عن خُبز الطابونة في قربص بتونس وخُبز الطابون في فلسطين وخُبز الفرن البلدي في صعيد مصر

تتكون الطابونة في قرية "قربص" بتونس من طين محروق حوله القليل من قطع الطوب الأحمر، تتشابه الطابونة إلى حدٍ ما مع التنور الموجود في بعض البلدان العربية والخليجية، يتم تسخين الطابونة المجوفة بحرق الحطب في قاعها، وبعدما تهدأ نار الحطب يتم لصق الخبز على جوانب الطابونة، غالبًا ما يتم استخدام الدقيق، والماء، وزيت الزيتون، والينسون؛ لتجهيز عجينة خبز الطابونة الشهي.

يتعاون في بناء الطابون في "فلسطين"، أكثر من شخص (الفلاح وأسرته)، يتكون عادة من "اللبن" وهو طين مخلوط بالتبن، تفرش أرضية الطابون -قبابي الشكل- بقطع من الزلط، يتم عمل فوهة مناسبة، يتم تسخين الطابون بحرق القش والوقود العضوي، يتم وضع طبق "المسخن" الشهي في الطابون، ويتكون "المسخن الفلسطيني" من لحم الدجاج، والبصل، وخبز القمح، وزيت الزيتون، والسماق، كما يمكن وضع الخبز وتجهيزه في الطابون، غالبًا ما يتم استخدام دقيق القمح لتجهيز عجينة خبز الطابون الشهي.

وفي صعيد مصر( قديماً)، أصبح بناء الفرن مهنة لشخص بعينه، بمقابل مادي معقول، يتم تجهيز التراب والتبن على هيئة  تلة صغير جدًا بدون قمة، مع وضع الكثير من الماء أعلى تلك التل الصغيرة، ثم تركها إلى موعد بناء الفرن.

بعد شراء الطوب الأحمر البلدي، وشراء صينية كبيرة جدًا شبه فخارية، يتم وضع طبقة كبيرة من الملح، ثم تبنى حوائط بشكل دائري من الطوب اللبن والطين (الَّذي تم تجهيزه سابقًا)، مع ترك فوهة لوضع الوقود.

بعد عشر صفوف متتالية من الطوب، يتم وضع الصينية الكبيرة الشبه فخارية، ويتم استكمال البناء على شكل قبة، مع ترك ثقبًا أعلى قمة الفرن وثقبين في منتصف أحد جوانب القبة وفوهة لوضع الخبز.

يتم وضع الكثير من الوقود وإشعال النار فيه، ثم يتم غلق الثقوب والفوهات بقطعٍ من الطوب الأحمر البلدي وكمية مناسبة من الطين، يتم ترك الفرن لأيام قبل فتح تلك الثقوب أو الفوهات، حتَّى يتحول الطين إلى نوع من الفخاريات.

عادةً كان يتم بناء الفرن البلدي خارج المنزل الطيني، في مساحة واسعة من الأرض، ويتم عمل عريشة (سقف) من البوص وجريد النخل، لاحقًا صارت الأفران على أسطح المنازل الخرسانية، وفوقها أيضًا عريشة (سقف) من البوص وجريد النخل.

تتكون الفرن البلدي من طابقين (إن جاز التعبير): الطابق الأول يتم فيه وضع الوقود لتسخين الفرن، والطابق الأعلى يتم فيه وضع الخبز، بعد تنظيف الصينية الشبه فخارية بقطعة من القماش المبللة بالماء والملوخية الجافة؛ عند وضع الخبز لأول مرة بعد بناء الفرن، فيما بعد يتم تنظيف الصينية شبه الفخارية بقطعة قماش مبللة بالماء فقط.

وقد سادت معتقدات عن جنى يسكن الفرن البلدي، البعض يبسمل ويحوقل قبل تسخين الفرن تنبيها لذلك الجنى، البعض الآخر يرى أن ذلك الجنى يساهم في تسخين الفرن؛ لذا ينبغي إرضاؤه وتجنب العبوس عند إشعال النار.

ومع التطوّر الصناعي صارت أفران الغاز الطبيعي موجودة في منازل الكثيرين، من عشاق الخبز الشمسي، ورغم اختلاف أنواع الخبز في مصر حسب مكوناتها وجودتها والبلدة أو الحي، لكن يشتهر الخبز الشمسي بمذاق خاص لا مثيل له.

يتم استخدام الدقيق والماء والملح والخميرة؛ لتجهيز خميرة الخبز الشمسي، وبعدما يتم تخميرها جيدًا؛ توضع على كمية أكبر من الدقيق، في وجود إناء مستقل يحوي الماء الدافئ وقليل من الملح.

يتم وضع الماء الدافئ بالتدريج، مع الخلط المستمر، يتم تجهيز ما يشبه الأطباق الصغيرة المسطحة بعد رشها بالنخالة، حيث يتم تقطيع الخبز النيئ عليها، ثم يترك ليكتمل تخمره، تحت أشعة الشمس.

يتم جرح جوانب الخبز بدبوس أو عود من بوص، على شكل ثلاثة أقواس صغيرة، أو دائرة، أو خطًا في المنتصف.

بعد تسخين الفرن، يتم وضع الخبز بالمطرحة الخشبية، ثم يتم غلق الفرن، حتَّى تمام النضج، يمكن سحب الخبز الناضج بأداة خاصة (البشكور الحديد أو العصفور الخشبي)، وهكذا يخرج الخبز الشمسي الشهي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

نوفمبر 25, 2021, 8:29 ص

مقال رائع
ارجو ان تقرأ مقالتي وتعطيني رأيك

أضف ردا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

نبذة عن الكاتب