في ذكرى رحيل هيتشكوك السينما المصرية المخرج كمال الشيخ

في هذا اليوم الثاني من يناير رحل عن عالمنا المخرج الكبير كمال الشيخ الذي قدم كثيرًا من الألوان في أعماله، إذ قدم اللون العاطفي والسياسي والاجتماعي والبوليسي في إطار حبكة درامية مميزة، اجتمع النقاد على تسميته "هيتشكوك السينما المصرية"؛ لأنه يستطيع جذب المشاهد بحبكته وطريقة عرضه الجذابة للمشكلة، فيناقش القضية في إطار من التسلية.

فكثيرًا ما نلاحظ في أفلامه الجوانب النفسية والاجتماعية للشخصيات وتفاصيلها الصغيرة وتشابكها، حتى يبني للمشاهد تصورًا كاملًا للحالة العامة للعمل الفني، وقد ظهر هذا جليًّا في أعماله الرائعة مثل فيلم (اللص والكلاب) و(غروب وشروق) و(ميرامار) و(على من نطلق الرصاص) و(بئر الحرمان) وغيرها من الأفلام، وقد قدم أيضًا اللون العاطفي مثل فيلم (سيدة القصر) و(حبي الوحيد).

عمل معه كبار الفنانين مثل فاتن حمامة ورشدي أباظة وعماد حمدي ومحمود مرسي وسعاد حسني ومحمود ياسين. دخل عالم الفن بالواسطة لشدة حبه للسينما، ثم انطلق فيها وتعددت إسهاماته السينمائية التي لطالما أمتع بها المشاهد. وفي هذا المقال سنتعرف على المخرج الكبير الذي لم ولن يتكرر المخرج كمال الشيخ.

مولد المخرج كمال الشيخ

ولد كمال الشيخ في 5 من فبراير عام 1919 بقرية عمروس التابعة لمحافظة المنوفية.

دراسة المخرج كمال الشيخ

حصل كمال الشيخ على شهادة البكالوريا التي تعادل الثانوية العامة عام 1937، ثم التحق بكلية الحقوق، ولكنه تراجع عن قراره وترك الكلية فيما بعد.

البداية الفنية للمخرج كمال الشيخ ومشواره الفني

كانت البداية الفنية للمخرج كمال الشيخ بعدما قرر أن يعمل ممثلًا، فأرسل صورته للمخرج محمد كريم الذي قال إن وجهه لن يصلح ليكون ممثلًا، فتعرَّف على الشاعر خليل مطران بفضل علاقته بوزير الحربية حيدر باشا، فقدَّمه خليل مطران للمخرج أحمد سالم، وساعده أحمد سالم ليعمل في إستوديو مصر مونتيرًا تحت إشراف المخرج نيازي مصطفى.

ومن حينها عمل كمال الشيخ مونتيرًا في عدد كبير من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية، منها (قلبي دليلي) و(غزل البنات) و(ظهور الإسلام) و(ليلى بنت الفقراء)، إلى أن أخرج أولى أفلامه وهو فيلم (المنزل رقم 13)، الذي حقق نجاحًا كبيرًا.

وتوالت بعد ذلك أعماله السينمائية الناجحة التي كانت أغلبها قد كتبها كبار الكتَّاب أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وصالح مرسي وفتحي غانم، إذ يُعد كمال الشيخ من أولى المخرجين الذين حوَّلوا كتابات كبار الكتَّاب إلى أعمال فنية.

ويُعد أيضًا كمال الشيخ أول مخرج مصري يقدم فيلمًا يناقش قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وذلك من خلال فيلم (أرض السلام)، كما يُعد أول مخرج مصري يشارك مخرجًا أجنبيًا في إخراج فيلم عالمي، وهو من أوائل المخرجين الذين قدموا الأطفال في السينما، كما ظهر في فيلم (ملاك وشيطان) و(حياة أو موت) الذي اختير ضمن قائمة أفضل 100 فيلم سينمائي في تاريخ السينما المصرية.

