لا بد أنه مرت عليك أيام في صغرك ترى أخوك الأكبر البالغ الراشد أو مثلًا ترى ابن خالك أو عمتك أو حتى ابن الجيران وتتساءل متى تصبح مثلهم وتبلغ سن الثامنة عشر؟
فتكون راشدًا تتحمل مسؤولية نفسك بنفسك ومن دون تدخل أحد، فهل حقًا حققتُ هذا عند بلوغك هذا السن؟
بل وهل حقًا شعرت بالسعادة في لحظة بلوغك إياه؟
قد يقول بعضكم إنه حصل على حريته من تحكم والديه، لكن هل هي الحرية التي تصورها حقًا؟
وهل الحياة التي توقعتها هي نفسها التي أصبحت عليه؟
بالطبع سيكون الأمر مختلفًا... فبلوغ هذا السن قد لا يجعلك تحس بالفرق إطلاقًا خاصة إن كنت تعيش مع أهلك بعد بلوغك إياه وهذا حال معظم الدول العربية.
وهذا تصرف ليس سيئًا بالعكس له إيجابيات كثيرة كتقوية الصلة بين أفراد الأسرة، وعدم شعور الوالدين بالفراغ وغيرهم..
لكن ليست مشكلة كبيرة ألا تشعر بالفرق، لكن المشكلة أن تشعر بالخزي بسبب عدم شعورك به.
فأنت ترى أن هذا السن هو سن بروزك وتألقك وأن عليك أن تكون شخصًا ناجحًا يعتمد عليه الآن وحالًا وإلا فأنت فاشل.
لكن هذا خاطئ، فتفكيرك بهذه الطريقة ليس إلا بسبب الفكرة الخاطئة التي أخذتها عن هذا السن.
وأنا أخبرك أنه لا داعي للحزن أو الاكتئاب فأنت الآن في آخر مراهقتك، وستبدأ شخصيتك بالبروز شيئًا فشيئًا من الآن وليس كلها كما كنت قد ظننت، إذ عليك أن تعرف أن العمل بدأ من الآن، وليس عليك التكاسل فلن تعود مراهقًا.
بعد مدة قصيرة ستكون شابًا من الشباب الذين كنت تقرأ عنهم وعن دورهم في المجتمع منذ دخولك المدرسة الإعدادية.
عليك الآن تقسيم وقتك بحذر وتأخذ بعين الاعتبار طموحاتك وأهدافك، لا تتنازل عن أي شيء، وتذكر قول الشاعر المعروف والمتداول بين الجميع: "يا ليت الشباب يعود يومًا" إذ أنه هذا هو الشباب الذي قد تتمنى أن يعود يومًا.
هذا هو الشباب مرحلة القوة التي أنت فيها وورقتك الرابحة التي قد لا تجد غيرها، فلا تبقى مراهقًا تتبع الهراء وتسعى وراء حماقات لن تنفعك في شيء.
وفي الأخير.. أوصيك أيها الشاب أن تختار خطواتك بحذر، وألا تثق بأي كان واحذر صديقك قبل عدوك.
واحرص عليه من يكون قبل أن تخالطه، واجعل ما وراء النجوم هدفك، ولا تقنع بالقليل فأنت لك كل القدرة على الوصول حيث شئت، أو على الأقل حاول ولا تكن شيخًا هرمًا من الآن..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.