علم الاجتماع بعد 8 قرون من ابن خلدون ج1

يتألف هذا العمل من عشر مقالات ستُنشر منفصلة؛ لتشجيع القراء على اكتشاف علم الاجتماع وابن خلدون خطوة بخطوة. والهدف الأساسي هو فهم نقاط القوة في مجتمعنا التي يمكن أن تساعده في العودة إلى نموذج قوي ومتماسك، وكذلك التعرف على أوجه القصور التي تعيق ازدهاره وتطوره.

التحديات الكبرى التي تواجه العالم

يواجه العالم الآن تحديات هائلة تهدد مستقبل البشرية على نطاق عالمي. تتجاوز هذه التحديات القضايا المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل، وتكنولوجيا المعلومات، والتفكك الأسري، والجريمة المنظمة، والفساد السياسي، والبطالة، والتعليم، والصحة، والفقر، والظلم، والجشع، وسوء الإدارة، أو حتى التغير المناخي والتلوث البيئي. إنها تشمل كل هذه المشكلات مجتمعة؛ ما يخلق عبئًا جماعيًا.

ومع ذلك، لا تزال توجد فرصة لاستعادة زمام الأمور، والعمل من أجل مستقبل أفضل. لكن هل هذه الرؤية مجرد حلم؟ أم أننا قادرون حقًّا على تغيير حياتنا وبث الأمل في نفوس الأجيال القادمة؟

العلوم الاجتماعية وتراث ابن خلدون

أوضح ابن خلدون في مقدمته، أن العلوم الاجتماعية على الرغم من أنها غير قادرة على حل هذه الأزمات بمفردها، فإن لها دور أساسي في فهم الديناميكيات البشرية التي تقف وراءها. وقد أكد أن الحضارات تتطور وفق دورات يكونها التضامن الاجتماعي (العصبية) والتنظيم السياسي. ويظل هذا المفهوم ذا صلة بتحليل التحديات المعاصرة، وخاصة تلك المتعلقة بتآكل البُنى الاجتماعية والسياسية.

حدود المناهج التي جاءت بعد ابن خلدون

غالبًا ما اتجهت التأملات اللاحقة في العلوم الاجتماعية إلى تفتيت هذه التخصصات؛ ما أدى إلى إهمال ترابطها. يتناقض هذا النهج التجزيئي مع النظرة الشمولية لابن خلدون الذي رأى التفاعلات البشرية كلًّا متكاملًا. على سبيل المثال، خلال أزمة المفاعل النووي في "ثري مايل آيلاند" عام 1979، تم التركيز على العلوم الطبيعية؛ ما أدى إلى تهميش العلوم الاجتماعية، ولم يُعترف بأهمية الأبعاد السوسيولوجية والنفسية والثقافية في إدارة الأزمة إلا بعد فوات الأوان.

أهمية التخصصات المتداخلة

تُبرز حادثة "ثري مايل آيلاند" الحاجة إلى تبني نهج متعدد التخصصات. في حين كان المهندسون يحللون الأعطال التقنية، كان خبراء الصحة العامة يقيِّمون مخاطر الإشعاع، وعلماء النفس يدرسون الأخطاء البشرية، وعلماء الاجتماع يحققون في انتشار الشائعات. يذكِّر هذا التكامل بين التخصصات بمنهج ابن خلدون الذي دعا إلى دمج المعارف لفهم الظواهر الاجتماعية في تعقيداتها.

ومع ذلك، أدى تطور العلوم الاجتماعية أحيانًا إلى زيادة التخصصية المفرطة؛ ما همَّش النهج النظامي الذي كان ابن خلدون يراه أساسيًّا لبقاء الحضارات.

تطبيق مستويات التحليل السوسيولوجي

يتجلى تحليل العلاقات الشخصية والجماعية وبُنى المجتمعات على نحو كامل في المنظور الخلدوني:

  • العلاقات الشخصية: تعكس التضامن الاجتماعي داخل المجموعات الصغيرة، وهو جانب أساسي في تحليلات ابن خلدون.
  • العلاقات الجماعية: تطور الهويات الاجتماعية، بدءًا من الإطار العائلي إلى المستوى الوطني، يوضح التوسع التدريجي للعصبية.
  • البُنى المجتمعية: التمييز بين الجماعات المنظمة والحشود المؤقتة أمر ضروري لفهم تشكيل المؤسسات، وهو نقطة محورية في نظريات ابن خلدون.

إعادة التفكير في العلوم الاجتماعية

للإجابة عن تأثير علم الاجتماع في التحديات المعاصرة ومعاناة البشرية، من الضروري اعتماد نهج شامل ومتعدد التخصصات، متماشٍ مع رؤية ابن خلدون. ويجب أن تتجاوز العلوم الاجتماعية التجزئة التخصصية لتصبح أدوات تحليل وعمل متكاملة، قادرة على التعامل مع تعقيد الأزمات الحالية والإسهام في تغيير العالم.

العلاقات المجتمعية

يركز المستوى الثالث من التحليل على العلاقات المجتمعية، التي تشمل المجتمع كله. ويُطلق على المجتمع وصف النظام الاجتماعي عندما يتميز بخصائص مستقرة نسبيًّا وأنماط محددة جيدًا. على سبيل المثال، يُعد المجتمع القائم على نظام العشائر أو القرابة نظامًا اجتماعيًا. وبالمثل، تمثل المجتمعات الإقطاعية التي تتميز بالاستغلال والعبودية وملكية الأراضي، والمجتمعات الرأسمالية والاشتراكية، والمدن-الدول، أنواعًا أخرى من الأنظمة الاجتماعية، ويتميز كل مجتمع بسمات ثابتة نسبيًا.

مع ذلك، لا تُدرس هذه المجتمعات ومؤسساتها الكبرى أبدًا بمعزل عن مكوناتها، بل تتفاعل هذه العناصر وتؤثر في بعضها بعضًا. على سبيل المثال، في مجتمع يقوم على نظام القرابة، تكون الروابط الأسرية محورًا أساسيًّا، وتصبح الأسرة حجر الزاوية للنظام الاجتماعي، حيث تُنجز الأنشطة الاقتصادية مثل إدارة المزارع أو الورش من قبل أفراد الأسرة المقربين.

ويعتمد هذا النوع من المجتمع جوهريًا على الأسرة، التي تضمن النظام الاجتماعي، وإنتاج الغذاء، والواجبات الدينية والدنيوية. في هذا السياق، يتعاون أفراد الأسرة ماديًّا ومعنويًّا، ويتشاركون في الأفراح والأحزان، ويتبعون نظامًا من القيم ينظم العلاقات بين الأجيال والعلاقات الاجتماعية.

على النقيض، تُفضل المجتمعات الحديثة الفردية على حساب الأسرة الممتدة التي تميل إلى التلاشي. ومع ذلك، تظل هذه المجتمعات منظمة بفضل مؤسساتها وأنظمتها الفرعية المترابطة. على سبيل المثال، يمكن دراسة النظام الصحي الحديث بمكوناته: المختبرات، إنتاج الأدوية، المستشفيات، والعيادات الطبية.

وتؤثر التفاعلات بين هذه المكونات على العلاقات المهنية والمؤسسية: الأطباء، الممرضون، الفنيون، الإداريون، الصيادلة، والوكالات الحكومية يتفاعلون بأساليب معقدة؛ ما يؤثر في الأنشطة داخل المستشفيات وصناعة الأدوية.

على الرغم من اختلافاتها في التنوع، وتقسيم العمل، وطبيعة الأنشطة، تتشارك المجتمعات الحديثة بعض أوجه التشابه البنيوية مع تلك المجتمعات القائمة على القرابة.

لغز الحياة الاجتماعية

لا يزال الإنسان لغزًا مدهشًا. فعلى الرغم أنه استكشف القارات، وغاص في أعماق البحار، ووصل إلى الفضاء، واخترع أدوات ثورية وبنى مدنًا ضخمة، فإنه لا يزال حائرًا أمام سلوكياته الخاصة. لماذا يتصرف على نحو مختلف عندما يكون بمفرده مقارنةً بكونه في جماعة؟ ولماذا تختلف تصرفاته بين حفل راقص ومكان عبادة، أو بين أهله وأصدقائه؟ ولماذا يتغير سلوكه عندما يتعامل مع رئيسه مقارنة بتعامله مع مرؤوسه؟

