عن العنف.. أشكاله وأسبابه وبعض أعراض تعرض الطفل إلى التنمر

التنمر هو تعرض الفرد باستمرار للتنمر الجسدي بالتعذيب والضرب والعنف، أو للتنمر العاطفي بالإحراج الدائم ونشر الأكاذيب عنه، أو للتنمر اللفظي بالاستفزاز أو السخرية أو التهديد.

وقد يتعرض الأطفال لا سيما الأيتام أو المشردون أو ذوي الهمم للتنمر والعنف على يد أطفال مثلهم أو على يد من يكبرونهم سنًا، وتظهر على الطفل حال تعرضه للتنمر أعراض منها: التلعثم والتنازل عن متعلقاته وتدني احترام الذات والصمت وفقدان الشهية.

وفي بعض الحالات يلاحظ على جسد الطفل كدمات وجروح، وتبدو متعلقاته الشخصية محطمة، ويعاني الطفل كوابيس، ويفزع في أثناء نومه دون أن يشكو لوالديه.

تأثير العنف على الطفل

يفقد الطفل حال تعرضه إلى العنف الأسري الثقة بوالديه، ويحاول إخفاء أسراره عنهم، وقد يعاني الطفل مشكلات نفسية منها: الأرق والاكتئاب، أو التوتر والخوف المرضي، أو العند والغضب.

بالإضافة إلى مشكلات عقلية منها: ضعف المهارات الاجتماعية والعاطفية والعقلية، واضطرابات الأكل والنوم، والميل إلى التورط في الإدمان والسلوك الإجرامي والعدواني.

العنف عمومًا هو استخدام القوة والسلوك العدواني واستغلال المعتدي قوته للاعتداء على الآخرين؛ سواء بإجبارهم على القيام بعمل ما، أم تدمير ممتلكاتهم، ما يصيب المعتدى عليهم بالأذى النفسي أو الجسدي أو كلاهما معًا.

العنف ضد الأطفال

صور العنف وأقسامه

تتنوع صور العنف؛ فتبدأ بضرب فرد لآخر، وتنتهي بالحروب والإبادة الجماعية، ويمكن تقسيم العنف إلى:

الإيذاء البدني

بتعمد إلحاق الضرر الجسدي بالمعتدى عليه سواء بإيقاف الغذاء والعلاج، أو بالتسميم، أو بالحبس، أو بالحرق، أو بالخنق، أو بالربط، أو بالضرب، أو بالقتل.

الإيذاء العاطفيّ أو النفسي

بتعمد الإهمال، أو الانتقاد السلبي، أو التحقير، أو التخويف، أو التهديد، أو الحرمان العاطفي، أو السب، أو السخرية، أو الشتم، أو المعايرة، أو النبذ.

الإيذاء أو التحرش أو الاستغلال الجنسي

بتعمد إشباع رغبات الطرف المعتدي وإلحاق الضرر الجنسي بالمعتدى عليه سواء قسرًا أم بالتحايل أم بالتلاعب.

أسباب العنف

من أسباب العنف:

· الاستغلال السيئ لأوقات الفراغ.

· الوجود في أسرة تتصف بالعنف الأسري، فيكتسب الطفل من أسرته والمحيطين به سلوك العنف.

· غياب القدوة الصالحة وانعدام الوازع الديني سواء بقلة الوعي الديني، أم بالفهم الخاطئ للموروث الديني.

· الشعور بالنقص وقلة الإمكانيات، فيستغل الفرد المعتدي العنف للفت الأنظار إليه.

· تلعب الفروق الفردية دورًا في الإحساس بالحسد والحرمان، ما يولد الغضب والعنف.

· يؤدي المحتوى الإعلامي السيئ دورًا ملحوظًا في بث ثقافة العنف والإقليمية والطائفية والعصبية، والانتصار للنفس دون حساب للقيم الأخلاقية أو التربوية.

· يؤدي كل من الاندفاع والتسرع والتهور والعصبية والغضب والطيش دورًا في العنف.

تأثير التنمر على الأطفال

كيفية الحدّ من ظاهرة العنف

للحد من ظاهرة العنف ينبغي:

· اتباع الأساليب التربوية الصحيحة، وتعليم النشء الإيثار والبساطة والتفكير الإيجابي والتواضع والثقة بالنفس والرضا والعمل التطوعي، والفضيلة والقناعة والنزاهة.

· التحذير من القدوة السيئة أو الأسوة المرفوضة، وتجنب مقارنة الفرد بغيره، أو فرض النفس على الآخرين أو التعليق عليهم، وتجنب كل من الاستهتار والأنانية والاندفاع والتسرع والتفاخر والتقليد الأبله والتهور والسطحية والعصبية والغرور والغضب والطيش.

· تؤدي القدوة الصالحة أو الأسوة والنموذج الصالح دورًا في بناء شخصية الفرد؛ لذا كان الرسل والأنبياء بشرًا تتجسد فيهم دعوتهم بالقول والعمل؛ فيأنس بهم الناس، وبهم ويقتدون، فمثلًا يقتدي المسلمون بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام في أمور الدين على الإيجاب، ويقتدون به في أمور الدنيا على الاستحباب.

· تفعيل التشريعات التي تجرّم العنف والظلم بشتى صوره، والعمل على رفع المستوى الاقتصادي للأسر.

· توفير وسائل للترفيه القويم، ونشر البرامج التثقيفية والتوعوية بخطورة العنف والغضب والعصبية المقيتة.

· زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي والثقافي والديني بخطورة العنف وآثاره السلبية في المجتمعات.

· ضرورة تلبية احتياجات الطفل الجسدية والنفسية، وتجنب تعريضه إلى الخطر والمشكلات بين الأهالي.

· أهمية تعريف الطفل بحقوقه وواجباته وتوعيته بأهمية مصارحة الوالدين عند تعرضه إلى العنف أو التنمر.

· مراعاة قواعد التربية السليمة للطفل من ولادته؛ لأن الطفل يبني وعيه وإدراكه للعالم وفقًا لما يرسخ في ذاكرته، وما يكتسبه من سلوكيات إيجابية أو سلبية في السنوات الخمس الأولى من عمره.

· ملاحظة الأم لسلوكيات طفلها بدقة، وتجنب فرط تدليل الطفل، فقد يلجأ الطفل إلى البكاء الدائم والصراخ؛ للحصول على شيء معين، وعندما تلبي الأم له جميع رغباته تؤكد له بأن البكاء والعند والعصبية وسائله الوحيدة للحصول على ما يريد.

· يمكن عقاب الطفل بحرمانه من أشياء غير أساسية يحبها، بدلًا من استخدام العنف معه.

 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

محتوى المقال مفيد جدا ... ابدعتي باختيار الموضوع صديقتي
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا جزيلا صديقتي العزيزة على تعليقك الذي سعدت به كثيرا، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة