كثيرًا ما نحزن من الفشل، وكثيرًا ما يحزُّ في أنفسنا، ومن الممكن أن يشعرنا باليأس والإحباط، ما يؤدي إلى العزوف عن متابعة مشاريعنا وأعمالنا التي قررنا البدء فيها والعمل عليها.
لكن قيمة الفشل والخسارة تكمن في جوانب عدَّة مهمة أكثرنا لا ينتبه لها ولا يتسنى له معرفتها؛ لأن الفشل له هو نهاية العالم، أو بالأحرى نهاية الحياة.
قد يعجبك أيضًا أسباب الفشل في الحياة وهل يمكن تجنب الفشل ؟
الفشل بداية جديدة
على العكس من ذلك، يبدو الفشل في أعماق الباطن بداية جديدة قيمة ومثمرة للحياة، به يمكننا التعلم من أخطائنا وعيوبنا والاستفادة منها، ويعد مصدر إلهام ثريًّا لأفكار جديدة أروع، وحس ابتكار جديد أكثر تطورًا وأكثر تقدمًا من أول لحظة على المدى البعيد.
إذ تبدو فوائد التعلم منه كثيرة ومتنوعة، تسهم في إعداد حياة أفضل وأثرى وأكثر إثمارًا وإنماء للإنسان على جميع الصُّعُد.
قد يعجبك أيضًا الفشل أكبر معلم في الحياة
فوائد الفشل
من أكثر الفوائد قيمة للاستفادة من الفشل:
تكوين خبرة عبر الإخفاق
بعد الإخفاق أو لحظة الإخفاق في مشروع أو عمل ما أو في مجال الشغل أو في الدراسة، يمكن للمار بتجربة الفشل رؤية مواقع الخلل التي تمكنه من اكتشاف أخطائه والعيوب العالقة بأفكاره.
إذ يساعده ذلك في تكوين وبناء خبرة خاصة تعرفه أكثر على كيفية العمل بطريقة صحيحة على الهدف الذي ارتكز عليه ما يقوم به، سواء في عمله أو في دراسته أو في مشروعه.
الدافع نحو التعلم من نجاح الآخرين
يمكن للفشل أن يكون درسًا جيدًا يتعلمه المار بتجربة الفشل، ويفهم به قيمة المنافسة والمسابقة نحو الاستحقاق والأولوية.
وبذلك يحث على مساعدة الذات على محاولة النهوض، بواسطة تعلم وصفات النجاح من الآخرين وأساليب عملهم والنقاط التي يأخذون بها والنقاط التي يتجنبونها، كي يكون كل شيء على ما يرام له.
قد يعجبك أيضًا كيف تتخطى الفشل وتمضي نحو طريق النجاح؟
أحد العوامل المحفزة
من الأفضل أن نعد الفشل داعمًا تحفيزيًّا يدفع نحو كل ما يمكن من التحسن ونحو كل ما يرقى بإنسانية الإنسان، إذ بعد لحظات الندم والتحسر والخيبة، تأتي لحظة النضوج وتصليح الذات وما يتبعها من بوادر وأفكار وقرارات.
وفي هذه اللحظة يعرف المار بتجربة الفشل أساليب عمل جديدة ووتيرة جديدة يغير بها سير الشغل في عمله ومشروعه، ويعرف أيضًا تعلمًا جديدًا لهذه الوتيرة وهذه الأساليب.
ثم تأتي لحظة التحفيز الذاتي نحو العمل على المكتسبات الجديدة التي تعلمها في لحظة النضج والوعي والإدراك، فينطلق نحو التطور والنجاح.
أما بالنسبة للذين فقدوا عملهم في مؤسسة ما بسبب إخفاقهم وفشلهم بالتحديد، فبإمكانهم استئناف البحث عن مؤسسة جديدة، إذ يأتون بإنتاج أفضل وطريقة عمل أفضل وأكثر نجاعة وإثمارًا وإثراء، ويستأنفون عملهم لحظوظ أوفر واستحقاق أكثر.
قد يعجبك أيضًا كيف يؤثر عليك الخوف من الفشل ويدمر مستقبلك؟
مساهم في نحت الشخصية
على قدر المهارات والقدرات الجديدة التي يطلع عليها ويتعرف إليها المار بتجربة الفشل، وعلى قدر الأفكار الجديدة والعوامل الجديدة التي يخلقها لنفسه بفعل النضج والتعلم، يتمكن هو من الأخذ بنقاط القوة والنجاح والأخذ بقوانينهما.
ما يساعده في نحت شخصيته وتقويتها، بل تجديدها وتطويرها لمساعدته على العمل والعيش بطريقة جيدة ونامية.
وختامًا، يعد الفشل موجبًا للاستئناف والبدء من جديد والعمل على تحقيق النجاح والوصول إليه، لا موجبًا للفتور واليأس والإحباط والاستسلام.
فالفشل لذاته مفتاح ثمين يفتح باب النجاح والتمكن، وفرصة ذهبية سانحة لإدراكهما ونيلهما، فأكثر الناجحين في الحياة من مروا بأقسى ضربات الإخفاق والفشل، وكل ما يتطلبه الأمر فقط هو التعلم والعمل بجد وعلى أتم وجه وإحكام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.