في هذا النص الشعري، ينفتح باب من التأمل العميق على مصراعيه، فتتقاطع النفس مع الوجود، ويعلو صوت التساؤل فوق ضجيج اليقين. يطرح الشاعر رؤى تتأرجح بين العروج والانكسار، وبين الرجاء والانطفاء، بلغة تحفر في طبقات الذات وتكشف عن قلق دفين يتخلل اللحظة والكينونة. ليست القصيدة تعريفًا أو سردًا، بل هي حالة وجودية تُكتب لتُقرأ بالقلب قبل العين.
في سراج وابتـــهاج
وارتجــاجٍ وأحـــاجي
نفٰـــــسٌ لمْ يشقٰ قد تمّْ
وهو ما غمّْ في المزاجِ
حين يــحكي ليس يــبكي
دون شـــــكٍّ وهو نــــاجِ
في عــــروجٍ وخــــروج
وولـــــــــوجٍ ويـــــناجي
قد رأى مــــا كان حامى
وتســـــــــامى في الدياجي
في مــــتــــاعٍ لــنـــــخاعِ
أيُّ ســـــــــاعٍ لــــلرواج؟
أيها النـــــــجْـ ـمُ الذي زُجّْ
أنت أدرجْــــــ ـتَ احتياجي
كيـــــــف يأتي أي وقـــت؟
أي مـــــقــــتٍ في اعوجاج؟
أي ذــــــــــنبٍ عند رحبِ؟
أي ثـــــــــــقبٍ في احتجاج؟
صــــــــاد عزمٌ حين يســمو
كيف يـــــــــنمو في انبلاجِ؟
هل تــــــــــرابٌ فيــه صابُ
هل صـــــــــواب للعــــجاج؟
راقه مــــــــــــــا كان أسمى
كيــــــــــــف نمَّى إذ يناجي؟
في هذه الرحلة الشعرية التي بدأت بسراج وابتهاج، وانتهت بسؤال عن الصواب في العجاج، تتجلّى حقيقة الوجود كمرآة مكسورة تظهر وجوهًا متباينة للنفس البشرية. القصيدة لا تمنح أجوبة حاسمة، بل تفتح الباب لأسئلة أخرى أكثر عمقًا وإيلامًا. ووسط كل هذا العروج والخروج، يبقى الرجاء في أن تجد النفس ملاذًا لها، ولو مؤقتًا، في لحظة صدق واحدة مع الذات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.