علامات سلامة الطفل حديث الولادة.. دليل شامل للآباء

في رحلة الأمومة والأبوة حديثًا، يمثل الاطمئنان على صحة المولود الجديد أولوية قصوى، وتتعدد العلامات التي تشير إلى نموه السليم وتطوره الطبيعي، فالأيام والأسابيع الأولى بعد ولادة الطفل ممتلئة بالفرح والتحديات، ويمضي الآباء والأمهات الجدد وقتًا طويلًا في مراقبة مولودهم الجديد بحثًا عن أي إشارة تدل على صحته ونموه السليم، كيف أعرف أن طفلي يرضع جيدًا؟ هل وزنه يزداد زيادة طبيعية؟ ما المعدل الطبيعي للبكاء؟ هذه الأسئلة وغيرها تشغل بال كثيرين.

يقدم هذا المقال دليلًا شاملًا للآباء والأمهات الجدد عن أبرز العلامات الدالة على سلامة وصحة الطفل حديث الولادة، بدءًا من أنماط التغذية المنتظمة وعدد مرات تغيير الحفاضات، مرورًا بدلالات البكاء ولون البشرة، وصولًا إلى معدلات النمو الطبيعية وتطور الرؤية والتعلق بالأم، ويستعرض المقال نصائح عملية للعناية بالمولود الجديد وعلامات تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب المختص لضمان حصول الطفل على الرعاية الصحية اللازمة، فلننطلق في استكشاف هذه العلامات الحيوية التي تساعدكم على فهم احتياجات طفلكم ومتابعة نموه بصحة وسلامة.

علامات تدل على أن الطفل حديث الولادة سليم 

وهي عدة علامات يمكن ملاحظتها على الطفال كالتالي:

التغذية المنتظمة علامة مهمة على صحة الطفل حديث الولادة

عادة ما يرضع الطفل حديث الولادة الصحيح كل ساعتين إلى أربع ساعات أي بمعدل 8-12 مرة يوميًّا تقريبًا، سواء كانت رضاعة طبيعية أم صناعية؛ لذا يجب الانتباه إلى عدد المرات التي يرضع فيها الطفل، وهل يشرب الحليب بانتظام أم لا؟ من علامات الرضاعة الفعالة أيضاً سماع صوت البلع، وامتلاء الثدي قبل الرضاعة وشعوره باللين بعدها في حالة الرضاعة الطبيعية.

الرضاعة وصحة الطفل

الحفاضات مرآة لصحة حديث الولادة.. عدد مرات التغيير ودلالاتها

تعد حفاظات الطفل مؤشرًا جيدًا إلى كونه أيتغذى أم لا، فيحتاج الطفل حديث الولادة إلى تغيير ما لا يقل عن 6-8 حفاضات مبللة بالبول يوميًّا، إضافة إلى عدد من حفاضات البراز التي يختلف عددها ولونها وقوامها حسب نوع الرضاعة وعمر الطفل.

فإذا لاحظت تغيرًا كبيرًا ومستمرًا في ذلك مثل قلة عدد الحفاضات المبللة أو بول داكن اللون، فقد يعاني الطفل مشكلة في الحصول على كفايته من الحليب أو الجهاز الهضمي أو الجفاف؛ لذا تجب استشارة الطبيب. 

بكاء حديث الولادة.. لغة التواصل الأولى ودلالات تستدعي الانتباه

يبكي الطفل الرضيع عادة للتعبير عن الجوع أو عدم الراحة أو الألم، وعلى الرغم من وجود صعوبة في تحديد سبب البكاء في الأيام الأولى للولادة، لكنها سرعان ما ستفهم سبب بكاء طفلها لاحقًا، في حالة عدم توقف الطفل عن البكاء حتى بعد معالجة كل الأسباب التي يمكن أن يبكي الرضيع بسببها يرجى التوجه إلى الطبيب للتحقق من صحته، وقد يكون البكاء المفرط أحياناً علامة على المغص (Colic) الذي يتطلب أيضًا متابعة طبية.

بكاء الرضيع علامة خطر

لون بشرة حديث الولادة.. علامات الصحة والتحذير

تتميز بشرة الطفل حديث الولادة بلونها الوردي؛ لذلك إذا كانت بشرة الطفل مائلة للاصفرار مع اصفرار عينيه تجب مراجعة الطبيب مباشرة لإجراء التحاليل اللازمة بسبب احتمالية إصابته بالصفرة أو اليرقان (Jaundice) الذي قد يحتاج علاجًا في بعض الحالات.