علم الاجتماع الحديث

على مدار أكثر من قرن، حاول علماء الاجتماع الإجابة عن هذه الأسئلة. لماذا تتعاون بعض الجماعات في حين تنغمس أخرى في الصراعات؟ لماذا يُعاقب شخص بقسوة على جريمة، في حين يرتكب آخر، يتمتع بالسلطة، فظائع دون محاسبة؟ ولماذا يُحتفى بالجندي على أفعاله في الحرب، في حين يُدان القتل في سياقات أخرى؟ ولماذا يحتكر البعض السلطة والثروة في حين يُترك آخرون على هامش المجتمع؟

هذه الظواهر، على الرغم من غموضها الظاهر، يمكن تفسيرها بواسطة علم الاجتماع. على الرغم من أن لكل فرد معرفة تجريبية بالحياة الاجتماعية، لكن هذه المعرفة غالبًا ما تكون منحازة. كثير من الأفكار المسبقة، رغم شعبيتها، تبين أنها خاطئة:

  • الاعتقاد بأن الفقر غائب عن المجتمعات الأوروبية الحديثة.
  • التفكير بأن نجاح الأغنياء يرجع فقط إلى عملهم الشاق.
  • الافتراض بأن الحب دائمًا أساس العلاقات الزوجية.

دحض علماء الاجتماع هذه المعتقدات بواسطة أدلة تجريبية، وكشفوا عن ارتباطها بسياقات تاريخية وثقافية محددة. على سبيل المثال، يُرجع شعب الهوبي المطر إلى الشعائر الروحية، في حين تفسره العلوم الحديثة بواسطة العمليات الفيزيائية. وبالمثل، تتطور المعتقدات بمرور الوقت: ففي انجلترا، حل البحث العلمي محل مطاردة الساحرات.

تحليل المعتقدات الشعبية

ولا يكتفي علم الاجتماع بدحض المعتقدات الشعبية، بل يحللها بصرامة لفهمها على نحو أعمق. ويتميز هذا المجال بـ:

1. منهجيات صارمة: تعتمد على أدلة قوية لتحليل الظواهر الاجتماعية.

2. الخيال السوسيولوجي: القدرة على رؤية الحياة اليومية من منظور مبتكر، مع تحدي المظاهر الواضحة.

3. نظريات تفسيرية: مفاهيم تساعد في دراسة الظواهر المماثلة وتوجيه البحوث المستقبلية.

بتجاوز الأفكار المسبقة، يوفر علم الاجتماع فهمًا أعمق للديناميكيات الاجتماعية والآليات التي تشكل السلوك البشري.

علم الاجتماع والتفسيرات الطبيعية

تفترض التفسيرات الطبيعية أن السلوك البشري، بجميع أشكاله، فطري وطبيعي، ويعمل كغريزة موجودة منذ الولادة. على سبيل المثال، يعرف فرخ البط السباحة فطريًّا عند أول تماس مع الماء، حتى لو نشأ في بيئة منعزلة. إذا كانت هذه الفرضية صحيحة، لكانت السلوكيات البشرية متجانسة في جميع المجتمعات؛ لأن الخصائص البيولوجية للبشر عالمية. ومع ذلك، يظهر علم الاجتماع تنوعًا كبيرًا في القيم والمعايير والمعتقدات والسلوكيات الاجتماعية عبر الثقافات المختلفة.

لنأخذ مثال الأدوار الاجتماعية بين الرجال والنساء. في بعض المجتمعات، يتمتع الرجال بحرية كبيرة ويسيطرون على النساء، بغض النظر عن أعمارهن أو مستويات تعليمهن. يُعد مثل هذا السلوك غير مقبول في ثقافات أخرى، مثل انجلترا. ويوضح هذا أن هذه السلوكيات ليست نتيجة للبيولوجيا، بل نتيجة لعملية التعلم الاجتماعي المعروفة بالتنشئة الاجتماعية.

على عكس التفسيرات الطبيعية، تدعم النظريات السوسيولوجية الحديثة، المتأثرة بمفكرين مثل ابن خلدون، أن السلوك البشري يتشكل من خلال التفاعلات الاجتماعية والسياقات الثقافية المحددة. بصفته أحد رواد علم الاجتماع، سلَّط ابن خلدون الضوء على أهمية الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية في تطور السلوك البشري، وانتقد التفسيرات البيولوجية البسيطة، وأبرز دور الهياكل الاجتماعية والسياقات التاريخية.

