في هذا اليوم الثامن عشر من فبراير، رحل عن دنيانا الكاتب الكبير يوسف السباعي بعد تعرضه للاغتيال في قبرص في أثناء حضوره أحد المؤتمرات هناك. جمع الكاتب يوسف السباعي بين الفروسية والأدب، إذ تخرج في الكلية الحربية، وعلى الرغم من ذلك لم يهمل الأدب، لُقب بعدد من الألقاب، أبرزها "جبرتي العرب" و"رائد الأمن الثقافي"، تقلد عددًا من المناصب المهمة، ومن أبرزها وزير ثقافة مصر.
كتب عددًا من الأعمال المهمة، أبرزها (رد قلبي)، (نحن لا نزرع الشوك)، (بين الأطلال)، (السقا مات)، و(أرض النفاق). وتأثر بوالده تأثرًا كبيرًا وبدأ عشقه للكتابة منذ الصغر، كان زاهدًا في المناصب على الرغم أنها كانت تأتي إليه.
سنتحدث في هذا المقال عن أبرز المحطات الفنية وأعمال يوسف السباعي التي عُرضت على شاشات السينما أو التلفزيون، وقدمت على المسارح، كما سنتحدث عن أبرز المحطات في حياة الكاتب الكبير يوسف السباعي.
مولد يوسف السباعي
وُلد الكاتب يوسف محمد عبد الوهاب السباعي في 17 يونيو عام 1917.
نشأته
نشأ الكاتب يوسف السباعي في بيت محب للأدب، فوالده محمد السباعي شخصية أدبية بارزة، إذ كان متعمقًا في الآداب العربية شعرًا ونثرًا، ومطلعًا على الفلسفات الأوروبية الحديثة، وقد ساعده ذلك على إتقان اللغة الإنجليزية.
ترجم والده كتاب "الأبطال وعبادة البطولة" للفيلسوف البريطاني توماس كارلايل، كما كتب في مجلة البيان التي كان يُصدرها الشيخ عبد الرحمن البرقوقي.
كان يوسف السباعي يساعد والده في أعماله، إذ كان يحمل المقالات إلى المطابع لمراجعتها وتصحيحها قبل الطباعة، وكان والده يُطلعه على أشعار عمر الخيام التي ترجمها من الإنجليزية، وقد أصيب يوسف السباعي بحالة حزن كبيرة بعد وفاة والده، ولم يصدق وفاته.
وفاء يوسف السباعي لوالده
في أواخر حياة والد يوسف السباعي، كتب قصة بعنوان (الفيلسوف)، لكنه رحل قبل أن يُكملها، ووفاءً لذكرى والده، أكمل يوسف السباعي القصة التي نُشرت عام 1957م، بتقديم من الدكتور طه حسين.
دراسته
تخرج يوسف السباعي في الكلية الحربية عام 1937، كما حصل على دبلوم معهد الصحافة من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة، ثم عمل بالصحافة، وشغل عددًا من المناصب الصحفية.
زواجه
تزوج الكاتب يوسف السباعي بابنة عمه دولت السباعي التي نشأت بينهما قصة حب كبيرة منذ الصغر. وقد أطلق عليها "مخضوضة هانم"، وذلك بسبب خوفها الشديد عليه، إذ كانت تخشى كثرة تحركاته وسفرياته، وركوبه الطائرة، وقد أهداها إحدى رواياته، وكتب في الإهداء: "إلى أحب من أوفى، وأوفى من أحب... مخضوضة هانم".
البدايات الأدبية والصحفية ليوسف السباعي
بدأ الكاتب يوسف السباعي محبًا للرسم والأدب منذ صغره، إذ كان خلال دراسته في مدرسة شبرا الثانوية يعد مجلة يكتبها ويرسمها بنفسه، ولاقت هذه المجلة إعجاب إدارة المدرسة، فتحولت إلى مجلة رسمية للمدرسة تحمل اسم "مجلة مدرسة شبرا الثانوية".
أول قصة منشورة ليوسف السباعي
نشر يوسف السباعي أول قصة له بعنوان (فوق الأنواء)، وذلك في عام 1934، وكان عمره وقتها 17 عامًا، وأُعجب بها لاحقًا لدرجة أنه أعاد نشرها في مجموعته القصصية (أطياف) عام 1946.
أما ثاني قصة له، فكانت بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب)، وقد نشرها له الكاتب أحمد الصاوي محمد في مجلة مجلتي عام 1935، إلى جانب أسماء أدبية كبيرة مثل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.
علاقته بالصحافة والأدب
استمرت علاقة يوسف السباعي بالصحافة، إذ أصدر لاحقًا مجلة الرسالة الجديدة عن دار التحرير، وكان يعمل معه فيها كبار الأدباء مثل: (أحمد حمروش، محمد عبد الحليم عبد الله، فوزي العنتيل، عباس خضر) لكن المجلة توقفت عن الصدور، كما توقفت مجلة الرسالة التي أسسها أحمد حسن الزيات من قبل.
غاية الكتابة عند يوسف السباعي
كانت غاية الكتابة عند يوسف السباعي تمهيدًا للسلام في مختلف الأصول، فقد كان يوسف السباعي مؤمنًا أشد الإيمان بأن للأدب أهمية كبيرة في التمهيد للسلام، وكان دائمًا ما يردد: "لو تم تخييري ما بين عملي كمبدع والمناصب التي توليتها، لاخترت عملي كمبدع وأديب".
أهم المؤلفات
- (نائب عزرائيل)
- (يا أمة ضحكت)
- (أرض النفاق)
- (إني راحلة)
- (أم رتيبة) – مسرحية
- (السقا مات)
- (بين أبو الريش وجنينة ناميش)
- (الشيخ زعرب وآخرون)
- (فديتك يا ليل)
- (البحث عن جسد)
- (بين الأطلال)
- (رد قلبي)
- (طريق العودة)
- (نادية)
- (جفت الدموع)
- (ليل له آخر)
- (أقوى من الزمن) – مسرحية
- (نحن لا نزرع الشوك)
- (لست وحدك)
- (ابتسامة على شفتيه)
- (العمر لحظة)
- (أطياف)
- (اثنتا عشرة امرأة)
- (خبايا الصدور)
- (اثنا عشر رجلًا)
- (في موكب الهوى)
- (من العالم المجهول)
- (هذه النفوس)
- (مبكى العشاق)
- (هذا هو الحب)
الأفلام التي كتبها يوسف السباعي
كتب يوسف السباعي عددًا من الأفلام، ففي عام 1950 كتب فكرة فيلم (أخلاق للبيع)، بطولة محمود ذو الفقار وفاتن حمامة، وسيناريو وحوار أبو السعود الإبياري، وإخراج محمود ذو الفقار.
وفي عام 1954 كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (آثار في الرمال)، بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي، وإخراج جمال مدكور.
وفي عام 1955 ألّف فيلم (إني راحلة)، بطولة عماد حمدي ومديحة يسري، وإخراج عز الدين ذو الفقار.
وفي عام 1957 كتب قصة وحوار فيلم (رد قلبي)، بطولة شكري سرحان ومريم فخر الدين، وسيناريو وإخراج عز الدين ذو الفقار، وشارك في كتابة سيناريو وحوار فيلم (رحلة غرامية)، بطولة مريم فخر الدين وسميرة أحمد، وإخراج محمود ذو الفقار.
وفي عام 1958 كتب حوار فيلم (شباب اليوم)، بطولة مريم فخر الدين وكريمان، وقصة وسيناريو محمود ذو الفقار وعبد العزيز سلام، وإخراج محمود ذو الفقار. كما كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (شارع الحب)، بطولة عبد الحليم حافظ وصباح، وإخراج عز الدين ذو الفقار. وألف فيلم (جميلة)، بطولة ماجدة وأحمد مظهر، وسيناريو وحوار نجيب محفوظ، وإخراج يوسف شاهين.
