فوائد الجري الصحية والنفسية للجسم والمزاج

رياضة الجري واحدة من أكثر الأنشطة البدنية سهولة وشعبية، لكن فوائدها تتجاوز مجرد الحفاظ على اللياقة، هل تعلم كيف يمكن لهذه الرياضة البسيطة أن تحسن صحتك التنفسية والقلبية، تساعدك في إدارة الوزن، تعزز مزاجك، بل وتقوي مفاصلك عند ممارستها؟

ومع تزايد الوعي بأهمية النشاط البدني وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، يكشف لكم هذا المقال الأهمية القصوى لممارسة رياضة الجري، مستندًا إلى رؤى علمية من كتاب (أساسيات التدريب الرياضي) ودراسات منشورة في دوريات مرموقة. ونتعمق في معرفة كيف يُعزز الجري كفاءة الجهاز الدوري التنفسي، ويحرق السعرات الحرارية بفعالية، ويُحسن الحالة المزاجية تحسينًا ملحوظًا، إضافة إلى دور المشي في دعم صحة العظام والمفاصل. استعد لاكتشاف القوة التحويلية للجري وكيف يمكن أن يُصبح جزءًا أساسيًا من نمط حياتك الصحي.

أهمية ممارسة رياضة الجري

كما ورد في كتاب «أساسيات التدريب الرياضي» للمؤلف خالد تميم الحاج، أن الجري لمسافات طويلة يسهم على نحو رئيسي في تحسين أداء الجهاز الدوري التنفسي، بالإضافة إلى مساعدته في الحفاظ على الوزن المثالي، كما يعزز كفاءة عضلات الجسم، خاصة المجموعات العضلية الكبيرة.

تحسين صحة الجهاز التنفسي

رياضة الجري تُعد من أفضل الأنشطة لتحسين صحة الجهاز التنفسي، لأن الانتظام في ممارستها يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو وأمراض الرئة، فهي تسهم في تحسين وظائف الرئتين وكفاءة التنفس، وتعزز من قوة عضلات الجهاز التنفسي ما يزيد قدرة الرئتين على استيعاب الأكسجين وتوصيله إلى جميع عضلات الجسم. هذا يسهم في تحسين التحمل والأداء البدني بوجه عام، بالإضافة إلى طرد ثاني أكسيد الكربون وتحسين تدفق الهواء، ما يعزز من الشعور بالحيوية والنشاط.

تشير دراسات إلى أن تمارين الجري تزيد الكفاءة التنفسية بنسبة تصل إلى 25% لدى الأفراد الذين يمارسونها بانتظام

وتشير دراسة نُشرت في موقع «National Library of Medicine» إلى أن تمارين الجري تزيد من الكفاءة التنفسية بنسبة تصل إلى 25% لدى الأفراد الذين يمارسونها بانتظام.

حرق السعرات الحرارية

يُعد الجري من أبرز الرياضات التي تساعد على حرق السعرات الحرارية بفعالية والحفاظ على وزن صحي، فهو يسهم في تنظيم الشهية على نحو طبيعي، ما يقلل الإفراط في تناول الطعام، ويحد من تراكم الدهون حول الأعضاء الداخلية، كما يعمل الجري على تحفيز معدل الأيض ما يضمن استمرار حرق السعرات حتى في أثناء أوقات الراحة.

وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة «الأنثروبولوجيا الفسيولوجية» (Journal of Physiological Anthropology) أن ممارسة الجري بانتظام ترتبط بانخفاض ملحوظ في وزن الجسم وتقليل خطر الإصابة بالسمنة. إضافة إلى ذلك، يتميز الجري بفعاليته العالية في حرق السعرات لأنه يتطلب تحريك وزن الجسم بالكامل، ما يجعله خيارًا مثاليًّا لعدد من الأشخاص.

تحسين الحالة المزاجية

يسهم الجري بدرجة كبيرة في تحسين الحالة المزاجية، لأنه يمنح الفرد شعورًا بالراحة والاسترخاء ويساعده على النوم بسرعة أكبر. أكدت دراسة نُشرت في «مجلة الطب النفسي السريري» (Journal of Clinical Psychiatry) أن ممارسة الجري بانتظام تؤدي إلى تحسن ملحوظ في المزاج، لأنها تساعد على تقليل أعراض الاكتئاب. يعود ذلك إلى تأثير الجري في تقليل مستويات هرمونات التوتر بتحفيز إنتاج الإندورفين في الجسم، وهو ناقل عصبي يعزز المزاج ويرتفع بمستويات هرمونات السعادة مثل مثل السيروتونين والدوبامين، ما يزيد شعور الفرد بالثقة بالنفس.

يسهم الجري بدرجة كبيرة  في تحسين الحالة المزاجية لأنه يمنح الفرد شعورًا بالراحة والاسترخاء ويساعده على النوم بسرعة أكبر

تعزيز صحة الركبة والظهر

مع أنَّ البعض يعتقد أن الجري قد يضر بالمفاصل أو يزيد الضغط عليها، فإنه في الواقع يعد من أفضل الرياضات لتعزيز صحة العظام والمفاصل. يسهم الجري بصورة فعالة في تقوية الركبتين ودعم العمود الفقري، ما يساعد على الحفاظ على بنية عظمية قوية، ويعزز الجري وضعية الجسم عمومًا، ما يقلل من الضغط على الظهر ويعزز دعمه؛ لذا يُعد الجري خيارًا جيدًا لمن يسعى للحفاظ على صحة بدنية مستدامة وحياة مملوءة بالنشاط والحيوية.

وحسب «American Journal of Preventive Medicine»، فإن الجري المنتظم يقلل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالأشخاص غير النشيطين.

نصائح عملية لبدء ممارسة الجري بأمان وفعالية

إليك بعض النصائح التي تساعدك على ممارسة رياضة الجري بطريقة صحيحة وآمنة:

  • الإحماء والتدرج: في البداية، ابدأ بتمارين إحماء خفيفة مثل تمارين التمدد البسيطة أو المشي السريع، ثم زِد السرعة.
  • الترطيب: احرص على رطوبة جسمك بشرب كميات كبيرة من الماء أو السوائل.
  • الحذاء المناسب: اختر حذاء جري مريحًا ومناسبًا لضمان تجنب الإصابات الناتجة عن ارتداء أحذية غير طبية.
  • الاستماع لجسدك: احرص على عدم المبالغة في الجهد في أثناء الجري لتجنب الشعور بالإرهاق أو التعرض للصداع.
  • التنويع (Cross-training): مارس رياضة الجري مع أي رياضة أخرى مثل السباحة أو ركوب الدراجات، أو تمارين القوة، فهذا يساعد على تقوية مجموعات عضلية مختلفة وتقليل خطر إصابات الإفراط في الاستخدام.
  • السطح المناسب: حاول الجري على أسطح أكثر امتصاصًا للصدمات مثل المسارات المخصصة للجري أو العشب بدلًا من الأسفلت أو الخرسانة إن أمكن.

قبل البدء في الجري ابدأ بتمارين إحماء خفيفة مثل تمارين التمدد البسيطة أو المشي السريع ثم زِد السرعة

رياضة الجري ليست تمرينًا بدني، بل هي أسلوب حياة يعزز الصحة الجسدية والعقلية، ومع الاستمرار والانتباه إلى النصائح الأساسية، يمكن للجري أن يحدث فرقًا كبيرًا في نوعية الحياة، بتحسين التنفس، حرق الدهون، تقوية العضلات، وتعزيز الشعور بالرضا والسعادة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة