فارق العمر المناسب بين الإخوة وكيفية التعامل معهم

يتساءل كل أم وأب جديدين يرغبان في تكوين أسرة من أطفال عدة عن مجموعة أمور مختلفة، ويضعونها في حسبانهم حتى يستطيع كلٌ منهما تأدية دوره على أكمل وجه.

ومن أهم هذه التساؤلات الفوارق العمرية بين كل طفل وآخر، وكذلك كيفية التعامل المثالي مع الأطفال الذين يكون فارق العمر بينهم تقريبًا سنة، كما لا يعلم كثير من الآباء ما فارق العمر المناسب من الأساس بين الأبناء.

 إضافة إلى التساؤلات السابقة، ترغب كل أم كذلك في معرفة كيفية التعامل مع أطفالها في أصعب مرحلة تربوية، وما أصعب مرحلة تحديدًا، هل هي مرحلة حديثي الولادة؟ أم الطفولة المبكرة؟ أم مرحلة الطفل الكبير؟ أم مرحلة المراهقة؟ كل هذه التساؤلات سنحاول مناقشتها والإجابة عنها في السطور التالية من هذا المقال.

كيف أتعامل مع طفلين الفرق بينهما سنة؟

لا شك أنه أمر بالغ الصعوبة، أن يكون لدى الأبوين طفلان الفارق بينهما سنة فقط، فمعنى هذا أن الأم تُعاني نفسيًّا وجسديًّا معاناة كبيرة جدًّا، فهي مرضعة لطفل، وفي الوقت نفسه في رحمها جنين آخر، فهذا الأمر مُرهق جدًّا لها، وكذلك يؤثر سلبًا في الطفلين.

فالجنين لا يأخذ كامل غذاءه بدرجة كافية من الأم، وكذلك لا تستطيع الأم الاهتمام بالرضيع بدرجة تضمن له نموًّا صحيًّا من جميع الجوانب.

 لكن يحدث كثيرًا أن يُرزق الأبوان بطفلين الفارق بينهما سنة واحدة فقط، وفي هذه الحالة يتعرض الأبوان لضغط نفسي كبير بسبب هذا الفارق المتقارب بين الطفلين، ولأن كلًّا منهما يحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام كبير جدًّا.

وقد يشعر الطفل الأكبر بالغيرة من الرضيع الجديد؛ لأنه يُدرك أنه يوجد شخص آخر غيره يستحوذ على كثير من الاهتمام من جانب الأبوين، بعد أن كان هذا الطفل هو محور الحياة والاهتمام لوالديه.

 أخ يشعر بالغيرة من أخيه

وعلى هذا يجب على الأبوين تدارك هذا الموقف والتعامل مع الطفلين بطريقة تتيح لكلٍ منهما الحصول على الاهتمام بالقدر الكافي، وكذلك بناء جسور حب وتواصل بين الطفلين؛ لأن مشاعر الغيرة قد تكون مسيطرة بدرجة كبيرة على الطفل الأكبر، لأنه لا يستطيع استيعاب أن هذا الرضيع الجديد يحتاج إلى جانب من الاهتمام هو الآخر، ويُمكن للأبوين تحقيق التوازن في التعامل بين الطفلين باتباع عدة أمور منها:

ترسيخ الحب بين الطفلين

يبدأ هذا الأمر من جانب الأبوين بداية من حمل الأم في الطفل الثاني، فيجب عليهما دائمًا أن يتحدثا مع طفلهما الأكبر، ويخبرانه أنهما ينتظران مولودًا جديدًا، وهذا المولود يحب الطفل كثيرًا، ويعطونه بعض الهدايا ويحدثونه أن المولود الجديد هو من يرسل له هذه الهدايا.

وكذلك يوضحان له أنه سيكون صديقه ويستطيع اللعب معه دائمًا، وأن يهتما ببعضهما بعضًا، وعن طريق هذه المحادثات والأفكار البسيطة يستطيع الأبوان ترسيخ مبدأ الحب والتعاطف لدى الطفل الأكبر ليستعد نفسيًّا لاستقبال المولود الجديد.

طلب المساعدة من الطفل الأكبر

على الرغم من أن الطفل الأكبر بعد المولود الجديد سيكون عمره سنة فقط، فإنه قد يستوعب بعض الأمور البسيطة، ومن المهم جدًّا في هذا الوقت أن يطلب الأبوان منه الاهتمام بالرضيع معهما، وأن يعي هذا الطفل الصغير أنه مسؤول أيضًا عن أخيه الرضيع أو أخته.

أخ يعتني بأخيه الرضيع

ويكون هذا فقط عن طريق توجيه بعض المهام البسيطة جدًّا له، مثلًا أن ينظر إلى الرضيع مدة دقيقة أو اثنتين ليحميه حتى تنتهي الأم من عمل ما في المنزل، أو أشياء من هذا القبيل فقط.

الاهتمام بالطفل الأكبر

قد يقع الأبوان في خطأ كبير جدًّا، ألا وهو الاهتمام بالمولود الجديد اهتمامًا كبيرًا، ويأتي هذا على حساب الطفل الأكبر، فنجد أنهما يلاعبانه ويهتمان به طوال اليوم، ويقل الاهتمام تلقائيًّا بالطفل الآخر.

هذا من شأنه خلق روح من الغيرة لدى الطفل الأكبر؛ لأنه يرى أن هذا الرضيع يهدد مكانته في الحب لدى الأبوين، فيجب على الأم والأب الحذر كل الحذر من هذا الأمر، وذلك لأن الطفل الأكبر يكون واعيًا أكثر لمثل هذه الأمور.

كم فارق السن المناسب بين الأطفال؟

تتوقف الإجابة عن هذا السؤال فقط على الأبوين، ومدى استعدادهما لاستقبال طفل آخر في الوقت المناسب لهما، فقد يختلف هذا الأمر باختلاف حياة كل زوجين.

فنجد أن بعضهم يُفضل أن يحظى بطفلين بفارق عمر بسيط، سنتين مثلًا، وغيرهم يفضل أن يُرزق بالطفل الثاني عندما يكون الأول مُدركًا لكل شيء تقريبًا، ويكون عمره نحو 5 أو 6 سنوات على سبيل المثال، إذن هذا الأمر يرجع لقدرة وتفكير الشريكين.

يرجع هذا الأمر أيضًا بالطبع لصحة الأم وقدرتها على أن تحمل بطفلها الثاني، فقد نجد من الأمهات من تحتاج لبعض الوقت أكثر من غيرها، حتى تسترد عافيتها وصحتها مرة أخرى، وتستطيع الحمل دون أي مشكلات أو مضاعفات، ومن الأمهات من تسمح لها صحتها بالحمل بعد مدة مناسبة من ولادتها الأولى.

 لكن في كل الأحوال يُنصح ألا تقل المدة بين كل ولادة وأخرى عن سنتين، وهذا معناه 3 سنوات بالتقريب بين كل حمل وآخر.

فارق العمر بين الأطفال

فيجب أن تحرص كل أم على أن يكون هذا هو الفارق بين كل حمل وآخر، حتى يستطيع جسدها منح الجنين الجديد كل ما يحتاج إليه من تغذية ومجهود، وكذلك أن تسمح صحتها بالاهتمام بالابن الآخر، وبالطبع الاهتمام بصحتها من جميع الجوانب.

من المهم جدًّا أن يهتم الأبوان بتنظيم الفوارق بين أطفالهما، والتركيز على إعطاء كل طفل ما يحتاج إليه من اهتمام ورعاية، حتى ينشأ الطفل في بيئة سوية، ويحب كلٌّ منهم الآخر، سواء كان فارق العمر بينهم سنة أو أكثر.

هذا الأمر لن يتعلمه الطفل من نفسه، ولكن يجب على الأبوين الحرص الشديد على تعليم أطفالهم هذه الأمور، وأن يراها الأطفال في تعامل الأبوين كذلك مع كلٍ منهم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.