وفي عام 1959 ألَّف فيلم (خريف امرأة)، بطولة صلاح ذو الفقار ومديحة يسري، وسيناريو وحوار أحمد رجب، وإخراج حلمي رفلة. كما كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (بين الأطلال)، بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي، وإخراج عز الدين ذو الفقار، وكتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (أم رتيبة)، بطولة ماري منيب وفريد شوقي، وإخراج السيد بدير.
وفي عام 1960 كتب سيناريو وحوار فيلم (بهية)، بطولة لبنى عبد العزيز ورشدي أباظة، وقصة حامد عبد العزيز، وإخراج رمسيس نجيب.
وفي عام 1961 كتب حوار فيلم (واإسلاماه)، بطولة لبنى عبد العزيز وأحمد مظهر، وقصة علي أحمد باكثير، وسيناريو وإخراج روبرت أندروز. كما كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (موعد مع الماضي)، بطولة مريم فخر الدين وصلاح ذو الفقار، وإخراج محمود ذو الفقار، وقصة وسيناريو وحوار فيلم (غرام الأسياد)، بطولة لبنى عبد العزيز وأحمد مظهر، وإخراج رمسيس نجيب.
وفي عام 1962 ألَّف فيلم (جمعية قتل الزوجات الهزلية)، بطولة صلاح ذو الفقار وزهرة العلا، وإخراج حسن الصيفي. كما كتب سيناريو وحوار فيلم (بقايا عذراء)، بطولة مريم فخر الدين وشكري سرحان، وتأليف إسماعيل الحبروك، وإخراج حسام الدين مصطفى.
وفي عام 1963 كتب قصة وحوار فيلم (الناصر صلاح الدين)، بطولة أحمد مظهر ونادية لطفي، وسيناريو عبد الرحمن الشرقاوي، وإخراج يوسف شاهين. كما كتب سيناريو وحوار فيلم (الليلة الأخيرة)، بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر، وإخراج كمال الشيخ.
وفي عام 1966 كتب فيلم (مبكى العشاق)، بطولة سعاد حسني ورشدي أباظة، وسيناريو وحوار محمد عثمان، وإخراج حسن الصيفي. كما كتب سيناريو وحوار فيلم (شيء في حياتي)، بطولة فاتن حمامة وإيهاب نافع، وإخراج هنري بركات.
وفي عام 1967 كتب قصة فيلم (اللقاء الثاني)، بطولة أحمد مظهر وسعاد حسني، وسيناريو وحوار محمد عثمان، وإخراج حسن الصيفي.
وفي عام 1968 كتب قصة فيلم (أرض النفاق)، بطولة فؤاد المهندس وشويكار، وسيناريو وحوار سعد الدين وهبة، وإخراج فطين عبد الوهاب.
وفي عام 1969 كتب قصة وحوار فيلم (نادية)، بطولة سعاد حسني وأحمد مظهر، وسيناريو رمضان خليفة، وإخراج أحمد بدر خان.
وفي عام 1970 كتب قصة وحوار فيلم (نحن لا نزرع الشوك)، بطولة شادية وصلاح قابيل، وسيناريو أحمد صالح، وإخراج حسين كمال.
وفي عام 1973 كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (عاشق الروح)، بطولة نجلاء فتحي وحسين فهمي، وإخراج أحمد ضياء الدين.
وفي عام 1975 كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم (مولد يا دنيا)، بطولة عفاف راضي ومحمود ياسين، وإخراج حسين كمال. كما كتب قصة وحوار فيلم (حتى آخر العمر)، بطولة نجوى إبراهيم ومحمود عبد العزيز، وتأليف نينا الرحباني، وإخراج أشرف فهمي.
وكتب قصة وحوار فيلم (جفت الدموع)، بطولة نجاة الصغيرة ومحمود ياسين، وسيناريو صالح مرسي، وإخراج حلمي رفلة.
وفي عام 1977 كتب قصة فيلم (السقا مات)، بطولة فريد شوقي وعزت العلايلي، وسيناريو وحوار محسن زايد، وإخراج صلاح أبو سيف.
وفي عام 1978 كتب الحوار والإعداد السينمائي لفيلم (وادي الذكريات)، بطولة شادية وليلى فوزي، وتأليف ميشيل صوايا، وإخراج هنري بركات. كما كتب قصة وحوار فيلم (أذكريني)، بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين، وسيناريو رفيق الصبان، وإخراج هنري بركات.
وفي عام 1980 عُرض له فيلم (حبيبي دائمًا)، بطولة نور الشريف وبوسي، وسيناريو رفيق الصبان، وإخراج حسين كمال.
المسلسلات التي كتبها يوسف السباعي
عُرض للكاتب يوسف السباعي مسلسلات عدة، ومنها:
في عام 1974، مسلسل (ألوان من الحب)، بطولة حياة الفهد وسعاد عبد الله، وتأليف ألكسندر دوماس فيل، وإخراج يوسف مرزوق، ومسلسل (آثار على الرمال)، بطولة منير معاصري وفيليب عقيقي، وسيناريو وحوار فارس يواكيم، وإخراج إبراهيم الخوري.
وفي عام 1975 مسلسل (أرض النفاق)، بطولة فؤاد المهندس وصفية العمري، وسيناريو وحوار محسن زايد، وإخراج إبراهيم الشقنقيري.
وفي عام 1976 مسلسل (إني راحلة)، بطولة محمود مرسي وزهرة العلا، وسيناريو وحوار مصطفى كامل، وإخراج نور الدمرداش.
وفي عام 1978 مسلسل (نادية)، بطولة محمود الحديني ونسرين.
وفي عام 1997 مسلسل (عندما تضحك الأوتار)، بطولة محمود الجندي وعبلة كامل، وسيناريو وحوار عنتر جمعة، وإخراج رباب حسين.
وفي عام 1998 مسلسل (نحن لا نزرع الشوك)، بطولة آثار الحكيم وخالد النبوي، وسيناريو وحوار أحمد صالح، وإخراج استيفان منير، ومسلسل (رد قلبي)، بطولة محمد رياض ونرمين الفقي، وسيناريو وحوار مصطفى محرم، وإخراج أحمد توفيق.
وفي عام 2018 مسلسل (أرض النفاق)، بطولة محمد هنيدي ودلال عبد العزيز، ومعالجة درامية وسيناريو وحوار أحمد عبد الله، وإخراج سامح عبد العزيز.
المسلسلات الإذاعية التي عُرضت ليوسف السباعي
عُرض للكاتب يوسف السباعي عدد من المسلسلات الإذاعية، ومنها:
- (عاشق الربابة)
- (رد قلبي)
- (رجل مغرور)
- (المرأة الأخرى)
- (جفت الدموع)
- (القيثارة الحزينة)
- (نادية)
- (العمر لحظة)
- (لست وحدك)
المسرحيات التي عُرضت ليوسف السباعي
عُرض للكاتب يوسف السباعي مسرحيتان:
- (أقوى من الزمن)
- (العمر لحظة)
المسيرة العسكرية ليوسف السباعي
بعد تخرُّج يوسف السباعي في الكلية الحربية عام 1937، شغل عدة مناصب عسكرية مرموقة، إذ بدأ مسيرته ضابطًا في سلاح الفرسان، ثم اتجه إلى المجال الأكاديمي، فعمل بالتدريس في الكلية الحربية عام 1940، وتخصص في تدريس التاريخ العسكري عام 1943.
استمر يوسف السباعي في التدرج بالمناصب العسكرية، وفي عام 1949 عُيِّن مديرًا للمتحف الحربي، ولعب دورًا كبيرًا في تطويره، ثم حصل على رتبة عميد.
توليه الوزارة
اختار الرئيس الراحل محمد أنور السادات الكاتب يوسف السباعي ليصبح وزيرًا للثقافة في شهر مارس عام 1973.
ألقابه
لُقب يوسف السباعي بـ"جبرتي العصر"، وقد أطلق عليه هذا اللقب أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، وذلك بسبب كثرة ما كتب عن أحداث ثورة يوليو، واستمر في الكتابة حتى انتصار أكتوبر المجيد.