علم الاجتماع والعلم

تاريخيًّا، كانت العلوم الطبيعية، مثل الفيزياء والكيمياء، هي الوحيدة المعترف بها بوصفها علومًا. تسمح هذه العلوم بإجراء تجارب في المختبر حيث يتم التحكم في المتغيرات للحصول على نتائج قابلة للتكرار. وعلى النقيض، لا يمكن لعلم الاجتماع عزل المتغيرات البشرية تجريبيًّا؛ لأن الاعتبارات الأخلاقية، مثل احترام حقوق الإنسان، تمنع إجراء تجارب مثل فصل طفل عن والديه لدراسة تأثير البيئة الاجتماعية.

فضلًا على ذلك، فإن السلوكيات البشرية غير متوقعة وتتأثر بسياقات محددة. على سبيل المثال، قد يغير شخص سلوكه إذا علم أنه تحت المراقبة، ما يعقد الحصول على نتائج موثوقة. وعلى الرغم هذه التحديات، يتشارك علم الاجتماع مع العلوم الطبيعية في سمات أساسية: فهو محايد، موضوعي، ومنهجي. ولقد أكد ابن خلدون أن دراسة الظواهر الاجتماعية تعتمد على مبادئ وقواعد وهياكل غير عشوائية.

منهجيته العلمية، المستندة إلى المقارنات التاريخية والثقافية، تتجاوز الملاحظات الوصفية. على عكس النظريات البسيطة في عصره، طور ابن خلدون منهجية تكاملية لتحليل الديناميكيات الاجتماعية المعقدة وتأثيرها في الحضارة.

لماذا دراسة علم الاجتماع؟

يعطي علم الاجتماع إجابات عن أسئلة أساسية: لماذا تظل بعض العائلات متماسكة في حين تتفكك أخرى؟ لماذا تزدهر بعض المجتمعات في حين تتوقف أخرى؟ لماذا يلتزم بعض الأفراد بالقانون في حين ينتهكه آخرون؟ وعلى الرغم من أن ابن خلدون لم يدِّعِ تقديم إجابات نهائية لهذه الأسئلة، لكنه اقترح رؤية واضحة ومنهجية لمعالجتها على نحو صارم.

دراسة علم الاجتماع

علم الاجتماع الحديث، الوريث لأعمال ابن خلدون، يوفِّر مزايا عملية عدة:

  • وعي ذاتي متزايد: إنه يشجع على التفكير النقدي لتحسين الحياة الفردية.
  • تحليل منهجي: يساعد في فهم المشكلات الاجتماعية بطريقة نظامية، وتجنب الأحكام المتحيزة.
  • تقدير التنوع الثقافي: يضيء على تأثير الثقافات في السلوكيات البشرية.
  • نهج عملي: يوافر أدوات لتقييم وتحسين السياسات الاجتماعية.

يقف النهج المبتكر لابن خلدون، المدمج للأبعاد التاريخية والاقتصادية والاجتماعية، كمرجع رئيس للمؤرخين الاجتماعيين المعاصرين. بإعادة النظر في أفكاره، يمكن لعلم الاجتماع أن يواجه التحديات الحالية، مع الحفاظ على إرث واحد من أعظم المفكرين في العالم العربي.

مفاهيم أساسية في علم الاجتماع

التنشئة الاجتماعية، الثقافة، والهوية

التنشئة الاجتماعية هي عملية التعلم المستمرة طول الحياة، بواسطتها يكتسب الأفراد ثقافة المجتمع. تُعرَّف الثقافة على أنها برمجة جماعية لعقولنا (هوفستيد، 1994). وهي تؤدي دورًا حاسمًا في تشكيل الهوية، التي تشير إلى الطريقة التي نرى بها أنفسنا ونعرِّف أنفسنا، وكذلك الطريقة التي ينظر إلينا بها الآخرون. على سبيل المثال، قد نُعرِّف أنفسنا على أننا مسلمون، عرب، إنجليز، هنود، نساء، طلاب، آباء، وما إلى ذلك. فمعظم جوانب هوياتنا الفردية تتشكل عبر وسائل التنشئة الاجتماعية، مثل الأسرة، المدرسة، الأصدقاء، وسائل الإعلام، والعمل (براون، 2010).

