خاطرة | نحن نكبر دون فائدة
تأملوها جيّدًا..
..
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻜﻠﺐ: ﺳﺘﺤﺮﺱ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﺳﺘﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻟﻚ، ﻭﺳﺄﻫﺒﻚ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺛﻼثين ﻋﺎﻣﺎً.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻠﺐ: ﺛﻼثون ﺳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺃﺭﻳﺪ ﻓﻘﻂ خمس ﻋﺸﺮة ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ.
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻘﺮﺩ: ﺳﺘﺘﺄﺭﺟﺢ ﻣﻦ ﻏﺼﻦ ﻟﻐﺼﻦ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺪﻉ ﻹﺿﺤﺎﻙ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺳﻮﻑ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺩ: ﻋﺸﺮوﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺃﺭﻳﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ.
ﻗﻴﻞ ﻟﻠﺤﻤﺎﺭ: ﺳﺘﻌﻤﻞ ﺩﻭﻥ ﺗﺬﻣﺮ ﻣﻦ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ حتى ﻤﻐﺮﺑﻬﺎ، ﻭﺳﺘﺤﻤﻞ ﻓﻮﻕ ﻇﻬﺮﻙ ﺃﺣﻤﺎﻻً ﺛﻘﻴﻠﺔ، ﻭﺳﺘﺄﻛﻞ ﺍﻟﺸﻌﻴﺮ، ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻱ ﺫﻛﺎﺀ، ﻭﺳﺘﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ: ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺣﻤﺎﺭﺍً، ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﺟﺪﺍً، ﺃﺭﻳﺪ ﻓﻘﻂ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ.
ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ: ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺳﺘﺴﺘﻌﻤﻞ ﺫﻛﺎءﻚ ليجعل ﻣﻨﻚ ﺳﻴﺪﺍً على باقي ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ، ﻭﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓً ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻋﺸﺮوﻦ ﺳﻨﺔ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ: ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻷﻋﻴﺶ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻓﻘﻂ، ﻫﺬﺍ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍً.
ﺃﺭﻳﺪ الثلاﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭالخمس ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﺐ، ﻭﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻏﺐ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺩ، فكان ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ.
ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰمن ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪﻫﺎ،
ﻳﻌﻴﺶ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ﻳﻜﺪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻤﻐﺮﺑﻬﺎ، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻳﻌﻴﺶ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎً ﻛﺎﻟﻜﻠﺐ؛ ﻳﺤﺮﺱ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﻐﻠﻖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻳﺄﻛﻞ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺅﻩ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﻴﺦ ﻭﻳﺘﻘﺎﻋﺪ ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻟﻘﺮﺩ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻣﻦ اﺑﻦ ﻵﺧﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﻨﺖ ﻷﺧﺮﻯ، ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺨﺪﻉ ﻭﻳﺴﺮﺩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻹﺿﺤﺎﻙ ﺃﺣﻔﺎﺩه، فلماذا ﺍﻟﺘﻜﺒﺮ ﻳﺎ ﺑﻦ آﺩﻡ؟
ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺭﻏﻢ ﻗﺴﻮﺗﻬﺎ.
إياك وكبار السن، قد يرقدون ولا ينامون، ويأكلون ولا يهضمون، ويضحكون ولا يفرحون، وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم.
كبار السن يؤلمهم بُعدُك عنهم، وانصرافك من جوارهم، واشتغالك بهاتفك في حضرتهم.
كبار السن لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا من قبل؛ فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى.
كبار السن حوائجهم أبعد من طعام وشراب وملبس ودواء، بل وأهم من ذلك بكثير فهل من عاقل؟
كبار السن قريبون من اللَّه، دعاؤهم أقرب للقبول؛ فاغتنم قبل نفاد الرصيد.
كبار السن فقدوا والديهم، وفقدوا كثيراً من رفقائهم؛ فقلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان.
كبار السن الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم الآن تجرحهم، والتي كانت تجرحهم الآن تذبحهم.
كبار السن لديهم فراغ يحتاج عقلاء رحماء يملؤونه.
كبار السن يحتاجون من يسمع لحديثهم، ويأنس لكلامهم، ويبدو سعيداً بوجودهم.
كبار السن غادر بهم القطار محطة اللذة، وصاروا في صالة انتظار الرحيل ينتظرون الداعي ليلبونه.
كبار السن يحتاجون إلى بسمةٍ في وجوههم، وكلمةٍ جميلة تطرق آذانهم، ويد حانية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.