ثم إن أعماله الأدبية كانت خير معبر عن تاريخ مصر في ذلك الوقت، ومن أبرزها:
- (رد قلبي)
- (جفت الدموع)
- (أقوى من الزمن)
- (العمر لحظة)
- (ليل له آخر)
أهم اقتباسات الكاتب يوسف السباعي
- يا أهل النفاق! تلك هي أرضكم، وذلك هو غرسكم، ما فعلتُ سوى أن طفت بها، وعرضت على سبيل العينة بعض ما بها، فإن رأيتموه قبيحًا مشوهًا فلا تلوموني، بل لوموا أنفسكم، لوموا الأصل ولا تلوموا المرآة. أيها المنافقون! هذه قصتكم، ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر.
- ما حاجتي إلى تقدير الأحياء وأنا بين الأموات؟ ما حاجتي أن يذكروني في الدنيا وأنا في الآخرة؟! ويمجدوني في الأرض وأنا في السماء!
- لا تقولوا: "رحم الله آباءنا وأجدادنا لأنهم كانوا خيرًا منا وأفضل منا". لا تقولوا ذلك، فما كانوا يقلون عنّا رداءةً وسفالة.
- مصيبة المروءة: بذرة طيبة في أرضٍ جدباء، تبذر الحب لتحصد الشوك، وتطعم الفم فيعضك الفم، ويمتص منك دماءك التي يستكثرها عليك، ويستخسرها فيك.
- حتى السراب الذي نخدع به أنفسنا لا نملك نحن صنعه، وإنما يُفرض علينا.
- قاتل الله الأحلام، لقد هزمتني شر هزيمة. لقد كنت أراه وأحبه في كل حلم.
- ما أحمق الإنسان! يجعل من حياته سلسلة مسببات للحزن، يحزن لأوهى الأسباب وأتفه العلل في دنيا ليس بها ما يستحق الحزن.
إنسان تافه في دنيا تافهة، يحزن المرء لأن بقعة حبر قد سقطت على ثوبه الأبيض فأتلفته، ولو تذكر عندما أصابه الحزن على ثوبه أنه ليس أسهل من أن يطوي هو وثوبه الأبيض تحت عجلات الترام ليغرق ثوبه بالحبر وهو هانئ سعيد!
يحزن المرء لأنه غُلب في صفقة، أو أن البائع قد خدعه في بضعة قروش، ولو علم أن جرثومة صغيرة قد تسلبه عشرات الجنيهات لكي ينجو من مرضها لما أحزنته قروشه الضائعة.
يحزن المرء إذا فقد متعة من المتع، ولو درى أنه في غمضة عين قد يفقد نفسه لما أسِف على متعة زالت. - الجهل المركب فمصابه ثقيل، فهو جهل أولئك.
- كل الذين لا يظنون بنفوسهم جهلًا، أولئك القادرون المسيطرون، المترفعون المتكبرون، الذين يكسون أنفسهم طلاء زائفًا من الفهم والذكاء، ويبهرون غيرهم بمظهرهم الكاذب الخادع، فيتولون أمر سواهم، ويتحكمون في مصائر غيرهم، والجهل في باطنهم متأصل متحكم.
- دع كل امرئ يدبر أمره من وجهة نظره هو، إنه أدرى بمطالبه ومشاعره، وهو مسؤول عن حياته وعن نتائج أعماله. وإذا كان لا بد لك من أن تدبر أمره، فافهم نفسيته، وقدّر مشاعره، وليكن تدبيرك ما أمكن من وجهة نظره، وبطريقة تفكيره.
- دعيني أشرح لكِ الحب كما أحس به، لا كما قرأته أو سمعت عنه، وسأشرحه لكِ في أبسط الألفاظ وبأقصر الطرق.
- معنى أني أحبكِ، هو أن رأسي مليء بكِ، حتى لكأن ذلك الشيء الكامن فيه ليس عقلًا كبقية العقول، بل هو عقل ممزوج بكِ، لا يستطيع أن يفكر في غيركِ.
أما عيناي، فكأني بصورتكِ قد التصقت بهما، حتى بتُّ لا أبصر الحياة إلا من خلالكِ.