الأدوار والصراعات بين الأدوار

يُشير الدور إلى نموذج لسلوك متوقع ومقبول عندما يحتل الشخص وضعًا أو مركزًا معينًا. ويُمكن مقارنته بأدوار الممثلين على المسرح أو في برنامج تليفزيوني. وقد يقوم الشخص بتأدية عدة أدوار طوال حياته أو حتى في وقت واحد، مثل دور الطفل، البالغ، الطالب، الوالد، أو الموظف. على سبيل المثال، يمكن للمرأة أن تكون أمًّا، أختًا، عاملة في مقهى، زوجة، وأحيانًا تُؤدي دور الأب والأم إذا غاب الأب. بعض الأدوار قد تتعايش على نحو متجانس، في حين يؤدي البعض الآخر إلى صراعات بين الأدوار، مثل الحاجة إلى التوفيق بين وظيفة بدوام كامل ومسؤوليات الوالدين (هارالامبوس، 1991).

القيم والمعايير

القيم هي أفكار أو معتقدات حول ما يُعتبر جديراً بالاهتمام أو القيمة. تميل عادة إلى توجيه تفضيلات المجتمع. على سبيل المثال، في العراق، تُعتبر القيم مثل الشرف، الصدق، واحترام الوقت ذات قيمة عالية (على الرغم من تجاهلها في كثير من الأحيان في الأفعال).

في إنجلترا، تتضمن القيم احترام الحياة الإنسانية، الخصوصية، والنجاح. أما المعايير، فهي تحول القيم إلى قواعد اجتماعية محددة تحدد ما هو صحيح أو مقبول. على سبيل المثال، تُترجم قيمة "الخصوصية" إلى المعيار الخاص بضرورة طرق الباب قبل الدخول (تايلور وآخرون، 2004؛ هوفستيد، 1994).

الرقابة الاجتماعية

تُعد الرقابة الاجتماعية آليات تهدف إلى إقناع الأفراد أو إلزامهم بالالتزام بالقيم والمعايير الاجتماعية التي تعلموها من خلال التنشئة الاجتماعية. وتتضمن هذه الآليات العقوبات، التي يمكن أن تكون إيجابية (جوائز) أو سلبية (عقوبات). تتراوح العقوبات الإيجابية من مجاملات بسيطة إلى تمييزات مرموقة، في حين تتضمن العقوبات السلبية الإدانة والسجن. ويمكن لهذه الضوابط أن تكون رسمية أو غير رسمية (براون، 2010؛ جيدنز، 1989).

الاستنتاج النقدي

كانت النظريات الكلاسيكية في علم الاجتماع أحيانًا محدودة في فهم تعقيد الظواهر الاجتماعية، وذلك بالاعتماد على أنماط صلبة. ومع ذلك، فقد فتح عمل ابن خلدون طريقًا ثوريًّا بالتأكيد على ضرورة نهج تحليلي وديناميكي. على عكس التصورات البسيطة، سلط الضوء على دور الديناميات الاجتماعية والاقتصادية في تشكيل المجتمعات.

في القرن الحادي والعشرين، تتغير السلوكيات الاجتماعية بسرعة، لا سيما بسبب الاستخدام المكثف للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي. تسهم هذه التكنولوجيا في تعزيز التواصل، ولكنها تميل إلى عزل أفراد الأسرة؛ ما يؤثر في التفاعلات المباشرة والنسيج الاجتماعي. وتُثير هذه الحقيقة تحديات للمؤرخين الاجتماعيين المعاصرين الذين يُطلب منهم تحليل هذه التحولات واقتراح حلول للحفاظ على الروابط الاجتماعية.

وبناءً عليه، هدفت هذه الورقة إلى:

  • التمييز بين علم الاجتماع والشرح السطحي للظواهر الاجتماعية.
  • تحديد التحديات التي تواجه علم الاجتماع أمام العلوم الطبيعية.
  • تقديم مفاهيم التنشئة الاجتماعية، الثقافة، الهوية، الأدوار، القيم، والمعايير، إضافة إلى الرقابة الاجتماعية.
  • باستكشاف هذه المفاهيم، يمكننا فهم أفضل للمشكلات، التناقضات، والتحديات في العالم المعاصر.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة