غاب النقد الموسيقي المتخصص فصنع الشباب نجومه!
هذا هو حال جيل بِرُمَّته من المستمعين، غالبيتهم من المراهقين والشباب الصغار.
أيضًا هذا هو ما يشكو منه مطربوهم الذين لم يجدوا نقدًا حقيقيًّا يوجه إليهم ليتعلموا منه، بل وجدوا هجومًا ضاريًا وصل إلى حد السخرية مما يقدمونه من فن نجح في جذب ملايين المستمعين!
قد يعجبك أيضًا عمرو دياب.. تعرف على مسيرته الفنية الناجحة
صعود عمرو دياب
كنت واحدًا ممَّن غردوا خارج السرب؛ فقد بشَّرت -مع قلائل- بنجومية المطرب الشاب -وقتها- وتنبأت بصعوده، بل وأصدرت عنه وعن مطربي جيله وشعرائه وملحنيه كتابًا لامني عليه كبار المطربين.
وجاء الكتاب بعنوان : "المغني/ قصة صعود عمرو دياب" ومن فرط حماسي أضفت عنوانًا فرعيًّا صادمًا هو: "نهاية عصر عبد الحليم حافظ" ومن هنا جاء الهجوم الضاري الذي كنت أتوقعه!
في هذا الكتاب، أثبتُّ أن عمرو دياب لم يكن نبتًا شيطانيًا في حقل الغناء الشبابي "البوب"، بل كان هناك من سبقوه على مستوى الكلمة واللحن والأداء، بل والـ "الفورم" الذي ظهر به وسار على دربه عدد غير قليل من التابعين، حتى إنك إذا سألت عمرو: من هو أستاذك؟
سيقول صادقًا: إنهم أكثر من معلم، فهناك المطرب الأسمر عمر فتحي، أول من اتخذ من الحركة على المسرح وفي أغنياته المصورة طريقًا للتقرب من الشباب، من بعده يأتي فضل ألفا الجيل المطرب الأسمر صاحب المدرسة المختلفة: محمد منير الذي بهر الشباب بغنائه الدافئ وإيقاعاته النوبية.
عمرو دياب أيضًا أصبح مع الوقت صاحب مدرسة، لها ملامح وأركان تحدى بها الجميع بعناد يُحسد عليه، وقاد المشهد الشبابي مدة أربعة عقود كاملة ويزيد.
حافظ على إحساسه الطازج، وتقدم قفزات على مستوى الشكل والمضمون والإبهار في الصورة والكلمة المغناة التي تتحدى المألوف حتى أجبر رموز المدرسة التقليدية من شعراء وصحافيين كانوا ينتمون لرموز الغناء الكلاسيكي على الاعتراف باللون الذي يقدمه.
وفي المقدمة منهم الكاتب مفيد فوزي أحد أركان مؤسسة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حتى إن مفيد كتب خاطرة يعترف فيها بأن دياب هو عندليب الزمن الحالي.
قد يعجبك أيضًا عمرو دياب.. 40 عامًا من الغناء
عمرو دياب يتصدر ساحة الغناء
وهكذا ربح دياب الجولة، مضيفًا إحساسه الخاص على غنائه من دون أن يأبه بالهجوم الضاري على ما يقدمه من لون مختلف.
جاء تصدر عمرو دياب، لمحركات البحث ليبرز مدى شعبيته وتغلغله داخل أوساط الشباب الذين كبروا معه وأضافوا أبناءهم إلى دائرة المستمعين، أصبح أيقونة لحالة غنائية تقول إن ذلك الفتى لا يزال قادرًا على تحريك المياه الراكدة بعد انتهاء عصر الكاسيت.
وادعى خصومه أنه سينتهي مع نهاية عصر الكاسيت، فإذا به يركب الترند بلغة الشباب دون أن يُسقطه تبدل شريحة المستمعين ودوران الزمن واختلاف المفردات.
حدث شيء من هذا بالتزامن مع طرح الألبوم الأحدث لعمرو "مكانك" الذي حصل هذا الأسبوع على رقم 1 في منصة الاستماع الأولى أنغامي، في حين حصل عمرو على المركز الأول بين المطربين العرب.
وصدق إحساسي الذي سجلته وهو في بدايات الطريق، وقلت إن أبرز صفات عمرو هي العند الذي يجعله صامدًا أمام حركة دوران الزمن، الألبوم استعاد به عمرو فكرة إحياء طرح الألبومات الكاملة وليس على طريقة الأغنية الواحدة، بعدما كانت قد اختفت تقريبًا هذه التجارب من ساحة الغناء، ليس في مصر وحدها، بل وفي سوق الغناء العربي كله.
اتجه فيه السوق الغنائي لبدعة طرح أعمالهم على طريقة "السينجل"، ليقدم عمرو وجبة متنوعة شعر أن جمهوره بحاجة إليها ليكون هو الألبوم رقم 36 في مسيرة "المغني" عمرو دياب الذي شهد ذكاء عمرو في التنويعات التي لعب عليها من حنين جيل إلى ذكرياته القديمة، حتى إنه لحَّن 3 أغنيات بنفسه لاعتقاده أنه الأجدر بمعرفة ماذا يريد منه الشباب الذي يحن دومًا إلى الرومانسية وعشق الأمكنة.
لا مكانك اتملى ولا يوم حبيت
ولا اتخيل قلبي أنا مع غيرك يا أنا
لذلك في رأينا أن ذلك الفتى "المغني" سيبقى لوقت آخر من الزمن.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.