالمئة من الحالات، فلك أن تتخيل أن عدد حالات العدوى بهذا الوحش وصل إلى ثلاثمئة وإحدى وثمانين حالة في العالم حتى عام ألفين وثمانية عشر.
اقرأ أيضاً أسباب جلطة الدماغ.. تعرف عليها الآن
الكائنات الوحيد للخلية وأضرارها
قد تظن أن البرك والأنهار تسكنها الأميبا فقط، دعني أقول لك لسوء الحظ إن هذا الضيف السخيف يقبع أيضا في صنبور مياه بيتك، فالمعالجة غير السليمة للمياه وعدم التعقيم الجيد لها يجعلها ملاذا آمنا للتعرض المميت لكائن الأميبا الشرس.
يبدو الأمر أشبه بفكرة لفيلم رعب، ولتبديدها عليك عدم إدخال الماء لأنفك عند الاستحمام أو غسل الوجه في الأنهار، وعدم السماح لأطفالك باللعب بخراطيم أو رشاشات الماء تحسبا لدخول الماء إلى أجسادهم عن طريق الخطأ، فيحمل بين طياته الأميبا القاتلة.
في عام ألفين وتسعة عشر نشرت دراسة طبية بجامعة صنواي في ماليزيا أفضت إلى أن العلماء وجدوا استخدام الأدوية المضادة للنوبة التي تصيب المريض وإعادة ربطها بمادة الفضة قد يقتل الأميبا لمنع غزوها وإضرارها بالخلايا البشرية، لكن لا يزال العلاج قيد التطوير.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.