فوائد القصص والحكايات للأطفال

تؤدي القصة التي تحكيها الأم أو الأب لأطفاله قبل النوم دورًا كبيرًا في تطور الطفل الثقافي وتنمية قدراته على النقد والتحليل والاستنتاج.

قد توافرت لجيلنا نحن معاشر الآباء والأمهات فرصة لم تتوافر لأبنائها في هذا الزمان، فلم يكن على زماننا الإنترنت، والفضائيات، والألعاب التي انشغل بها أطفالنا هذه الأيام، ولكن كان الحكواتي ممثلًا في الجد أو الجدة، أو كبار السن عندما كنا نجلس حولهم نستمع لقصصهم وحكاياتهم الممتعة الشيقة التي ربما حتى أيامنا هذه نتذكر بعضها.

لذلك فإن قصة ما قبل النوم للأطفال خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة هذه الأيام يمكنها تعويض أبناءنا عن هذه التجربة الثرية التي حرموا منها لظروف قهرية. لكن لماذا أطفال ما قبل المدرسة؟

يؤكد علماء النفس أن التطور العقلي للطفل يكون سريعًا في سنواته عمره الأولى حتى عمر السادسة، قبل أن يبدأ في التباطؤ تدريجيًا بمجرد بلوغ الطفل السادسة أو السابعة من عمره، ولذلك تعد هذه المرحلة غاية في الأهمية لإثراء ثقافة الطفل عبر القصص والحكايات خاصة تلك التي لها مغزى تربوي وقيمة مفيدة.

اقرأ أيضًا: 3 من قصص الأطفال قبل النوم.. احكها إلى طفلك

ما الفائدة التي ستعود على الطفل من القصص والحكايات؟

دعونا نتفق في البداية أن هذه القصص والحكايات التربوية التي نرويها على مسامع أطفالنا، فضلًا على أنها تحببهم في القراءة والاطّلاع والاتجاه نحو الدراسة والتعليم، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة، فهي أيضًا تثري خياله وتنشط ذاكرته وتقوي مخيلته نحو تجسيد أشياء مجردة غير ملموسة بالعين المجردة.

القصص والحكايات كذلك فرصة لكي تقترب من طفلك أكثر وتقيم معه علاقة قوية متينة، علاقة صداقة قبل أن تكون علاقة أبوة أو أمومة، تحصد ثمارها عندما يكبر الأطفال ويصيروا في مرحلة المراهقة فيجدك نعم الأب والصديق، ولا يلتفت لأصدقاء السوء أو عالم الإنترنت بما فيه من مساوئ وشرور.

القصص والحكايات أيضًا فرصة ثمينة على الآباء والأمهات والمربين أن يستغلوها الاستغلال الأمثل نحو تعديل بعض السلوكيات الخاطئة لدى أطفالهم، وهذا يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ذكاء الأبوين، وقوة الملاحظة.

بمعنى أنه إذا لاحظ الأب أو الأم سلوكًا غير مقبول لدى الابن، فإنه يبحث عن قصة أو حكاية تعالج هذا السلوك وتقومه أو تبين عاقبته، بفضل الإسقاط على بطل القصة الذي يعاني هذا السلوك المشين، وكيف تكون نهايته، وما الذي يمكن تعلمه من هذا الدرس.

إشراك الطفل في توقع النتيجة الحتمية لهذا السلوك ومعرفة رأيه فيه أمر ضروري لنتفهم وجهة نظر أبناءنا تجاه هذه السلوكيات غير المقبولة وأسباب فعلهم لها؛ لأنه إذا عرف السبب، صار من السهولة بمكان البحث عن علاج مناسب للمشكلة.

اقرأ أيضًا: 3 قصص للأطفال قبل النوم.. تعرف عليهم الآن

تعزيز السلوكيات الإيجابية

ثم إن القصص وسيلة لتعديل السلوكيات غير المرغوبة لدى الأبناء، فهي وسيلة فعالة للغاية في تعزيز السلوكيات الإيجابية المقبولة، بمعنى أننا عندما نرى سلوكًا إيجابيًا لدى أطفالنا، فإننا نروي لهم قصة أو حكاية، تناقش هذا الجانب الإيجابي المشرق ونبين عاقبته الجميلة في نهاية الحكاية، فهذا من شأنه أن يجعل الطفل يتمثل هذا السلوك ويكثر منه ما دام حصل على المعزز الإيجابي بمجرد فعله.

وفقًا للأطفال الذين يعانون ضعف الانتباه والتركيز، فإن رواية القصص والحكايات على مسامعهم من شأنه أن يزيد من تركيزهم، خاصة إذا ما كانت قصة مشوقة، وأحداثها مثيرة، وأبطالها خارقون، بأسلوب يجعل الطفل يتخيل كما لو أنه أحد أبطال هذه القصة، وهذا مما لا شك فيه يتوقف على حسن أداء الأب أو الأم في حكاية القصة بأسلوب مشوق ومثير يحافظ على انتباه واهتمام الطفل أطول مدة ممكنة.

اقرأ أيضًا: كامل كيلاني ( 1897 – 1959 ) رائد أدب الأطفال

القصص والحكايات من شأنه أن تحفز الطفل على طرح الأسئلة والتفكير في الأحداث والشخصيات والأمكنة التي تدور فيها وتوقع أحداثها، هذا كله يندرج تحت بند تنمية مهارات التفكير النقدي، فالطفل ليس مجرد مستمع سلبي لكل ما يعرض عليه، ولكنه يشارك بإيجابية في طرح الأسئلة والتفاعل مع الأحداث والشخصيات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة