سيد علي عبد الرشيد أكتوبر 3, 2022, 9:47 م

علي الطنطاوي والأدب العربي

الأدب العربي من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث هو المعروف لدى كثير من الأدباء والنقاد، ولكن لعلي الطنطاوي رأي مختلف عن هذا بناء على ذائقته.

ولقد رأى هذا الترتيب خلافاً لما عليه المنهج القديم حتى يفهم الطالب الأدب القريب منه قبل أن يدرس البعيد عنه.

علي الطنطاوي والأدب العربي

ومن حيث اللغة يفهم الطالب لغة عصره قبل أن يفهم لغة غير عصره، فلا يواجه مشكلة في دراسته.

وعندما يصعد الطالب من السهل إلى الصعب، فإنه لا يعثر ولا ينغلق عليه معنى شيء في الأدب الذي يدرس كل يوم.

فمن أراد أن يبحر في عالم الطنطاوي فإنه يبدأ بقراءة ما أنتجت أفكاره من بواكير وقرائح، وليس الطنطاوي من يجعل الإنسان يمل من القراءة إذ إنه يضع القارئ يمرح بين يديه، ويتركه يستمتع به بداية من فاتحة ما يكتب انتهاء إلى محطة فكره الذي تبعد عنه السذاجة.

وإذا لم يكن لعلي الطنطاوي غير ذكرياته، فإنه قد بصم على قلب قرائه في هذا العالم.

وعلي الطنطاوي يكتب كأنه يعيش القارئ، فلا ينزوي حتى يفرغ مما يقرأ، ويخرج بطائل مما تقع عليه عينه من الدرر الثامنة.

شجاعة على الطنطاوي

ومما يُدهش القارئ فكاهته التي هي كالقهوة المحتساة، وتلذ للقلب وليس للشفة والحلقوم.

وهو ذلك الأديب الشجاع الذي لا يذهب ولا يهاب أحداً عند توجيه خطابه أو إصدار مقالاته في المجلات والقنوات مثل الرادّ -كما يسميه هو الراديو- والرائي -كما يسميه هو التلفزيون-.

ولقد شهد له من عرفوا قدره أنه في برنامجه "على مائدة الإفطار" يفلق الصخر عندما يستمع إليه الناس في رمضان، ولذا كان الناس يترك شغلهم ليشاهدوا هذا الأديب العجيب.

وعلي الطنطاوي حاضر في أدب شعب آخر خارج وطنه، حتى إنه كتب تاريخا لأندونيسيا يُعَدُّ مرجعاً لهم...

-مصطفى صادق الرافعي والكلماتُ

استكشف المزيد حول مقال اللغة تدريس أندونيسيا

بقلم سيد علي عبد الرشيد

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.