فكرة غريبة الأطوار

بداية جديدة ترتقي لبعض المستويات العقلية ولكن غريبة الأطوار، وذات يوم يُطالبك عقلك بتفسيرها ولا تستطيع، فهي تمر مرور الكرام. ومعظم من تحبهم، وعلى الذين يتركون أثرًا جميلًا ويرحلون، وعلى حاملين الود أينما حلوا ورحلوا، وعلى الذين يمرون من غير ضرر ولا ضرار.

هذه رسالة أحدهم قبل أن يتركك تذهب إلى مصيرك، وبعدها تستفيق على كوب من الماء بجانبك وأنت مستلقٍ، لا تدري من أين تكون البداية، وخاصة عندما تفقد من تحب، فتبدأ بالتعلق به، وتتصرف كما لو كان يراك، فهو لم يمت بداخلك، ولكنك تحتفظ بكل التفاصيل التي يهتم هو بها، ولا يخطر لك أنك تحاول تقليده لكي تشعر به، ولا تلاحظ أنه تركك، وفي السماء طيفه.

وفجأة تجد نفسك تشرب كوبًا من الماء، وتفرغ كل قطرات المياه، وتنتهي، فبذلك لا يتبقى إلا الكوب الفارغ. فلكل بداية نهاية، فكلما تركت قليلًا من الماء تبقى من الأمل الذي يبقيك متمسكًا بما لديك، وتفكر جيدًا أن من الحكمة أن تستمر الحياة ما دمت تفكر لبداية جديدة، فالتعثر في طريقنا ليس له نهاية، ولكن من الممكن أن تكون البداية من تلك النقطة التي نعتقد فيها خسارتنا.

بدأت سميرة يومها بالذهاب إلى العمل بعد أن فقدت والديها، وفي مغادرتها، وبعد سبٍّ وقذفٍ وإهانة شديدة من مديرها، أرادت أن تترك عملها. وفي أثناء مرورها في الطرقات، التقت برجل يبلغ من العمر كثيرًا، فهي لم تكن تهتم لعمره، ولكن ظلت تنظر إليه وكأنه يذكرها بشيء من الماضي.

فجلست تراقبه من كثب، وبعد لحظات قصيرة سألها إذا كان من الممكن مساعدته في شغله، وخصوصًا أنها اكتشفت أنها تلمُّ بما يسأل، نتيجة خبرتها الصغيرة في مجال عمله. وبدأت تتحدث معه كما لو أنها تعرفه، وهو أصبح فرحًا كثيرًا لأنه لقي ترحيبًا به، ومعرفة كل ما يريد دون العناء في سؤال الموظفين.

وبعد ذلك قال لها: "أنتِ بمنزلة ابنتي"، فكادت تصدق، نظرًا لافتقارها لوالديها.

وفي اليوم التالي اختفى هذا الرجل، ولم يسأل عنها مطلقًا. وذهبت في اليوم التالي لعملها، وكأن شيئًا لم يحدث.

وقال لها مديرها: "سميرة، لقد وجدتك مميزة، فقررت أن تصبحي مديرة للمكان لأعتمد عليكِ".

وتبدل حال سميرة. توجد أشياء جميلة في أحلام سميرة، ولكن على أرض الواقع لن تصبح سميرة مديرة للمكان كما تمنت، ولكن لا يعني ذلك أن كل الأحلام تتحقق كما تريد أنت، فالأقدار تغير من الأمور كثيرًا، فمن يدري؟

قد تخطر لك أفكار في عقلك غريبة الأطوار، ولكنها في حاجة إلى صياغة جيدة منك، وأن تثقل عقلك بكل مهم وضروري، وتكون البداية لك أن تتعلم تخطي الأشياء غير الضرورية العابرة التي تعبث بتفكيرك دون جدوى.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

دمتي مبدعة يا عائشة
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

لقد قرات المقاله واعجبتنى جدا استمرى ياعايشه ومنتظرة المقاله او القصه القادمه
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

بداية موفقة إن شاء الله...جميل مقالك و مرحبا بك .👍
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

لا يهم أين يذهب بك المشهد، المهم اقتناص اللحظة للتأمل فيه فوراءه رواية آسرة.
دمتي في تألق 🥀
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

جميل جدا يا عائشة في كلام فيها عميق وبيوصف بدقة عجبتني اووى منتظرة اللي جاي باذن الله 🫰🏻
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا علي ذوقك جدا ان شاء الله ربنا يوفقنا جميعا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

تسلميلي يااستاذة ان شاء الله ربنا يوفقنا جميعا
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة