في ذكرى رحيله.. الدكتور مصطفى محمود ورحلة العلم والإيمان

يُعدُّ الدكتور مصطفى محمود الأديب والفيلسوف المصري الشهير أحد أعلام الثقافة العربية في النصف الثاني من القرن الـ20، إضافة إلى كونه شخصية استثنائية؛ إذ كان مفكرًا وأديبًا وفيلسوفًا وطبيبًا، فضلًا على تقديمه لأحد أشهر البرامج التلفزيونية وأكثرها نجاحًا وانتشارًا وهو برنامج (العلم والإيمان).

وعلى هذا يمكننا اعتبار مصطفى محمود ظاهرة أدبية وفلسفية وفكرية قلَّما تتكرر، إضافة إلى تأثيره الكبير على مئات الآلاف وربما الملايين من العقول ذات الاتجاهات المختلفة على مدار أجيال في واقع الثقافة والحياة الاجتماعية العربية.

وفي هذا المقال، نتجول معًا في حياة الدكتور مصطفى محمود الطبيب والأديب والفيلسوف والمفكر؛ لنتعرف على أهم محطاته التي جعلت منه هذا الرمز صاحب الشعبية الكبيرة والأفكار القوية والمثيرة للجدل في السطور التالية.

اقرأ أيضًا: في ذكرى رحيله.. الشاعر خالد نصرة صوت فلسطين ووجع الأمة العربية

المولد والنشأة

وُلد مصطفى كمال محمود حسين محفوظ في قرية ميت خاقان بمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية يوم 27 ديسمبر عام 1921 لأسرة متوسطة الحال، وكان مصطفى محمود هو أصغر أبنائها. وكانت عائلته من العائلات التي تنتمي في نسبها لآل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.

انتقلت أسرة مصطفى محمود من القرية الصغيرة إلى مدينة طنطا، وكان يعمل والده في إحدى الوظائف الحكومية التي تحتاج إلى السفر والانتقال، وبذلك تعرَّف مصطفى محمود على الشعائر الصوفية من مجاورتهم لمسجد (السيد البدوي)، وهو من الأمكنة والمزارات التي ينشط بها الصوفيون في مصر. وربما كان هذا الأمر ذا تأثير كبير على مصطفى محمود بعد ذلك في أفكاره وتوجهاته.

تأثر مصطفى محمود كثيرًا بوالده الذي كان يحب القراءة ويجيد اللغة الفرنسية ويحمل في نفسه نزعة كبيرة إلى الأدب والشعر، إضافة إلى التزامه بالأخلاق والتواضع الشديد، وهي تركيبة كان لها تأثير كبير أيضًا على شخصية مصطفى محمود بعد ذلك، إذ كان والده هو مثله الأعلى. ولذلك عاش مصطفى محمود شخصًا بسيطًا متواضعًا على مدار سنوات عمره.

بدأت دراسة مصطفى محمود في كُتَّاب القرية، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة (الشوكي الابتدائية)، إذ استطاع إجادة القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، لكنه كان يواجه مشكلة كبيرة مع أحد المدرسين الذي كان يستخدم الضرب والعصا، ما جعل مصطفى محمود ينقطع عن الدراسة سنوات عدة حتى نُقِلَ هذا المدرس إلى مدرسة أخرى. فعاد مصطفى محمود إلى الدراسة وتفوق وأظهر نبوغًا كبيرًا في الحفظ والفهم والنقاش.

في طنطا، درس مصطفى محمود في المرحلة الثانوية، وهي المدة التي بدأ فيها يكتب الشعر والقصة والزجل وظهرت عليه عدد من المواهب والميول العلمية، إذ كان يجري عددًا من التجارب الغريبة حتى يكتشف خواص المواد وتأثيرها. وفي هذه المدة كانت له أحلام كبيرة وكثيرة، فأراد أن يصبح عالمًا، وأراد أن يصبح أحد أبطال التاريخ، وأراد أن يصبح رحَّالة مسافرًا بين البلدان.

جاءت المرحلة الجامعية التي التحق فيها مصطفى محمود بجامعة القاهرة، وبالتحديد في كلية الطب التي كان مولعًا بها التي سمحت له بإجراء مزيد من التجارب، حتى إنه أنشأ معملًا صغيرًا في البيت وكان يجري فيه الاختبارات ويصنع فيه العطور والمستحضرات والصابون، ويقتل الحشرات ويشرحها، إضافة إلى تجارب البطاريات والكهرباء والاختراعات الصغيرة التي كان ينفذها باستخدام مواد بسيطة.

يُذكَر أن مصطفى محمود في أثناء دراسته في كلية الطب قد أصيب بمرض صدري، فاضطر للابتعاد عن الدراسة والتداوي في مصحة خاصة مدة ثلاث سنوات قبل أن يعود مرة أخرى إلى الدراسة ويتخرج من كلية الطب متخصصًا في الأمراض الصدرية عام 1953. لكنه لم يمتنع أبدًا عن الكتابة الأدبية والنشر في الصحف والمجلات.

اقرأ أيضًا: في ذكرى رحيله.. عمر أبو ريشة شاعر حلق بالشعر فوق صخور الأيدولوجيا

مصطفى محمود المفكر والفيلسوف

قد نحتاج إلى عدد من المقالات ولا نستوفي الكلام عن شخصية الدكتور مصطفى محمود المفكر والفيلسوف، لكننا نستطيع أن نُشير باختصار إلى المراحل الفكرية التي مر بها مصطفى محمود على مدار 30 عامًا من الانتقال الفكري والتقلب في التوجهات والقناعات التي يراها كثير من الناس تناقضات في الآراء وردود الأفعال، لكن مصطفى محمود نفسه يرى أن رجوعه عن رأيه أو قبوله ما رفض من قبل ليس تناقضًا، وإنما هو أمر طبيعي بعد النضج والتفكير والمعرفة، وهو ما يثبت أن الإنسان دائم التطور ودائم التفكير.

وبذلك فإن محطات مصطفى محمود الفكرية والفلسفية كانت كلها تدور عن فكرة الوجود والسر الإلهي والبحث عن غاية الوجود، وهي أمور أعمق من أن يجد لها إجابات سهلة أو بسيطة.

ومن ثم بدأ حياته بما يمكن أن نطلق عليه (مرحلة الشك)، وهي تلك المرحلة التي كان مصطفى محمود فيها مأخوذًا بالعلم والتقدم العلمي والنظريات والأدلة، ولذلك كان ينظر إلى الله بأسلوب علمي حتى إنه كان يفسر وجود الله سبحانه وتعالى بأنه طاقة عظمى في الكون تتنظم حركة الكون، وبذلك فهو موجود في كل الكائنات. ومع أنه تجاوز هذه المرحلة، لكنه كان يؤكد دائمًا أنه لم يُلحد ولم ينكر وجود الله، وإنما كانت هذه خطوة في الطريق إلى الله.

في المرحلة الثانية، بدأ مصطفى محمود يتساءل عن قدرة العلم في علاج المرضى والإجابة عن الأسئلة وحل المشكلات، وبدأ يقف عاجزًا أمام الموت الذي كان يراه باستمرار في أثناء عمله طبيبًا في أمكنة مختلفة، ومن ثم بدأ مصطفى محمود يعيد النظر في قناعاته السابقة وأفكاره وتوجهاته الفلسفية، وهو ما دفعه في أواخر الستينيات إلى دراسة الأديان.

ودخل في رحلة جديدة للقراءة والبحث والتحليل في عدد من الأديان السماوية وغير السماوية، فانطلق في الديانات الهندية، ثم قضى وقتًا طويلاً في دراسة الديانة اليهودية، ومن بعدها المسيحية، ثم انتهى بدراسة الإسلام حتى وصل إلى بر جديد.

جاءت المرحلة الجديدة في حياة مصطفى محمود الفكرية منذ عام 1970 حتى وفاته، فوصل إلى اليقين الذي جعله ينقلب على الفكر الماركسي والشيوعي وعلى توجهاته السابقة، وبدأ ينحاز إلى الإسلام وإلى القرآن.

وتعدَّدت كتاباته في هذا الجانب، فكتب عدة مؤلفات منها (لماذا رفضت الماركسية)، (سقوط اليسار)، (أكذوبة اليسار الإسلامي)، إضافة إلى عدد من المقالات والحوارات التي ناقش فيها مذاهب فكرية عدة كان قد مر عليها من قبل، مثل مذاهب الرفض والوجودية والفوضوية والعبثية.

اقرأ أيضًا: الأديب الشاعر مالك حداد.. طائر الحرية وسجين اللغة.

مصطفى محمود الأديب والفنان

ونحن نتحدث عن مصطفى محمود ونصفه بأنه ظاهرة استثنائية، فإننا نوضح أن هذا الرجل كان متعدد المواهب والجوانب. فعلى الرغم من عمله طبيبًا وجنوحه للعلم والتجارب العلمية وتشريح الحشرات وصناعة الكيماويات والعطور واختراع العديد من الأجهزة بسيطة الصنع، لكنه كان يحمل وجهًا آخر وجانبًا مختلفًا في شخصيته، وهو جانب الأديب والفنان الذي كان يكتب الرواية والقصة القصيرة والمسرحيات وقصائد الشعر والمقالات الأدبية والنقدية.

لم تكن كتابات مصطفى محمود مجرد خواطر أو إرهاصات لطبيب أو عالم أو حتى مفكر، وإنما كانت على مستوى الحدث، وترجمت معظم أعماله إلى لغات أخرى، إضافة إلى كثير من أعماله التي تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات وأعمال درامية. فعلى سبيل المثال، تُعدُّ مجموعته القصصية (شلة الأنس) من أكثر المجموعات القصصية التي حققت انتشارًا ومبيعًا عندما صدرت عام 1962 وحولت بعد ذلك إلى فيلم سينمائي في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك رواية (العنكبوت) التي صدرت عام 1965 والتي لاقت نجاحًا كبيرًا وحولت أيضًا إلى مسلسل عام 1973، وكذلك رواية (المستحيل) التي تُعدُّ من أشهر أعماله الأدبية.

قد حصل مصطفى محمود على جائزة الدولة عام 1970 عن روايته (رجل تحت الصفر). كما كانت له عدد من الكتابات الفلسفية التي أثرى بها المكتبة العربية، إضافة إلى كتاباته في أدب الرحلات والكتب العلمية، وكذلك الكتابات الإسلامية التي تضمنت الكثير من الفكر والفلسفة والآراء التي أثارت جدلًا كبيرًا، كما لا تخلو القائمة من كتابات سياسية ومقالات أدبية.

محطات في حياة مصطفى محمود

مرَّ الدكتور مصطفى محمود بتجربة الزواج مرتين في حياته، فقد تزوج في المرة الأولى عام 1962 وأنجب ولديه أدهم وأمل، لكن التجربة لم تستمر وكان الطلاق عام 1973.

وبعدها بعشرة أعوام، تزوجبالسيدة زينب حمدي في عام 1983 وانتهى الأمر أيضًا بالطلاق بعد أربع سنوات. وبذلك لم يتزوج الدكتور مصطفى محمود مرة أخرى، وإنما استقر في المسجد الذي بناه، حيث كان يقيم في جناح صغير بالمركز الإسلامي الملحق بالمسجد. وكان عندما يتحدث عن الزواج يقول إنه إنسان انطوائي يميل إلى العزلة، وبالتالي لم ينجح في تجربة الزواج.

بعد أن تخرَّج مصطفى محمود من كلية الطب، عمل في عدد من المستشفيات والمستوصفات والمصحات الطبية، لكنه لم يجد نفسه في حياة الطبيب وقدم استقالته وترك مهنة الطب نهائيًّا عام 1960، وبدأ يعيش حياته كمفكر وأديب، وهو ما سمح له أن يسافر في رحلة لاستكشاف العالم واستكشاف نفسه أيضًا عام 1962، وزار الصحراء الكبرى والغابات الاستوائية وكتب عن هذه الرحلة كتابين هما (مغامرة في الصحراء) و(الغابة).

دخل مصطفى محمود عدد من المعارك وأثار الجدل في مرات كثيرة، كان من بينها عام 1957 تلك العاصفة التي حدثت بسبب صدور كتابه (الله والإنسان) الذي تحدث فيه مصطفى محمود عن الجنة والنار والقضاء والقدر، وهو ما رفضه علماء الأزهر واتهموه بالكفر، ومُنِعَ الكتاب وسُحِبَ من الأسواق.

وبعد سنوات من النضج والتحول الفكري أصدر مصطفى محمود كتابًا آخر بعنوان (القرآن محاولة لفهم عصري)، لكنه لاقى اعتراضات كبيرة من قبل علماء الأزهر الذين رفضوا تفسير مصطفى محمود للقرآن، وبذلك مُنِعَ الكتاب وسحبه من الأسواق قبل أن يُسمَح له بالتداول بعد ذلك.

أما الأزمة الكبيرة التي تعرَّض لها مصطفى محمود في عام 2000 والتي عُرِفت باسم (أزمة كتاب الشفاعة)، فقد أدت إلى ثورة كبيرة ضد المفكر والفيلسوف الكبير ليس فقط من رجال الأزهر، وإنما من كل الاتجاهات. وكان مصطفى محمود في ذلك الوقت على مشارف الثمانين من عمره، وهو ما أدى إلى ابتعاده عن الحياة العامة حتى وفاته عام 2009، ولم يظهر في برامج أو يصدر كتب جديدة باستثناء بعض المقالات التي كان ينشرها في صحيفة الأخبار أو مجلة الشباب.

من المحطات المهمة أيضًا في حياة مصطفى محمود هي رفضه للمناصب السياسية، فعلى سبيل المثال كان الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات قد عرض على مصطفى محمود منصب وزير الثقافة أو وزير الأوقاف، أيهما يريد، لكنه رفض كلا المنصبين. ثم عرض عليه السادات مرة أخرى رئاسة إدارة دار الهلال فرفض المنصب أيضًا، فكان مصطفى محمود دائمًا يقول إنه عانى السلطة سنوات طويلة ولا يرغب أبدًا أن يكون جزءًا من السلطة ولعبة التوازنات.

مصطفى محمود والعمل الخيري

كان مصطفى محمود دائمًا يتحدث عن الأثر الطيب الذي يجب أن يتركه الإنسان الذي يجب أن يكون أمرًا واقعيًّا ومؤثرًا في حياة الناس. ولذلك، كرَّس مصطفى محمود جزءًا كبيرًا من حياته للأعمال الخيرية، وبالتحديد منذ عام 1970. بدأ ببناء مسجد كبير على نفقته الخاصة وأطلق عليه اسم (مسجد محمود)، لكن الناس تطلق عليه اسم مسجد مصطفى محمود.

وبعد ذلك بنى مستشفى خيريًا ملحقًا بالمسجد، وتوسَّع المشروع الخيري ليضم مركزًا طبيًا تحت اسم "الكوثر" وجمعية ضمت عددًا من المراكز الطبية ومراكز بحثية متخصصة.

ثم أضاف إلى ذلك عددًا من الأنشطة مثل العلاج الطبيعي والطب البديل، وألحق بالمجمع أربعة مراصد فلكية ومتحف للجيولوجيا. حتى وصلت المؤسسة إلى أن تضم ستة مراكز طبية وتستقبل كل يوم آلاف المرضى والمحتاجين للرعاية الطبية. ويجري المركز نحو 60 عملية جراحية كل يوم مجانيًّا، إضافة إلى القوافل التي تخرج من مركز مصطفى محمود إلى القرى البعيدة والمحرومة والتي أطلق عليها مصطفى محمود (قوافل الشتاء والصيف).

برنامج العلم والإيمان

يُعدُّ برنامج (العلم والإيمان) من أهم أعمال وإنجازات مصطفى محمود، ويعرفه ملايين الناس من هذا البرنامج الذي أصبح في وقت من الأوقات أشهر وأكثر البرامج نجاحًا وانتشارًا في العالم العربي. إذ كان برنامج العلم والإيمان موسوعة ثقافية وعلمية يقدمها مصطفى محمود بنفسه بلغة بسيطة وسهلة.

ويتناول عددًا من الموضوعات الجغرافية والطبية والبيئية والفلكية، ويتحدث عن الحشرات والنباتات وجسم الإنسان والنجوم والكواكب والاكتشافات الحديثة، محاولًا أن يربط هذا العلم بالإيمان واليقين بوجود الله الخالق واحتياج الإنسان إلى الله رغم هذا التطور الكبير في وقت كانت موجة العلم مرتفعة، وكانت الأصوات التي تدعي بتناقض العلم والإيمان عالية.

قدَّم مصطفى محمود في برنامج العلم والإيمان 400 حلقة منذ عام 1971 حتى عام 1999، وحققت الحلقات معدل مشاهدة تاريخي، وربما ما زالت هذه الحلقات تحقق معدلًا مرتفعًا من المشاهدة على تطبيقات الفيديو وعلى رأسها يوتيوب، فقد يستطيع المشاهد الاستمتاع باللغة البسيطة والأفكار العميقة والتأمل والتفكر في الكون وفي قدرة الله مهما كانت ثقافته أو درجته العلمية.

أعمال ومؤلفات مصطفى محمود

وصلت أعمال الأديب والمفكر والفيلسوف المصري الكبير مصطفى محمود إلى نحو 89 كتابًا في مجالات عدة تنوعت بين الأدب والعلم والفلسفة والسياسة وكتب الرحلات والفكر الديني، ولعلَّ أبرز هذه الأعمال وأكثرها شهرة وانتشارًا ما يلي:

في مجال القصة

  • شلة الأنس
  • رائحة الدم
  • الذين ضحكوا حتى البكاء

في مجال الرواية

  • المستحيل
  • الأفيون
  • العنكبوت

في مجال المسرح

  • الإنسان والظل
  • الإسكندر الأكبر

في مجال أدب الرحلات

  • الغابة
  • حكاية مسافر

في مجال الكتب العلمية

  • أينشتاين والنسبية

في مجال الفكر الديني

  • الطريق إلى الكعبة
  • الإسلام ما هو
  • الروح والجسد

في مجال الفلسفة

  • الوجود والعدم
  • السر الأعظم

في مجال السياسة

  • إسرائيل البداية والنهاية
  • المؤامرة الكبرى
  • ألعاب السيرك السياسي

في مجال المقالات الأدبية

  • يوميات نصف الليل
  • 55 مشكلة حب
  • اعترفوا لي

أقوال واقتباسات مصطفى محمود

  • الحب بالنسبة لي هو الحياة، الماء، الهواء، التنفس. لا أستطيع أن أعيش بدون حب، ولا يستطيع أي إنسان أن يتجرد منه. إنني أكاد أجزم بأن حبي الآن مختلف عن حب الآخرين.

  • إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء. فالمسلم الجاهل سيغرق، والكافر المتعلم سينجو.

  • الفضيلة صفة إنسانية وليست حكرًا على دين بعينه ولا على مجتمع بعينه ولا على شخص بعينه، ولم تكن في يوم من الأيام خاصة بنا نحن المسلمين دون سوانا، لكننا الأولى بها بكل تأكيد.

  • ابتسم عندما تجلس مع عائلتك، فهناك من يتمنى عائلة. ابتسم عندما تذهب إلى عملك، فالكثير ما زال يبحث عن وظيفة. ابتسم لأنك بصحة وعافية، فهناك من المرضى من يتمنى أن يشتريها بأغلى الأثمان. ابتسم لأنك حي ترزق، فالأموات يتمنون الحياة ليعملوا صالحًا.

  • الأمة العربية ستصبح بعد 20 عامًا قرودًا على الشجر إن لم يكن العلم سلاحهم.

  • السعادة ليست في المال أو القوة أو السلطة، بل فيما نفعله بالمال والقوة والسلطة.

  • بحر السياسة غريق، والطالب الذي يقود المظاهرة ويهتف لم يعد يعرف ماذا يخدم ومن يخدم، وغالبًا ما يكتشف أنه كان مستخدمًا من قبل الآخرين دون أن يدري.

  • ليس عيبًا أن نكون فقراء، لكنها جريمة أن نكون متخلفين.

  • يحرك التيار القشة في البحر، وتحرك الرياح الغصن على الشجر، لكن الإنسان وحده من تحركه الإرادة.

وفاة مصطفى محمود

كان الدكتور مصطفى محمود قد أصيب بجلطة قبل وفاته بأشهر عدة، وهو ما جعله يدخل في رحلة من العلاج قبل أن يتوفى يوم 31 أكتوبر عام 2009 عن عمر ناهز 87 عامًا.

لكن الغريب في الأمر أن جنازته التي شُيِّعت من مسجده في حي المهندسين لم تشهد حضور أي من المشاهير والمسؤولين، ولم تتناول الصحف والتلفزيون ووسائل الإعلام المختلفة الخبر التناول الذي يليق بحجم الدكتور مصطفى محمود، وهو ما يبدو تجاهلًا كبيرًا من كافة الأطراف.

وقد فسَّر بعض المراقبين ذلك الأمر بسبب توجهات مصطفى محمود وهجومه الدائم على إسرائيل الذي وضع النظام المصري في حرج. ولذلك أُهمل الدكتور مصطفى محمود في مرضه وفي جنازته وبعد موته.

وفي نهاية هذه الجولة السريعة في حياة الأديب والمفكر والفيلسوف المصري مصطفى محمود، نرجو أن نكون قد قدمنا لك المتعة والإضافة. ويُسعدنا كثيرًا أن تُشاركنا رأيك في التعليقات ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة