ممَّا لا شك فيه أن النفسية هي المحرك الأساسي للإنسان، أما عن الشغف فيمثل الرغبة التي تدفع الفرد لتحقيق شيء ما، أو حتى إن يحقق أهدافه وآماله.
فإذا ما وُجد شغف لتحقيق الأشياء، ستكون صعوبة في تحقيق أبسط الأشياء، حتى إن كانت المهام اليومية. أما إذا ازداد هذا الشعور بما يسمى بفقد الشغف، فمن الممكن أن يصل الأمر إلى مشكلات نفسية عميقة.
أسباب فقد الشغف
لكل مشكلة أسبابها، فيما يلي سنعرض أهم الأسباب التي ينتج عنها فقد الشغف:
التعرض للضغوط
الضغوط بأنواعها، سواء من الناحية الاجتماعية أو بالجانب المهني، أو حتى بالتعاملات اليومية، كل هذه أمثلة لمسببات فقد الشغف، فالإنسان بطبيعته ضعيف، ومن الممكن أن تؤثر فيه أبسط الأشياء والكلمات، أما عن درجة التحمل والتقبل، فتختلف من فرد لآخر.
الشعور بالروتين والملل
أن يؤدي الفرد نفس الأنشطة بطريقة متكررة دون تحديات جديدة أو مغامرات يبعث الملل، وعدم القدرة على فعل نفس الأشياء؛ لذا على الفرد أن يخترع أشياء جديدة في يومه حتى لا يؤثر عليه الملل سلبًا.
السعي دون تحديد هدف بعينه
عدم تحديد هدف واضح للمستقبل أو رؤية محددة من شأنه أن يذهب الشغف شيئًا فشيئًا، فعندما تكون ضرورة ملحة لدى الفرد، يبعث ذلك في داخله الإرادة لفعلها ثَمّ الشغف.
التأثر السلبي نتيجة الفشل
هذا من شأنه أن يقلل روح الأمل داخل الفرد، ويُستبدل بالإحباط، ومن الممكن أن يعدم روح المحاولة لدى الفرد؛ لذا يجب التعامل مع الفشل وكأنه شيء ضروري للنجاح. فالفشل يصبح مثمرًا إذا تم التعلم منه.
الوجود في بيئة غير داعمة
يؤثر سلبًا في إنتاجية الفرد، كما ذكرنا من قبل أن الإنسان يتأثر بالكلمات السلبية، فلا بد وأن يتأثر أيضًا بإيجابيات تحفزه.
آثار فقد الشغف على الفرد
بالطبع فإن فقد الشغف له عدد من الآثار السلبية، فيما يلي سوف نناقش بعضها:
أولًا: يؤثر على الجانب النفسي
فقد الشغف في فعل الأشياء، خاصة إن كانت مهمة في حياة الفرد ومستقبله، بالطبع يولد لديه مشكلات نفسية مع الوقت كالقلق الدائم من المستقبل، ولا سيما أن يصل به إلى الاكتئاب.
ثانيًا: التأثير على تطوير الذات
ولا سيما الجانب المهني، بالطبع فإن فقد الشغف يؤثر سلبًا في أداء الفرد، ما يولد لديه الإحباط، وعلى هذا الفشل في الجوانب المهنية.
ثالثًا: تجنب العلاقات الاجتماعية
مع الوقت يصبح الفرد متجنبًا لمن حوله، حتى وإن كانوا أقاربه.
كيف تتغلب على فقد الشغف؟
فيما يلي سوف نناقش أهم الحلول للتغلب على فقد الشغف:
ترتيب الأولويات وتحديد الأهداف
لا بد وأن يكون هدف واضح لتحقيقه، مع الكثير من العزيمة للسعي وراءه بشغف، ولا سيما أن تبدأ بأهداف صغيرة كي تشعر بالإنجاز والقدرة على تحقيق الأشياء.
الابتعاد قدر الإمكان عن الروتين
عليك بتجربة أشياء جديدة كهواية ما تحب أن تمارسها بشغف، أو حتى زيارة أماكن جديدة.
التعرف على ناس جدد
يساعدك على الشعور بالدعم والألفة، ولا سيما إضافة بعض الخبرات والتجارب.
أخذ قسط من الراحة
من المهم أن يقتنع الفرد منا أنه ليس آلة، وعليه أن يأخذ قسطًا كافيًا من الراحة كي يجدد نشاطه وعزيمته.
في النهاية، فقد الشغف ليس نهاية العالم، ولكنه قد يصبح فرصة لاكتشاف ذاتك مرة أخرى، إذا تعاملنا معه بطريقة صحيحة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.