نثر النضار على مَن مِن معارفه سائق العلوم وتبدو في لطائفه
أحيا لنا حكمًا تزهو الحياة بها وكان عاريًا من مجهود لقاطفه
کتابه جاء يدعو الناس قاطبة ويعجب الناس طر من طرائقه
قد قرب البعد ممن ليس ببالغه وهيَّج الشوق علمًا من عواطفه
وبحره الزاخر الوراف عسجدُه يطفو وتأخذ تبرًا من قذائفه
ولم تزل ترعوي عنه سفاسفه لم يبق من بعد شيء من سفاسفه
كأنه والمعري في مذاهبه نضوٌ وما كان فرق في معارفه
کتاب فلسفة أبقى لنا قيمنا وصير العلم خيرًا في صحائفه
زمخشريٌّ كساه وشي حكمته ولا يزال عليٌّ في مواقف
واليازجي، عب من أبحاره أدبا والفكر جاعله أسمى خلائفه
والدر ينبت والمرجان مزدهر ولن يحققه من دون هادفــــــــه
وإنه عُدة القراء قاطبة تنبي الفحاوي البرايا عن زخارفه
اقرأ ايضاً الأدب العربي وعصوره المختلفة
الأدب العربي وثماره
إن الأدب العربي أينعت ثماره في ديار نيجيرية، فأصبح كله أسمى سمات ما يعترف من منهله أدباء نيجيريا، فأصبح كأنه من مواليد إفريقيا أو مواليد نيجيريا.
وما ذاك إلا أن أعرب هؤلاء الأدباء عن مشاعرهم وعواطف ضمائرهم، فزينوا الأدب العربي لباسًا أنيقًا لا يَخْلُق أبدًا ولا ينطفئ تأججهم الأدبي الكامن.
ولما عبقت ريح شذا هذا الأدب أصبح الناس يشمونها شرقًا وغربًا، فأصبح الأدب مظلة تهري إليها قلوب شعوب نيجيريا دارسي اللغة العربية درسًا مليئًا بزهو الطواويس الجهود، وأصبحوا للذة الضاد مثل جواسيس.
اقرأ ايضاً الأدب العربي | عصوره وأقسامه وعلاقته بالقرآن الكريم
شعوب نيجيريا والأدب العربي
فبدأوا يصدرون الدواوين فيئة فيئة، وما هم إلا عباقرة وجهابذة وعمالقة في ميدان الأدب العربي، وبعد زمن من الأزمان ناولتنا أيدي الكتاب أبلغ نتائجهم الأدبية.
وغرسوا لنا شجرًا مثمرًا نقطف منه ما يثلج صدورنا، ونجني ألذ الحكم ما كادت تعي عنها ألسنة العرب، فبشرى شعب نيجيريا الذي هم نيل المرام أيكون من الكرام.
وبلغ الأمد بعد أن قدم الصمد وما زالت تطلع شمس الجادين المجتهدين، حتى رأت النور أصالهم الأدبية العاطفية.
ولم تخفق هذه الجهود؛ لأنهم سلكوا مسالك الأدباء الفائقين المعاقين المتفوهين، فولدت لنا رحم نيجيريا أمثال الحريري والأصمعي والمبرد والقالي في الأدب.
فصار إلينا الفخر أن أنجبت لنا البلاد أمثال الخليل والأخفش في العروض، وصدى هذا اليمن ملأ الدنيا أن كان لنا مثل سيبويه وابن هشام في النحو، وما زال هذا الخير ينمو حتى رأينا الدهر أمثال ابن زيدون وابن خلدون في التاريخ والنقد.
اقرأ ايضاً الكتابة وسياسة النفس عند العقاد وفي الأدب العربي
الأدب المعاصر
واستمر إلى أن كان لنا سيد قطب والرافعي في الفكر والخيال البالغ. وبلغ بنا الأدب مبلغًا عظيمًا إلى أن جاءنا هذا العصر بأمثال المعري في الفلسفة، فصار أبناء نيجيريا يعملون أقلامهم في كتابة المقامات ونوابغ الكلم ولطائف الحكم.
فشيخ الأدب المعاصر تعجب الدهر منه بعد أن قدم قتوا. أبدًا. فحرك قلمه حتى أسبل الدمع المترقرق على خد الصحائف. فهل هذا العمل من الخوارق في هذه الطرائق؟
وقد عاش شيخنا الأندلسي أحوالًا يتفكر في إفادة العالم الأدبي جميعًا، فما تعكر جوه إلى أن صار الوحي ينزل من سماء ربه، وصار يسطر ما أملى عليه الفكر في قرطاس.
وهذا العمل الأوحد أثقل شيء على القسطاس، وهو مصطفى صادق الرافعي في كتابه "كلمة وكليمة" يقري الضيف ويعين الأديب العاني.
اقرأ ايضاً الأدب العربي وبعض القصص والمواقف الطريفة من التراث
لطائف الحكم
ويظهر العطف للعاسي الفاني الواني، فلما قلبت (لطائف الحكم) صفحًا صفحًا وجدتها أبين شرحًا وللمعارف صرحًا، فازدادت مرحًا، ونزحت عني ترحًا نزحًا، فقلت مندهشا: "أبالنيجيريين فعل الله ما فعل من خير، كادت نيجيريا أن تسود البلدان العربية"؟!
وإن كان يضرب المثل بحلم في الجود، فإني أضرب المثل بها في الحكم بين السود، بعد أن فاحت منها ريح العود، وأعمالها لن تخربش بالدود.
فتحت لطائف الحكم فوجدتها أغنى عن غيرها وتكفي النيجيريين فخرًا، والروح الأدبية تهب مثل الرياح في هؤلاء الأدباء. ويقتبس الدهر من أنوارهم ويرتشف الفراش من أزهارهم، ولا تنزلق بي قدم إلى الخوض في العصبية.
ولذلك أقول معترفًا: "إن فضل الله تعالى على عباده يختلف، فلأهل إبادن فضل لا يزال يرف - أمر منه الترف الأدبي والشرف، ولأهل أبيوكوتا ميزات لا يزال يسخ منها الشكم، ولأهل الورن خصائص تعرف بهم.. إلخ.
وسيأتي زمان لا يعيش فيه جيل إلا ويجدون ما يتحفهم بالأنس الأدبي. ولا يستغنون عنه في هذا الميدان ولا يعتري هذه الأعمال من النسيان، ولا يكون حقدتهم إلا أهل البيان والتبيان، فستان بين الغث والسمين، وشتان بين الخائن والأمين، وهيهات للرث والجديد، وبعدًا بين العصا والحديد.
اقرأ ايضاً الأدب العربي بين شاعر التنوير وشاعر التصوير
تعرف على بعض كتاب البلاغة
والطائف الحكم "كتاب البلاغة مثل نوابع الكلم في الحكم، ومثل أساس البلاغة في الحقيقة والمجاز، وقد لا توجد أمثالها عند أهل الحجاز.
لأن المؤلف سلك مسلك الإيجاز والإعجاز، ولم يسلك طريق الجاحظ في الاستطراد، ولم يختلف عن حكمة بالغة في الإيراد".
كتاب جامع بين المعاني والبيان والبديع، وما كل ما فيه بفظيع، وما كاتبه إلا مثل بزيع، يبني الكلام مبناه ويضع معناه على أساسه.
ويشعر القارئ بإحساسه وتصدق في العواطف كل حواسه، وضله يرف مع انبجاسه، ويكثر من استعمال جناسه، ويظهر فيه ضرب أجراسه، وأحسن أسلوبًا في مقباسه لأنه انجلى نور نبراسه.
الحكمة ما لا ينال كل حي
خلاصة حرف الألف
إن الكاتب جمع عشر حكم تحت كل حرف من الحروف الهجائية التي رتب عليها كتابه، ويجدر هذا بالذكر مختصر من كل حرف، وشرح بعضها لتوضيح المعنى.
1 - لقد حث على عناية كل أمة بشعبها؛ لأن الشعب عماد البلد، وبدون الاعتناء به لا يدوم بناء هذه الأعمدة، وذلك حيث قال: "أمة لا تكترث بشبانها ومستقبلها يتقوض بنيانها.
2 - طلب الابتسام في كل وقائع وعدم التضجر والجزع عند كل النوازل، وذلك حين قال: "ابتسم في كل مشكلة واقفة أمامك، تجد النصر إمامك".
3 - تحسين الإنسان أخلاقه تحسينه مستقبله، فإذا أساء الأخلاق أفسد المستقبل، وذلك فقد قال: أخلاق المرء تصوِّر مستقبله.
خلاصة حرف الباء
1 - الأصل الجيد ينتج الفرع الحسن، فلا عجب، إذا كثر الأصل لا يصفو الفرع، وفي ذلك قال: بنية الحياة الإنسانية العرق إن طاب طاب الرمق.
2 - الحليم يبصر كل شيء وبحلمه يُسود بين أقرانه، إن الله تعالى يجمع له ما لم يجمع لغيره من روح السيادة والقيادة؛ لأن السيادة تتطلب العلم والعقل الواعي، وهذا صدق قول: الكاتب بالحلم يسود الفتى قومه لا بالتضجر.
خلاصة حرف التاء
1 - الناس لا يعيشون بدون احتياج إلى الآخرين، فهكذا الدنيا، فلولا "الونام لما كان الأنام" وصدق الكاتب حين قال: "تباعدك عن الأحد يوقعك في نكد".
2 - تسود أوروبا العالم بالصناعات المتعددة والاختراعات الحديثة، وما ذلك إلا بكثرة المسؤولين عن التطوير الحضاري، وصدق الكاتب حين قال: "الطور العالم بكثرة العالم".
خلاصة حرف الثاء
1 - الثقة بالله رأس كل خير؛ لأنها لا تفضي إلى القنوط منه والتوكل على غيره، ولذلك قال الكاتب: "ثق بالله، ولو كان رزقك في المغرب وأنت تشتاق إلى المشرق ترزق".
2 - الويل والهلاك لمن همه الدنيا وغايته إدراكها، فالدنيا أمد لا يُنال ولا يُحرز، وصدق الكاتب حين قال: تبور ثبور لمن انكب على الدنيا منهمكًا بما فيها".
خلاصة حرف الجيم
1 - ما استعان الإنسان بغيره إلا وأهانه؛ لأن العون من الله لا من الخلق، وصدق الكاتب حين قال: جرحك لا يندمل ما دام قلبك متعلقًا بالمخلوق".
2 - القرآن الكريم نور للظلام وكشف الغمة وشفاء للأمراض، وفيه الهدى والرحمة، وصدق الكاتب حين قال: "جلاء الأحزان ملازمة القرآن".
خلاصة حرف الحاء
1- العزم يمهد للإنسان طريق تحقيق غايته، ويثبت قدمه على ما هو عليه، وصدق الكاتب حين قال: "حقق نجاحك بالعزم تغتنم".
2- اللجوء إلى غير الله عذاب للاجئ، وصدق الكاتب حين قال: "حصنك المنجي من النيران الاعتصام برب الجنان.
خلاصة حرف الخاء
1- إذا لم ينجح المجتهد في عمله، فلا يدل إخفاقه على الغباوة، بل الإخفاق تجربة لمحاولة أخرى، وصدق الكاتب حين قال: "خيبة المجتهد عن هدف، لم تزده غباوة، بل زادته تجربة".
2- الدنيا دار الاكتساب والآخرة دار الثواب، وصدق شيخنا حين قال: "خلقت في هذه الدنيا للاكتساب وفي الآخرة للاحتساب".
خلاصة حرف الزاي
1- الإحسان يدرأ السيئات، ويستر العيوب، ويرفع الزلة ويبقي الود، وصدق شيخنا حين قال: "زلق اللسان يُلغيه الإحسان".
2- الاقتباس من أنوار العالم هدى للمقتبس وإذا صوحب نيلت الخيرات كلها. وصدق شيخنا حين قال: "زُرْ كل عالم عامل بعلمه تهتد بنوره".
خلاصة حرف السين
1- عثور المرء لا يُنهي العالم. فالإنسان العازم يواصل سيره كي لا يقال له لا، وصدق شيخنا حين قال: سقوطك تجاه أمر يقويك، ويلحقك بأهل الخبرة، فأهل الخبرة لا يعظم في أعينهم هذا السقوط.
2- لا ينبغي للإنسان أن يخوض في كل أمر أو يتداخل في كل موضوع، فكمال الإنسان في الإكثار من السكوت. وقد صدق شيخنا حين قال: "سكوتك لأمر أم كل الأفكار".
خلاصة حرف الشين
الحزن عمى، إذا سيطر على قلب المحزون، ويعيقه عن إبصار السرور، وقد صدق الكاتب حين قال: شجوك لما فاتك موقد حزن آخر، فدع الشجو لئلا يفوتك شيء آخر".
خلاصة حرف الصاد
العالم عاقل والجاهل سفيه، فإذا نطق السفيه سكت العاقل كي لا يُعد سفيها. وقد صدق الكاتب: "صمت العالم للجاهل رفعة لشخصيته".
خلاصة حرف الضاد
الحب يذكو لهبه في قلب الحبيب وصدق القائل: "ضرمة الحب أشد من ضرمة الحطب".
خلاصة حرف الطاء
المرء لا يمنعه طمعه من المسألة، وبذلك تفسد مروعته، وصدق الكاتب: "طمع المرء يسقط مروهنه".
خلاصة حرف الظاء
الجهلاء ظنهم أن يشبههم العقلاء في الجهالة، وقد صدق الكاتب: "ظنون الجهلاء أن يشاطرهم العقلاء".
خلاصة حرف العين
الإنسان كثير العناد يذعن للخلق ولا يخضع للخالق، وقد صدق الكاتب حين قال: "عار عليك أن يخاطبك الناس فتستمع، ولقد خاطبك رب العباد، ولم ترفع لكلامه رأسًا".
خلاصة حرف الغين
الكفرة يتصفون بأخلاق سيئة، ومنها: "غمط الحق من شيم الكفرة".
خلاصة حرف الفاء
لا يُعرف الكذوب بعلامة قط إذا كذب؛ ولذلك قال الكاتب: "فم الكذوب لا يُدمي".
خلاصة حرف القاف
تقول: بالقول ينال المرء الرفعة وتدركه الذلة في قول المرة يرفعه ويضعه، فزن ما تقوله ترفع.
خلاصة حرف الكاف
انشغل سيبويه بالقضايا النحوية فمنعته من الزواج والولادة، ولذلك قال الكاتب: (كان وأخواتها) شغلت أبناء سيبويه عما كان في الدنيا".
خلاصة حرف اللام
السلف الصالح عملوا وتركوا للخلف غناء، فلذلك: "لا تقبح مجهودات السلف، أبرز ما عندك كالخلف".
خلاصة حرف الميم
الطمع يزيد المرء همومًا لا تنقضي أبدًا؛ لأنه يكون طيفًا أحيانًا، وقال الكاتب: "مواطن المحن مواقع الطمع".
خلاصة حرف النون
الدنيا ممتلئة بالهموم والغموم وإذا أقبل الإنسان عليها باء بهذه العقبات، ولذلك قال كاتبنا: "نكبة الإنسان في الانكباب على الدنيا".
الخلاصة حرف الواو
النفاق تذبذب، وله إساءة عظيمة ومفسدة جسيمة، ولذلك قال كاتبنا: "ولاية المنافق مفسدة للمجتمع".
خلاصة حرف الهاء
الإسلام دين الأخلاق الجميلة الرافعة، ودين الآداب العالية المحمودة، ولذلك قال كاتبنا: "هنأة لمن أنيه الإسلام فتاب".
خلاصة حرف الياء
بدون مساعدة لا تكون الأخوة: "يد واحدة لا تحمل عبنًا إلى الرأس".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.