استطاع البرنامج والفيلم الهندي سوبر 30 أن يغزو المجتمعات بشكل او بآخر حيث حقق في 13 مليون مشاهدة خلال ستة أيام فقط من عرضه فقط!
بما يجدد تساؤلاتنا دوما: هل يمكن تطبيق سوبر 30 في بلدان اخري علي هيئة كورسات تعليميه مجانيه تؤهل الطلاب دون المستوي المادي لدخول الجامعات المختلفة كغيرهم من الطلاب؟ وهل سيتوافق هذا البرنامج مع رغبات المعلمين الذين اعتادوا على وضع الطالب كسلم لمكاسبهم المستقبلية؟ أم أن الواقع لا يحتفي بجميع ابنائه الحالمين بالتساوي؟
لذا؛ فإن مقولة "لن يرث ابن الملك، من يستحق الحكم سيعلو العرش" طرحت التعليم هنا كقضية ثورية اجتماعية من خلال مرآة الفن في عام 2019، حيث جسد هريتك روشان السيرة الذاتية لعالم الرياضيات "أناند كومار" خلال البرنامج والفيلم الهندي super 30 والذي تم تنفيذه وثائقيا؛ ليوجه الانظار نحو رؤية تعليميه جديدة ربما تصنع من المجتمع مجتمعا آخر.
اقرأ أيضاً فيلم كلم ماما.. ماذا لو تم إنتاج جزء ثاني؟
فيلم سوبر 30 لطلاب الدرجة الثالثه
علي الرغم من الشهرة الواسعة التي نالها برنامج سوبر 30 بعد أن تم عرضه كفيلم وثائقي مدته ساعة كاملة علي قناة ديسكفري عام 2009 كمنظومة تعليمية جديدة تطالب المجتمعات بالتوقف عن تقييد أحلام الطفل الموهوب بالظروف المادية، إلا أنه من الصعب توريد فكرة المجانية لأولئك الذين اعتادوا النظر لأبناء عمال البناء والإسكافي والباعة الجائلين بوصفهم طلابا من الدرجة الثالثة.
اقرأ أيضاً السوق في سينما داوود عبدالسيد وما يعبر عنه
فيلم سوبر super 30 دروس مجانية
يتناول البرنامج والفيلم الهندي super 30 حياة الهنديأناند كومار، ابن ساعي البريد، والذي ولد في باتنا ببيهار عام 1973 عرف بشغفه للرياضيات مما جعله طالبا مرحبا به في جامعة كامبردچ، لكن هذا الترحيب لم يستمر طويلا إذ أنه سرعان ما تم استبدال أحلامه بثمن تذكرة سفره نظرا لظروفه المادية الصعبة والتي لم تمكنه من جمع المال الكافي للسفر.
حينها كان والده قد توفي؛ لذا لم يجد أناند سبيلا غير بيع حلوى الباباد التي كانت تعدها والدته كمصدر دخل لهم ولم يوقفه هذا عن شغفه بالرياضيات فكان يقضي الليل في حل المسائل الرياضيه وبالنهار يبيع الحلوي.
عمل أناند مدرسا بمقابل مادي جيد إلى أن صادفه احد الطلاب الفقراء عام 2002 لتكون بداية السوبر 30 حيث يتم اختيار كل عام ثلاثين طالبا من أبناء المزارع والاسكافي والباعة الجائلين وعامل البناء لتأهيلهم إلي القبول بالمعاهد الهندية للتكنولوچيا والتي تضم 23 كلية مستقلة..
تكفل كومار بالنفقات المالية ومكان المعيشه لأولئك الطلاب، كما أن والدته كانت تعد لهم الطعام ويهتم أخوه بالاضاءة مما يجعل من هذا البرنامج طفرة في منظومة تعليمية ربما ترثها المجتمعات عما قريب، وبحق لو تم تطبيق سوبر 30 في الكثير من المجتمعات ستحدث طفرة في التعليم.
من أين لك هذا؟!
السؤال الاهم الآن من أين لاناند هذا ليتكفل بهؤلاء الطلاب ! لتطبيق برنامج سوبر 30 كان يحتاج اناندا أن يكفل ثلاثين طالبًا كل عام، وجميعنا يعلم أن الانسان لا يزرع ذهبا وانما إن اراد جني الذهب فعليه بزرع جهوده اولا وهذا ما فعله اناند كان يعمل مدرسا لابناء الطبقه المتوسطه والغنيه نظير 200 دولار ومن ثم ينفق 500 روبية ايجارا لشقة أسماها مدرسة رامانوجان لتنفيذ برنامجه المجاني سوبر 30.
ولعل ما يثير الدهشه في برنامج سوبر 30 أن جامعة باتنا كانت تفتقر إلي الكتب الاجنبيه فكان كومار يقطع مسافة طويلة للسفر مدتها ستة ساعات إلي جامعة باناراس الهندوسية يومي السبت والاحد والعودة يوم الاثنين بالكتب التي قام بتوفيرها وبالرغم من عدم تساوي عدد الكتب مع عدد الطلاب الا أن القليل منها كان يكفي جيشا من الطلاب سلاحه الاحلام فهم بحق كانوا سوبر 30، لقد آمن اناند بأن قوة الارادة تجعل الانسان مستغنيا عن البنية التحتية والاموال لأن كل ما يكفي هم المعلمون المخلصون.
سوبر 30 ومواجهة الدروس الخصوصية
تعرض كومار لحملات تشويهية وتهديدات بالقتل من قبل مافيا التعليم فكيف لاحدهم بتغيير منظومة مجتمعية رسختها السنوات لاقناع المتعلم بأن المنظومة التعليمية قائمة علي نظرية (اللي معهوش ميلزمهوش) أي انك تتلقي المعلومات بمقابل ولذا عليك شراء الاحلام كي تتعلم كيف تصنعها.
اقرأ أيضاً أشهر 15 مقولة في السينما المصرية
سوبر 30 يخلق من الشبه أربعين
ومن الجدير بالذكر أنه مضي ثمانية عشر عاما علي السوبر 30 رسم أناند خلالها الصورة المشرفة للمعلم حيث اصبح مصدر الهام للكثيرين وربما املا لاولئك الذين اسقطتهم المنظومة التعليمية من شجرتها نظرا لفقرهم فالتقطهم كومار قائلا: "لا تحاول ابدا حفظ موضوع ما ،ابحث عن كيف ولماذا، فقط أحب الموضوع واعمل بجد.
ولعل هذا ما يفسر رفضه لمساعدة الوكالات الحكومية والخاصة ليظل برنامجه أملا لكل من حرمه الفقر حق الحلم مؤكدا أنه ومع اكتشاف إصابته بمرض الورم العصبي الخطير عام 2014 سيظل يعمل حتي يلفظ أنفاسه الاخيرة في سبيل استمرارية مجانية السوبر 30 فهل يجمع هذا الاصرار أشباه اناند ببرنامجه ليغزو العالم أم أن الاربعين شبيه مجرد تشابه ظاهري فقط!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.