زواج المخرج كمال الشيخ

تزوج المخرج كمال الشيخ بزميلته المونتيرة أميرة سالم، وقد عملت معه في غالبية أفلامه.

أهم الأفلام التي أخرجها المخرج كمال الشيخ

أخرج كمال الشيخ عددًا من الأفلام، ففي عام 1952 أخرج فيلم (المنزل رقم 13) بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي وتأليف كمال الشيخ وسيناريو وحوار علي الزرقاني.

وفي عام 1954 أخرج فيلم (حياة أو موت) بطولة عماد حمدي ومديحة يسري وسيناريو وحوار علي الزرقاني وكمال الشيخ. وفي عام 1955 أخرج فيلم (حب ودموع) بطولة فاتن حمامة وعقيلة راتب وتأليف محمود صبحي وسيناريو وحوار علي الزرقاني.

وفي عام 1956 أخرج فيلم (حب وإعدام) بطولة عماد حمدي وسميرة أحمد وقصة وسيناريو وحوار محمد كامل حسن المحامي، وفيلم (الغريب) بطولة ماجدة ويحيى شاهين وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، وفيلم (أرض الأحلام) بطولة عماد حمدي وفريد شوقي وقصة وسيناريو وحوار محمود صبحي وعلي الزرقاني.

وفي عام 1957 أخرج فيلم (تجار الموت) بطولة فريد شوقي ومحمود المليجي وتأليف علي الزرقاني، وفيلم (الملاك الصغير) بطولة يحيى شاهين وزبيدة ثروت وقصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، وفيلم (أرض السلام) بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وقصة حلمي حليم وسيناريو وحوار علي الزرقاني.

وفي عام 1958 أخرج فيلم (سيدة القصر) بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وقصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس.

وفي عام 1959 أخرج فيلم (من أجل حبي) بطولة فريد الأطرش وماجدة وقصة وسيناريو وحوار صلاح عز الدين ومحمد عثمان، وفيلم (من أجل امرأة) بطولة ليلى فوزي وعمر الشريف واقتباس وجيه نجيب وسيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وأخرج فيلم (قلبي يحترق) بطولة مديحة يسري وعماد حمدي وقصة وسيناريو وحوار صبري عزت وكمال الشيخ.

وفي عام 1960 أخرج فيلم (ملاك وشيطان) بطولة مريم فخر الدين ورشدي أباظة وتأليف رشدي أباظة وقصة وسيناريو وحوار صبري عزت، وفيلم (حبي الوحيد) بطولة عمر الشريف ونادية لطفي وقصة وسيناريو وحوار صبري عزت وعلي الزرقاني. وفي عام 1961 أخرج فيلم (لن أعترف) بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر وقصة استيفان روستي وذكي صالح.

وفي عام 1962 أخرج فيلم (اللص والكلاب) بطولة شكري سرحان وشادية وتأليف نجيب محفوظ وسيناريو وحوار صبري عزت. وفي عام 1963 أخرج فيلم (الليلة الأخيرة) بطولة فاتن حمامة ومحمود مرسي وسيناريو وحوار يوسف السباعي وصبري عزت، وأخرج فيلم (الشيطان الصغير) بطولة سميرة أحمد وكمال الشناوي وسيناريو وحوار صبري عزت وكمال الشيخ.

وفي عام 1965 أخرج فيلم (الخائنة) بطولة نادية لطفي ومحمود مرسي وقصة إبراهيم الورداني وسيناريو عبد الحي أديب. وفي عام 1966 شارك في فيلم (3 لصوص) بطولة صلاح ذو الفقار ويحيى شاهين وتأليف إحسان عبد القدوس وسيناريو يوسف فرنسيس. وفي عام 1967 أخرج فيلم (المخرجون) بطولة لبنى عبد العزيز وأحمد مظهر وسيناريو حسن رمزي عن رواية إبراهيم البعثي.

وفي عام 1968 أخرج فيلم (الرجل الذي فقد ظله) بطولة ماجدة وكمال الشناوي وتأليف فتحي غانم وسيناريو وحوار علي الزرقاني، وشارك في إخراج فيلم (أبو الهول الزجاجي) بطولة أنجيل ديلبوزو وروبرت تايلور وسيناريو وحوار بيتو ألبرتيني وكمال الشيخ. وفي عام 1969 أخرج فيلم (ميرامار) بطولة شادية ويوسف وهبي وتأليف نجيب محفوظ وسيناريو وحوار ممدوح الليثي، وفيلم (بئر الحرمان) بطولة سعاد حسني ونور الشريف وتأليف إحسان عبد القدوس وسيناريو وحوار يوسف فرنسيس.

وفي عام 1970 أخرج فيلم (غروب وشروق) بطولة سعاد حسني ورشدي أباظة وتأليف جمال حماد وسيناريو وحوار رأفت الميهي. وفي عام 1971 أخرج فيلم (شيء في صدري) بطولة رشدي أباظة وهدى سلطان وتأليف إحسان عبد القدوس وسيناريو وحوار رأفت الميهي.

وفي عام 1974 أخرج فيلم (الهارب) بطولة شادية وحسين فهمي وقصة وسيناريو وحوار رأفت الميهي. وفي عام 1975 أخرج فيلم (على من نطلق الرصاص) بطولة سعاد حسني ومحمود ياسين وقصة وسيناريو وحوار رأفت الميهي.

وفي عام 1976 أشرف على إخراج فيلم (سنة أولى حب) بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين، وتأليف مصطفى أمين وسيناريو وحوار أحمد صالح، وإخراج حلمي رفلة. وفي عام 1978 أخرج فيلم (وثالثهم الشيطان) بطولة محمود ياسين وميرفت أمين وسيناريو وحوار يوسف فرنسيس وأحمد عبد الوهاب، وفيلم (الصعود إلى الهاوية) بطولة محمود ياسين ومديحة كامل، وإعداد وسيناريو وحوار صالح مرسي وماهر عبد الحميد.

وفي عام 1982 أخرج فيلم (الطاووس) بطولة نور الشريف وصلاح ذو الفقار، وتأليف نهاد شريف وسيناريو وحوار أحمد عبد الوهاب.

الأعمال التي ألفها المخرج كمال الشيخ

• ألف المخرج كمال الشيخ عددًا من الأعمال، ففي عام 1952 ألف فيلم (المنزل رقم 13).
• وفي عام 1954 كتب قصة وسيناريو فيلم (حياة أو موت).
• وفي عام 1956 كتب سيناريو فيلم (أرض الأحلام).
• وفي عام 1959 كتب سيناريو فيلم (قلب يحترق).
• وفي عام 1960 كتب سيناريو فيلم (ملاك وشيطان).
• وفي عام 1962 كتب سيناريو فيلم (اللص والكلاب).
• وفي عام 1963 كتب سيناريو وحوار فيلم (الشيطان الصغير).
• وفي عام 1968 كتب سيناريو وحوار فيلم (أبو الهول الزجاجي).
• وفي عام 1987 شارك في تأليف فيلم (قاهر الزمن).

كمال الشيخ منتجًا

أنتج كمال الشيخ فيلمين، وهما فيلم (جوز الأربعة) بطولة كمال الشناوي ومديحة يسري، وقصة وسيناريو وحوار السيد بدير وفطين عبد الوهاب، وإخراج فطين عبد الوهاب، وفيلم (المنزل رقم 13).

الجوائز التي حصل عليها المخرج كمال الشيخ

حصل كمال الشيخ على عدد من الجوائز، إذ حصل من وزارة الثقافة على الجائزة الأولى في الإخراج عن فيلمه (الليلة الأخيرة)، والجائزة الأولى في الإخراج عن فيلمه (الرجل الذي فقد ظله) وذلك عام 1968، كما حصل على جائزة الامتياز في الإخراج لعدد من أعماله؛ لما تحمله من قيمة فنية كبيرة في السينما المصرية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة وذلك عام 1991.

وفاة المخرج كمال الشيخ

توفي المخرج كمال الشيخ في 2 من يناير عام 2004 عن عمر 85 عامًا.