أما القلب، فأغلب الظن أنكِ قد امتزجتِ بالدماء التي تجري في أوردته وشرايينه، فلو توقفتِ عن السريان فيه لكَفَّ عن نبضه وتعطل عن حركته. - ككل الأغبياء الذين يقولون: "ما فائدة الجيش العاطل الذي لا يحارب؟" هل يظنون أنه مفروض على الجيش أن يخلق الحرب لكي لا يبقى عاطلًا؟! وإذا ما طال به السلم، يجب أن يحمل مهماته وأسلحته، ويقول لهم: "سلام عليكم، أنا رايح أحارب"؟
- إن الإنسان هو الإنسان، غشاش، مخادع، كذاب، منافق، في كل أمة، في كل جيل. لا تقولوا: "رحم الله آباءنا وأجدادنا لأنهم كانوا خيرًا منا وأفضل خلقًا". لا تقولوا ذلك، فما كانوا يقلون عنّا رداءةً وسفالة.
- لا تقبل النعمة الطارئة قط، لا تفرح بالكثير المنقطع، فسيجعلك تكفر بالقليل المقيم الذي وطنت نفسك على قبوله والرضا به.
إذا كنت تسير على قدميك، فإياك أن تركب برهة، وإلا ذاقت قدماك نعمة الركوب والراحة، وكرهت السير الذي طالما اعتدته. - نحن نتكلم كثيرًا، وننقد كثيرًا، وننكت كثيرًا، ولكن لماذا لا نعمل كثيرًا؟!
أترانا نعتقد أننا نستطيع أن نصلح ما بنا بالكلام والنقد والتنكيت فقط؟!!
إذا كان الكلام والنقد والتنكيت مجرد تنفيس عن النفس، فهو شيء لا مفر منه.
ولكن أن يصل إلى حد إضاعة الجهد وتثبيط الهمم، فهو بلا شك أمر بغيض! - أنا معكم، المال والبنون زينة الحياة الدنيا، ولكن ما رأيكم في بنين بلا مال؟ بنين "حاف"! هل تظنونهم للحياة الدنيا زينة أم أنها مصاب وبلاء؟
- ما حاجتي إلى تقدير الأحياء وأنا بين الأموات؟ ما حاجتي إلى أن يذكروني في الدنيا وأنا في الآخرة!! ويمجدوني في الأرض وأنا في السماء! أنا أبغي المديح الآن، والتقدير الآن، وأنا أسمع وأحس، فما أمتعني شيء كسماع المديح والتقدير.
قولوا عني مخلصين وأنا بينكم: "إني كاتب كبير، قدير، شهير، وإني عبقري، ألمعي، لوذعي"، فإذا ما متّ فشيعوني بألف لعنة، واحملوا كتبي فأحرقوها فوق قبري، واكتبوا عليه: "هنا يرقد أكبر حمار أضاع عمره في لغو وهذر".
إني لا شك رابح كاسب، لقد سمعت مديحكم وأنا حي محتاج إليكم، وصممت أذني عن سبابكم وأنا ميت، أغناني الله عنكم وعن دنياكم. - لا أريد من بشر أن يعين نفسه قيّمًا على بشر.
كل إنسان مسؤول عن نفسه، وله أن يعمل ما يُسعد به نفسه ما دام لا يُشقي به غيره.
نحن جميعًا نعرف أوامر السماء، ونعرف المعصية وغير المعصية، ونعرف كيف سنلقى الله وكيف سيلقانا الله، وكل إنسان يعرف أنه وحده سيتحمل وزر نفسه.
فما بال أولئك البشر لا ينفكون يقيمون أنفسهم في إلحاح ولجاجة، وسطاء بيننا وبين السماء، يقيمون الحوائل والسدود ليزيدوا الأرض تعقيدًا؟ - ما أشبهنا بالقضاة الذين جلسوا لمحاكمة الربان الذي غرقت سفينته، فحكموا عليه بالإعدام بعد مداولة سبعة أيام، عرفوا خلالها ما كان يجب أن يعمله الربان حتى لا تغرق سفينته!
وأجابهم الربان في دهشة: "حقيقة، هذا ما كان يجب أن أعمله، ولكنكم لم تعرفوه إلا بعد مداولة سبعة أيام في غرفة هادئة، أما أنا فما كان أمامي سوى ثوانٍ معدودات في زوبعة عاتية!".
أهم الوظائف التي تقلدها يوسف السباعي
شغل يوسف السباعي العديد من المناصب، منها:
- كان ضابطًا في سلاح الفرسان بالقوات المسلحة المصرية.
- تولى منصب مدير المتحف الحربي في عام 1952.
- تولى منصب سكرتير المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في عام 1956.
- تولى منصب سكرتير منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في عام 1957.
- تولى رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) في عام 1967.
- تولى رئاسة إدارة دار الهلال في عام 1971.
- تولى رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير جريدة (الأهرام) في عام 1976.
- تولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة (روز اليوسف) عام 1961.
- تولى رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) عام 1967.
- تولى رئاسة المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعة والتلفزيون.
- تم اختياره نقيبًا للصحفيين عام 1977.
زهده في المناصب
لم يكن يوسف السباعي محبًا للمناصب، وكان على استعداد للتضحية بها في أسرع وقت.
قال عبد الرحمن الشرقاوي: "بعد هزيمة 5 يونيو عام 1967، في أحد اجتماعات اتحاد الكتاب العرب، وقف مندوب أحد الوفود يطلب عزل يوسف السباعي، وعلى الفور أعلن يوسف استقالته وانسحب إلى حجرته. وجاء مندوبو الوفود جميعًا، وفي مقدمتهم ممثل الحزب الشيوعي، وقال: إن هذا العضو الذي طالب بعزل يوسف السباعي مفصول من الحزب، وقد سلّم وثائق الحزب للمخابرات المركزية الأمريكية. وعاد يوسف، وعادت الوفود إلى الاجتماع لتطرد هذا العضو الذي أثار الزوبعة."
وفي اجتماع الكتاب الآسيويين الإفريقيين في سبتمبر عام 1973 في (ألما آتا) في الاتحاد السوفيتي، حاولوا عزله، فطرح الثقة بنفسه، وفاز بأغلبية ساحقة.
أهم الجوائز التي حصل عليها يوسف السباعي
حصل الكاتب يوسف السباعي على عدد من الجوائز والتكريمات، منها:
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
- وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس.
- جائزة لينين للسلام.
- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية.
- جائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي (رد قلبي) و(جميلة الجزائرية)، وأحسن سيناريو لفيلم (الليلة الأخيرة)، وأحسن حوار لفيلم (رد قلبي).
تفاصيل اغتياله في قبرص
في صباح السبت 18 فبراير 1978، توجه يوسف السباعي إلى قاعة المؤتمرات داخل فندق قبرص لحضور المؤتمر حيث كان يقيم، ووقف يتصفح الصحف الصادرة في ذلك اليوم، ثم فوجئ هو ومن حوله بشخصين مسلحين يطلقان النار عليه، فأصابته ثلاث طلقات قاتلة، مات على إثرها.
هوية المنفذين ورد الفعل المصري
تباينت الروايات حول جنسية منفذي الاغتيال، إذ أشارت بعض المصادر إلى أنهما فلسطينيان، في حين ذكرت أخرى أن أحدهما فلسطيني والآخر عراقي. لكن الاتهامات وُجِّهت على نحو أساسي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وقد أدى هذا الحادث إلى أزمة دبلوماسية حادة بين مصر وقبرص، خاصة بعد قرار الرئيس محمد أنور السادات بإرسال قوات خاصة من الصاعقة المصرية على متن طائرة عسكرية للقبض على منفذي الجريمة، وكان القاتلان قد احتجزا مجموعة من الرهائن وطلبا من السلطات القبرصية توفير طائرة للهروب خارج البلاد.
جنازة يوسف السباعي
شُيِّع جثمان الكاتب يوسف السباعي فارس الأدب والرومانسية إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية مهيبة، مودعًا الحياة بعد مسيرة أدبية وسياسية حافلة، وذلك في 19 فبراير 1978.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.