إذا قررنا أن الكتابة وسيلة اتصال مخلصة، فهذا لا يعني أنها كاميرا تنقل ما تراه، ولكن يجب أن تتمتع بميزة تضاف إلى الإرسال، وهي ميزة الإبداع.
انضم إلى كورس كتابة المسرحية من هنا
اقرأ أيضًا كتابة المحتوى وكتابة الرسائل العلمية وتحقيق الربح منها
أهمية الكتابة الإبداعية
تلك الميزة التي يشعر الكاتب بالفيضان، فلا يخدع ولا يكذب، بل يأتي باللآلئ ويصنع الجوهر الذي يرتديه كقلادة، يمكن أن يكون ثمينًا إذا اختار البداية والوسط والنهاية حيث يضع كل منها جوهرة في مكانها.
والأدب هو الثقافة والذوق، وكلاهما ملزم بالتركيز على المعنى التعبيري للحروف، لأنه تحل الكلمات محل الألوان عند إبراز التصاميم.
وقد قال مؤلف معجم الأدباء ياقوت الحموي قديمًا عن هذا المعنى: إن علم الملوك والوزراء وعظمة الناس وعظماءهم ينبوع قلوبهم، ونزهة لأرواحهم، تستريح فيها أرواحهم، وتشمل أفراحهم؛ لأنها مصدر النفوس الغالية، وعاصمة العلوم الأساسية.
وإذا كان ما ذكرناه من كلام ياقوت جزءًا من رأيه في الأدب، فلنسمع أيضًا جزءًا من رأيه في أهل الأدب، وبالتالي في الأدب أيضًا؛ لأن كلماته عن أهل الأدب تنطبق على هؤلاء الكتاب.
يقول ياقوت الحموي: "وقد جمعت من أخبار هذه الطائفة بين حكم وأمثال، وأخبار وأشعار، ونثر وآثار، وهزل وجد، وخلاعة وزهد، ومبك ومضحك، وموعظة ونسك:
من كلِّ معنى يكاد الميت يفهمه حسنا ويعبده القرطاس والقلم
فهو لا ينفق إلا على مَن جُبل على العلم طبعه، وعز بحب الفضل ربعه، فظل للآداب خدينًا، ولصحة العقل قرينًا، قد عجنت بالظرافة طينته، وسيرت باللطافة سيرته".
وعنهم يقول أيضًا: "وأما مَن عرف بالتصنيف، واشتهر بالتأليف، وصحت روايته، وشاعت درايته، وقل شعره، وكثر نثره، فهذا الكتاب عشه ووكره".
اقرأ أيضًا العودة للكتابة.. خاطرة وجدانية
أسلوب الكاتب الموهوب
ويجب على الكاتب الموهوب أن يبني فنه على ركيزتين أساسيتين: الفن الذي ينتمي إلى الذوق، والفن ليس الطريقة الوحيدة لإظهار موهبة الكاتب.
لكن الركيزة الثانية يجب أن تكون الثقافة التي قرأت عنها بعضًا. من كلام ابن قتيبة في كتابه: (أدب الكاتب) وابن الأثير في كتابه: (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر)، ومراعاة لما كتبه شيخ الأدباء أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ.
ومن الممكن أن يستفيد الشاعر من هذه المقالة كما يستفيد الكاتب، بحيث تغني الصورة وتظل بنية اللغة حية.
ويجب على المرء أولاً أن تكون لديه الثقافة ليتمكن الكاتب من استخدامها لتقييم تعبيره لأنه يمكن أن تربى ملكته على الهيكل الصحيح؛ لأن أسلوب الكاتب يأتي وفقًا لقواعد متفق عليها لصلاحيتها في مجالات مختلفة، وكلها يهتم بسلامة التعبير اللغوي ما دام هو وما دامت الكتابة فن من الفنون بحاجة للنمو والتضخم والتجديد.
لا يوجد تكرار ونفع دون التكرار، ثم يوجه الكاتب نحو وسائل تجديد صوره، وزيادة إبداعه والعمل على وفرة إنتاجه الأدبي وقوة إبداعه الفكري.
المرجع: ص ص : 499-497 علي، رزق مرسي أبو العباس، (1985م)، غذاء الكاتب، مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، جامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، ع 3.
الكتابة المسرحية
كتابة المسرحية هي فن صياغة النصوص الدرامية التي تهدف إلى العرض على خشبة المسرح. تعتمد على بناء شخصيات وأحداث وحوارات تفاعلية تنقل الصراع والتفاعل الإنساني بشكل حيوي.
تتطلب الكتابة المسرحية تركيزًا على الحبكة والحوار وتطور الشخصيات لخلق تجربة تواصلية مباشرة مع الجمهور، حيث يجتمع فيها الفن الأدبي مع الأداء الحي لخلق تأثير درامي قوي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.