حينما تصل أحيانًا إلى القاع وتشعر كأن أمرك انتهى؛ كأنها غيمة سوداء تطفو فوق رأسك، كأن الحياة توقفت فجأة.. فهنا تأتي فرص التغير على شكل فكرة، كلمة أو شيء تراه بمحض الصدفة، فلا تترك الفرص تذهب سدى، بل ادرسها، حللها، ناقشها... ثم ضع خطة لها ونفِّذها، ولا تبرح مكانك حتى تجعلها حقيقة على أرض الواقع.
انتهز فرص التغير؛ لأن بعدها ستأتيك الحياة جاثية على ركبتيها، باحثة عنك لتعطيك من بهجتها بعدما أغرقتك في ظلماتها بالأمس.
إذًا عزيزي القارئ لا تنتظر الفرص تأتيك، بل اصنعها من كل ضيق؛ فالتغير مقرون بالفرص الجديدة التي لم تكن تتوقعها يومًا ما، فتأتيك أحيانًا صدفة من دون ترتيب، تأتي كأنها فجر بزغ بعد عتمة ليل طويل، فأعطها من وقتك وجهدك لأنك بعدها ستصبح شخصًا آخر.
فأنت الوحيد القادر على أن تصنع من تلك الفرص حياة جديدة مزخرفة بعزيمتك وإرادتك وحبك للتغير. أنا لن أبيع لك الوهم؛ فحقيقة الحياة هكذا، لا يوجد شيء بالمجان، بل تتعب، وتنزف عرقًا من جبينك، فتصل لوجهتك بأمان.
صدِّقني عزيزي.. الحياة فيها ظلمات وعتمات وصعوبات، فأحيانًا تأخذك إلى بر الأمان حتى تظن بعدها أنك لن تشقى أبدًا، وتارة أخرى ترميك بسهامها كأنك جسد بلا روح، كأن قطرة أكسجين كثيرة عليك.
لهذا عزيزي أينما أتيحت لك فرص التغير اغتنمها واجعلها تخلق منك نسخة أفضل من نفسك كل عام. فالناجحون حقًا لا ينتظرون أن تأتيهم الفرص على طبق من ذهب، بل يضعون أحمالهم على ظهورهم، ويخرجون باحثين عنها؛ لأنهم عرفوا قدرها، فهم يؤمنون بأنهم يستحقون الأفضل دائمًا.. فكن مثلهم لأنك خُلقت فريدًا من نوعك يا صديقي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.