يعد الكوليسترول أحد أهم الشحميات (lipids) الحيوانية، وهو يتخذ من الناحية الطبيعية شكل مواد دهنية، أما من ناحية تركيبته الكيميائية، فهو مصنف كـ (ستيرول - STEROL)، ويتميز بتركيبة كيميائية معقدة.
وإذا حصلنا على كتلة جامدة من الكوليسترول، نلاحظ أنها كتلة بيضاء شمعية طرية الملمس عندما نضعها في درجة حرارة اعتيادية.
وقد يتخذ الكوليسترول شكلًا بسيطًا واضحًا نسبيًا في تسييره الجسيمات الدهنية في الدم، وفي حال كانت كمية هذه الجسيمات الغنية بالكوليسترول مرتفعة، يتجمع الكوليسترول على صورة ترسبات بيضاء عند حافة الشرايين، وقد تظهر ترسبات صفراء رقيقة من الكوليسترول وغيرها من المواد الدسمة على الجلد عند الأشخاص الذين يتميزون بارتفاع نسب الكوليسترول في دمهم، وقد تظهر على الجفون، وفي أمكنة مختلفة من الجسد.
ما عمل الكوليسترول؟
قد يقول بعض الباحثين إن احتواء الغذاء على نِسب مرتفعة من الكوليسترول أمر سيئ، وقد يقول آخرون إن الكوليسترول سيئ بحد ذاته، ومن الأفضل الاستغناء عنه. والحقيقة أن الكوليسترول مهم جدًّا لتشغيل المملكة الحيوانية، وبغيابه يتوقف الجسم البشري عن العمل.
الغشاء الخلوي والكوليسترول
يكتسب الغشاء الخلوي للخلية الأهمية عينها التي يكتسبها الجلد للإنسان، فهو العازل بين داخلها وخارجها، وعلى نقيض الجلد، يسمح هذا الغشاء بالإمرار الانتقائي لبعض المواد الكيميائية إلى داخل الخلية؛ مثل إمرار الأوكسجين والغلوكوز نحو الداخل، ومواد كيميائية أخرى كالفضلات نحو خارجها.
ويتميز الغشاء الخلوي بتركيبة معقدة، على الرغْم من أنه يمثل طبقة رقيقة من الناحية المجهرية، ويتألف هذا الغشاء من البروتينات والشحميات.
ويصور معظم الناس الدماغ جهاز حاسوب، والجهاز العصبي شبكة تلفونية تربط الدماغ ببقية الجسم، ويعني هذا أن الدماغ والجهاز العصبي يتبادلان رسائل كهربائية دقيقة، وأنه من الضروري عزل كل موصل للكهرباء، وإن المسالك العصبية في الجسم البشري تتمتع بغلاف عازل حولها، وإن الكوليسترول مكون مهم لهذا الغلاف.
فيتامين D والكوليسترول
هذا الفيتامين يسمح بامتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ويؤمن وصوله إلى العظام، ويحصل على الفيتامين (D) جزئيًا من الغذاء، لكن الجسم يصنعه بغالبيته نتيجة تفاعل أشعة الشمس مع المواد الدهنية في الجلد، وهذه المواد تكون مرتكزة على الكوليسترول.
الهرمونات والكوليسترول
الكوليسترول يمثل كتلة مهمة لتكوين الهرمونات الجنسية وهرمونات الغدة الكظرية، وهي كيميائيات الستيرويد التي يفرزها الجسم بطبيعته.
الكوليسترول والصفراء.. دورها في الهضم والامتصاص
لا تذوب الدهون والزيوت في الماء، أو في أي محلول مائي، ويؤكد ذلك انفصال الزيت والخل في المثقبة، فحين ندخل في طعامنا الزيوت والدهون تحتاج إلى أن تمتزج بالعصارة المائية والأطعمة في الأمعاء، وفي حال عدم امتزاجها جيدًا، يصعب هضمها وامتصاصها في الدم.
تتشكل الصفراء في الكبد بنسبة ليتر واحد في اليوم، وهي تشبه زيت السيارة العفن، وتتركز في المرارة قبل أن تفرغ في الأمعاء عند تناول وجبة طعام دسمة.
وعند الانتهاء من عملية امتصاص الدهون، يمر ما يبقى من الصفراء في المعي الغليظ لتتفتت أملاحها، وهي العناصر التي تحتوي الكوليسترول، وتمتص قبل أن تبدأ من جديد حلقة الإنتاج.
تعد أملاح الصفراء مهمة في عملية هضم الدهون والزيوت وامتصاصها، وتتشكل الدهون والزيوت في الغذاء، لا سيما الفيتامينات الدهنية القابلة للذوبان كالفيتامينات (A) و(E) و(K) و(D).
وقد يعاني الإنسان نقصًا في الفيتامين في حالة عدم توفر أملاح الصفراء بكميات وافرة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.