شخص مختبئ داخل الغرفة، خلف الستائر، ربما تحت السرير، شلل مؤقت يمنعك من التحكم في جسدك، يجعلك غير قادر على النهوض من مكانك، أو حتى الصراخ.
والكابوس الحقيقي أن تفتح عينيك لترى كائنًا شيطانيًّا جاثمًا على صدرك.. الجاثوم.
الجاثوم في الأساطير
تقول الأسطورة الصينية: إن الجاثوم روح شريرة تحاول الدخول إلى جسم الإنسان، ما جعلهم يستخدمون التعاويذ لطرد الأرواح.
وفي أوروبا كان الاعتقاد السائد أنه من أعمال السحرة والمشعوذين بغرض الانتقام أو السيطرة، وعلى المصاب اللجوء إلى ساحر آخر لتخليصه من تلك اللعنة.
أما في إفريقيا فهناك قصة غريبة تدعي وجود شجرة مقدسة تمتص أرواح النائمين، ويحدث الجاثوم حينما يستيقظ الشخص في أثناء تلك العملية.
وفي المكسيك يعتقدون أنها أرواح الموتى ترغب في العودة لعالمنا عن طريق أجسام النائمين.
فماذا يقول العلم أمام تلك الخرافات التي تبدو مسليةً لبعضنا، ولبعض آخر تحمل مزيدًا من الرعب؟
اقرأ أيضًا: ما هو الجاثوم في الإسلام ؟ وعلاقة الجاثوم والسحر
ماذا يقول العلم؟
كل تسعين دقيقة، يمر الإنسان النائم بمرحلة تسمى العين السريعة، فيتوقف الدماغ عن التحكم في معظم أجزاء الجسم دقائق معدودةً، فيرى النائم الأحلام والكوابيس دون أن يتفاعل معها بجسده.
وفي بعض الأحيان، يستيقظ الشخص ويصبح واعيًا قبل أن يستعيد دماغه كامل السيطرة على جسده، فيعيش حالة أشبه بالشلل تعرف بشلل النوم المؤقت أو الجاثوم.
ومع أنها لا تتجاوز دقائق معدودة؛ فإنها تجربة مرعبة لكل من جربها، فمن مر بشلل النوم قال إنه رأى شخصًا مرعبًا معه في الغرفة، ومنهم من شعر بوجود كائن شيطاني جاثم على صدره، بينما يحكي كثيرون عن حيوانات مفترسة وأرواح شريرة ومصاصي دماء لا يمكن نسيان أشكالهم!
ويأتي هنا السؤال عزيزي القارئ، ماذا يفعل النائم إذا مر بتلك الحالة المرعبة؟ هل يمكن تجنبها، أم أن الأمر لا بد منه؟
اقرأ أيضًا: الجاثوم أو "شلل النوم"
ما الحل؟
تقول البحوث إن معظم الناس يعيشون تجربة الجاثوم في حياتهم مرة واحدة في الأقل، فلا يحتاجون إلى حل أو علاج، وتتكرر التجربة المرعبة لدى 32% منهم، ونحو 15% من تلك النسبة يعانون شلل النوم أو الجاثوم بدرجة تؤثر في حياتهم واستقرارهم النفسي، فيكرهون النوم ويتخبطون بين الهلاوس والأفكار السلبية.
ومع وجود التفسير العلمي للجاثوم أو شلل النوم؛ فإن الأطباء والباحثين يقفون مكتوفي الأيدي أمام توفير علاج لهذه الحالة، فحتى لو نصحك الطبيب بالاسترخاء وتنظيم أوقات نومك وممارسة جلسات التأمل، ستواجه الجاثوم وحدك وتأمل أن تمر الحالة بسرعة.
اقرأ أيضًا: الجاثوم بين العلم والخرافة
اسأل مجربًا ولا تسأل الطبيب
وبالعمل بالنصيحة التي تقول "اسأل مجربًا ولا تسأل الطبيب" فقد استمع بريان شاربلس عالم النفس السريري ومؤلف كتاب "شلل الموت" لعدد من قصص المصابين، فأكدت له فتاة أمريكية عانت تكرار نوبات الجاثوم، أنها كانت ترى يدًا تجذبها من قدميها كل مرة، لكن ممارسة الرياضة ساعدتها على تجاوز نوبات الجاثوم حتى انقطعت تمامًا.
وحكى له مراهق ألماني عن مرات عدة عاش فيها تجربة الجاثوم، فكان يرى رجلًا يرتدي قناع المهرج يقف على سريره ويحاول خنقه، وعندما لجأ الشاب للنوم في غرفة إخوته كانت النتيجة رائعةً.
وآخرون وجدوا الحل في إضاءة الغرفة، أو الصلاة قبل النوم، أو حتى تغيير وضعية النوم نفسها.
وتبقى أسطورة الجاثوم محتفظةً بهيبتها وقدرتها على بث الرعب في النفوس، بين خرافات تنافي المنطق، وتفسير علمي لا يقدم حلولًا كاملة.
والآن عزيزي القارئ شاركني تجربتك مع الجاثوم في التعليقات، وأخبرني هل وجدت حلًّا لتخطي تلك النوبات؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.