اكتشف الباحثون أن نقص البروتينات التي تنشط دفاعات الجسم المضادة للفيروسات قد يسبب التهابًا روماتويديًا ذاتيًا نادرًا الذي يمكن علاجه بأدوية مثبطات عامل نخر الورم (TNF) المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء.
اقرأ أيضًا مقدمة في علم الأحياء الدقيقة
نقص TBK1 (كيناز 1 المرتبط بـ TANK)
يسمى هذا المرض في الوقت الحاضر بنقص TBK1 (كيناز 1 المرتبط بـ TANK)، وقد عرفه العلماء من قبل، ولكن حُدِّد اسمه وسببه وعلاجه أول مرة في دراسة نُشِرت في مجلة الخلية "Cell" في 6 أغسطس.
أفاد العلماء بأن نقص البروتين المسمى TBK1 (كيناز 1 المرتبط بـ TANK) يجعل الخلايا عرضة لعامل نخر الورم وموت الخلايا المبرمج المفاجئ، لكن هذا العيب الجيني يمكن أن يحل بسرعة وفعالية بواسطة الأدوية العلاجية، ويمنع مصدر الالتهاب.
عندما يُنقَل نسخة من الجين غير الطبيعي الذي يشفر البروتين من قبل كلا الوالدين، تحدث طفرات متماثلة اللواقح لكيناز 1 المرتبط بـ TANK، وهو أمر نادر للغاية. استنادًا إلى الدراسات السابقة على نماذج الفئران وزراعة الخلايا البشرية، افترض الباحثون أن هذه الطفرات ستجعل الفرد عرضة للعدوى الفيروسية على نطاق واسع.
وبدلًا من ذلك، وجدوا -في المجموعة التي تمت الدراسة عليها- أنه لم يظهر أي من الأشخاص الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و32 عامًا علامات نقص المناعة المضادة للفيروسات. على العكس من ذلك، فإنهم جميعًا يعانون التهابًا ذاتيًّا في أجهزة الجسم كلها ناتج عن خلل في استجابة عامل نخر الورم، وهو بروتين مهم يشارك في السيطرة على الالتهاب وموت الخلايا.
قال الدكتور جاستن تافت، الناشر الرئيس لهذه الدراسة والباحث في قسم علم الأحياء الدقيقة في معهد المناعة الدقيقة بالولايات المتحدة الأمريكية: "تنشط إشارات كيناز 1 المرتبط بـ TANK آليات الجسم المضادة للفيروسات لمقاومة العدوى، ومنع المراحل المختلفة لتكاثر الفيروس، والسيطرة على الالتهاب الذي تسبب فيه عامل نخر الورم". "ولكن إذا كانت الطفرة تمنع التعبير عن الجين كيناز 1 المرتبط بـ TANK أو تؤدي إلى حدوث فشل في وظيفته، فستكون الخلية مفرطة الحساسية لعامل نخر الورم. وقد يؤدي هذا إلى موت الخلية بشكل غير نسبي، وستؤدي بقايا الخلية الميتة إلى سلسلة عنيفة من ردود الفعل التي تؤدي إلى حدوث التهاب في الأنسجة المحيطة، ثم تفاقم الالتهاب".
عن طريق علاج الأفراد الذين يعانون من نقص كيناز 1 المرتبط بـ TANK بالعلاج المضاد لعامل نخر الورم، أكد فريق البحث -بقيادة مدرسة طب ماونت سيناي- شكوكه حول البيولوجيا الكامنة لهذا المرض الناجم عن الجينات.
وقال الدكتور دوسان بوغونوفيتش، مدير مركز أمراض المناعة الخلقية: "لقد حددنا بشكل أساسي مرضًا جديدًا وآليته المتعلقة بالالتهاب الذاتي، وتمت إدارة هذا سابقًا عن طريق العلاج بالستيرويد أو العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات أو غيرها من العلاجات غير المحددة التي يعدها الأطباء تستحق التجربة. بمجرد أن عرفنا العوامل المسببة للالتهاب، تمكنا من استخدام مثبطات عامل نخر الورم لاستهداف المرض على نحو مباشر وفعال. فكان التأثير السريري سريعًا وواضحًا".
وفقًا للدكتور تافت، فقد أكَّد عمل فريق البحث العالمي على القوة المتزايدة الأهمية في مجال الطب الدقيق. وذكر: "بدأنا بأربعة أفراد من المعروف أن لديهم طفرات كيناز 1 المرتبط بـ TANK متماثلة اللواقح، وقمنا بالكثير من العمل في المختبرات لتحديد كيف يتسبب هذا الخلل في حدوث هذه الاستجابة الالتهابية الذاتية. وراثيًّا، لم نعثر فقط على الآلية المحتملة لهذا المرض والمعلومات الجديدة حول بيولوجيا كيناز 1 المرتبط بـ TANK، بل حددنا أيضًا علاجًا محددًا للمرض يمكنه أن يحسن بدرجة كبيرة حالة الالتهاب الذاتي".
اقرأ أيضًا: علم الأحياء الجزيئي.. إحدى فروع علوم الأحياء الحديثة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.