فريد شوقي.. وحش الشاشة العربية الذي هزمه الحب

وحش الشاشة العربية، الأسطورة الحقيقية التي لن تتكرر، النجم فريد شوقي، وُلد في حي السيدة زينب العريق عام 1920، قبل أن ينتقل مع الأسرة للعيش في حي الحلمية، ووُلد معه عشق الفن.

ففي مدرسة الناصرية كان يجمع الأطفال حوله ويقلد ما يشاهده في المسرح، حيث كان يصطحبه والده الذي كان يعمل مفتشًا في وزارة المالية وهو طفل صغير إلى شارع عماد الدين؛ ليشاهد المسرحيات التي تُعرض في مسرح رمسيس للريحاني وفرقة علي الكسار ويوسف بك وهبي، لدرجة أنه كان يعطي الأطفال نقودًا من مصروفه الخاص حتى يشاهدوه وهو يمثل أمامهم.

حلم الشهرة والنجومية

ومثله مثل أي فنان يجري وراء حلم الشهرة والنجومية، حاول فريد شوقي الانضمام لإحدى الفرق المسرحية، لكن دون جدوى، ورسب في الإعدادية بسبب انشغاله الدائم بالفن والمسرح، ولكنه كان يوجد بداخله إرادة كبيرة. وانضم لإحدى الفرق المسرحية الصغيرة الخاصة بالمخرج عزيز عيد، بعد أن توسط له أبوه الذي كان صديقًا لسكرتير مسرح رمسيس، وأدى بعض الأدوار البسيطة.

بعد أن حصل على دبلوم الفنون التطبيقية، سمع فريد شوقي خبرًا مهمًّا عن افتتاح المعهد العالي للفنون المسرحية؛ فسارع بتقديم أوراقه مع أكثر من 4000 طالب أمام مسرح الأزبكية لاختيار 15 طالبًا فقط للدفعة الأولى لمعهد الفنون المسرحية، ليختاره من وسط جميع المتقدمين رئيس اللجنة نفسه محمد صلاح الدين باشا ووزير خارجية مصر في ذلك الوقت، بعد إعجابه الشديد بما قدمه فريد شوقي أمامه.

فريد-شوقي-وحش-الشاشة-العربية

الانطلاقة

ويأتي عام الانطلاقة له، فقد قدم عام 1946 فيلم "ملاك الرحمة" الذي كان بدايته الحقيقية، وأتقن أدوار الشر والبلطجة. ثم فيلم "الأسطى حسن" الذي جعل وحش الشاشة وملك الترسو الفنان فريد شوقي نجم الشباك الأول في السينما المصرية، مرورًا بفيلم "جعلوني مجرمًا" الذي تسبب في إلغاء السابقة الأولى للأحداث.

وأيضًا فيلم "رصيف نمرة 5"، وفيلم "بطل للنهاية"، وفيلم "بداية ونهاية"، لكي يضرب الرقم القياسي بـ 450 فيلمًا سينمائيًّا، إضافة للأعمال والمسلسلات الدرامية مثل "البخيل وأنا"، و"صابر يا عم صابر"، وغيرها من أروع الأعمال التي قُدمت في تاريخ السينما المصرية.  

كوَّن فريد شوقي مع الفنان محمود المليجي ثنائيًّا رائعًا في كثير من الأفلام التي أثرت السينما العربية، وأنشأ فريد شوقي شركة الإنتاج الشهيرة "أفلام فريد شوقي" في شارع شريف بوسط البلد في القاهرة، وأنتج كثيرًا من الأفلام.

مواهب متعددة لوحش الشاشة

ولم تشمل موهبة فريد شوقي التمثيل والإنتاج فقط، لكنه كان كاتبًا ومؤلفًا رائعًا، حيث حصل على جائزة في فيلم "بورسعيد" ووسام الفنون من الزعيم جمال عبد الناصر، وكثير من جوائز الدولة التقديرية، وأكثر من تسعين جائزة في المهرجانات الفنية المتعددة.

تزوَّج فريد شوقي خمس مرات، ففي الثامنة عشرة من عمره تزوج من فنانة مغمورة تُدعى زينب عبد الهادي، وأنجب منها ابنته منى، ثم قابل حب عمره الفنانة هدى سلطان، وتزوَّجها وأنجب منها ابنته المنتجة المعروفة ناهد فريد شوقي، وبعد انفصاله عنها على الرغم من حبه الكبير لها وصدمة عاطفية كبيرة هزمت القوة والشخصية الكبيرة بداخله، وتركت أثرًا كبيرًا وجرحًا عميقًا للغاية في حياته، تزوَّج من السيدة سهير ترك وأنجب منها النجمة رانيا فريد شوقي، وعبير، على الرغم من عشقه لهدى سلطان حتى وفاته.

ويرحل عنا المبدع القدير أبو البنات الفنان فريد شوقي الذي تُوفي عام 1998 نتيجة التهاب رئوي عن عمر 78 عامًا، بعد أن طغت شعبيته الكبرى في العالم العربي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة