ضاع فيها الفلاسفة، وانقسم فيها النّاس، وكتبوا فيها الكتب والمؤلفات، وظنّ آخرون أنّها لا تدرك أبداً، فما رأيكم بها؟
نسيت أن أقول لكم إحدى نتائجها، وهي أنّها أنتجت سؤالاً تقليديّاً دائم الطّرح، وهو هل تشترى السّعادة بالمال؟
لن أتكلّم الآن عن الجواب، ولكنّني أقول لمن يقول إن السعادة تشترى بالمال أنّني لست متّفقاً معه، ولا أدري إن كان مهتمّا بذلك، أم لم يكن، ولكن بضاعتي الكلام لذلك سأتكلم...!
لنفترض أن طالبًا في الثانوية كان والده غنياً إلى حدٍّ ما، لذا قام والده بشراء إكس بوكس أو بلاي ستيشن، لا بدَّ أنه سيطير من الفرح أول يوم.. أسبوع... ثم سيتلاشى هذا الفرح وهذه السّعادة..
إذن فسعادة المال سعادةٌ مؤقَّتةٌ، أنا أعترف أن كثرة المال لا تجلب السعادة، ولكنّ قلة المال تجلب الشقاء.
ها أنا ذا أعود، فأكذب على القرّاء وعلى نفسي بأن قلت قبل القطعة السابقة من المقالة لن أتكلم عن أن المال يشتري السعادة أم لا ولكن عدت فتكلمت عن ذلك لذا أرجو التماس العذر من القرّاء الكرام.
أعود إلى الموضوع الأصلي، لقد كان الموضوع الأصلي عن ماهية السعادة.
تصارع فيها الفلاسفة ولكنّ رأيي -أو على الأصح رأي سمعته من أحد الكتّاب- أنّ السّعادة تختصر بكلمةٍ واحدة.
في رأيكم إذا أحضرنا إنسانين مختلفين، وأحضرنا لهما طعاماً لذيذاً جداً، ولنفترض أنّه لحمٌ مشوي، لنفترض أن أحدهما كان يكره اللحوم ولا يستسيغها أمّا الآخر فهو يحبّ اللحوم ولا سيما المشوي منها لذا لا بدّ أنه الآن مستمتعٌ الآن بتناولها..
إذن فما السرُّ في ذلك، رغم أنّا أعطينا الاثنين طعاماً لذيذاً في المقاييس العامّة؟
السرّ -في نظري- هو أن الطعام جاء موافقاً لمعايير الثاني، فقبل به وسعد به أما الأول فلا، إذن فالسّر أو أعتقد أنّه واضح إذن فهو ضد السر، وبالتالي الكلمة مقابل السر هي الجهر..
كيف تكون سعيداً في حياتك وإيجابياً؟
إذن سأقول عنه الجهر، إذن الجهر هو في الرضا.
فإن أنا رضيت بما منحني الله -سبحانه وتعالى- مع سعي للمزيد لا بدّ أنّني سأكون سعيداً.
قس على ذلك كلّ ما شئت، حتى لو كان الإنسان مصاباً بعاهة، فإذا رضي بما قدّره -سبحانه وتعالى- له وحاول أن يحسّن قدراته الجسدية لن يعاني الحزن بسبب عاهته.
قال -صلّى الله عليه وسلم- ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى النّاس.
اللهم أعنا على الرضا بما كتبته لنا، مع السّعي فيما أمرتنا به قال سبحانه (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) [الملك: آية 15]، واكتب لنا الخير في الدنيا والآخر.
اقرأ أيضاً ما هو طريق النجاح؟ وما هو طريق السعادة؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.