وإذا كانت بشرة الطفل مائلة للزرقة أو شاحبة  فيمكن أن يدل ذلك على عدم وصول الأكسجين إلى أنحاء جسم الطفل، ويمكن أن يكون سبب ذلك وجود مشكلات في التنفس؛ لذلك تجب مراجعة الطبيب أيضًا مباشرة لإجراء الفحوص اللازمة.

معدلات النمو الطبيعية لحديثي الولادة في الأشهر الأولى: الوزن والطول ومحيط الرأس

يتابع طبيب الأطفال نمو الطفل بانتظام باستخدام منحنيات النمو للتأكد من أنه ينمو بشكل صحي ومطرد. الأرقام التالية هي متوسطات تقريبية وقد تختلف بين الأطفال:

متابعة نمو الطفل الرضيع

  • الوزن: في الأشهر الأولى يكسب الأطفال حديثو الولادة نحو 150-200 جرام أسبوعيًا، وهو ما يعادل نحو 28 جرامًا يوميًا، وبعد الأشهر الأربعة الأولى تقريبًا يقل معدل زيادة الوزن تدريجيا ليصل إلى نحو 20 جرامًا يوميًا، وبعد ستة أشهر يكتسب الطفل نحو 10-15 جرامًا يوميًا.
  • الطول: في الأشهر الستة الأولى ينمو الطفل بمعدل 2.5 سم شهريًا، وفي الأشهر الستة التالية (من 6 إلى 12 شهرًا) ينمو بمعدل أقل قليلًا، فيصل النمو إلى نحو 1.25 سم شهريًا.
  • محيط الرأس: في الشهر الأول ينمو محيط رأس الطفل بمقدار 2-3 سم. بعد ذلك ينمو محيط رأس الطفل بمعدل 1 سم شهريًا حتى عمر 6 أشهر تقريبًا، وبعد ذلك يتباطأ النمو تدريجيًا.

هذه الأرقام تعد إرشادية، وقد تختلف بشكل طفيف من طفل إلى آخر بناء على عوامل مثل التغذية والجينات.

تطور الرؤية لدى حديث الولادة.. مراحل النمو ونصائح للتحفيز

تتطور رؤية الطفل تدريجيًا من التمييز بين الألوان الساطعة مثل الأحمر والأصفر إلى القدرة على تحريك العينين تحريكًا متناسقًا والتركيز على الأشخاص والأجسام المحيطة، ويتمكن الطفل من تتبع الأجسام المتحركة مع مرور الوقت، ولتحفيز قدرات الرؤية وتحسينها لدى الطفل ينصح بتغيير ترتيب الغرفة بانتظام إضافة إلى بعض الأشياء ذات الألوان الزاهية والتحرك أمام الطفل باستمرار، ويمكن استخدام إضاءة ليلية خفيفة للمساعدة في تحفيز تطور الرؤية لديه.

التعلق بالأم علامة إيجابية على النمو العاطفي والمعرفي لحديث الولادة

يشعر الطفل حديث الولادة بالاطمئنان والراحة عند سماع صوت أمه أو لمسها، ويشعر بالارتياح لوجودها بالقرب منه، هذا يشير إلى قدرة الطفل على التعرف إلى أمه، ويعد علامة إيجابية على تطور نموه.

نصائح للعناية بالطفل حديث الولادة 

  • النظافة: يجب تعقيم غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل حمل الطفل، وتجنب تقبيل وجهه، لا سيما فمه لتجنب نقل أي عدوى إليه، فمناعة الطفل حديث الولادة ضعيفة، ولم يكتسب بعد الأجسام المضادة الكافية.
  • التطعيمات: يجب الالتزام بإعطاء الطفل التطعيمات الدورية اللازمة حسب الجدول المعتمد في بلدك، لتقوية مناعته وحمايته من الأمراض الخطيرة؛ مثل الحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال وغيرها.

أهمية التطعيمات للرضيع

  • التعامل الآمن: يحظر هز الطفل بعنف مطلقاً لتجنب خطر النزيف في الدماغ أو ما يعرف بمتلازمة الطفل المهزوز، ويجب تثبيته بإحكام داخل عربة الأطفال ومقعد السيارة، مع دعم رقبته وجسمه ورأسه عند حمله، ومن الضروري أيضًا تجنب لف الطفل لفًا مفرطًا أو بطريقة خاطئة (التقميط)؛ لأن ذلك قد يقيد حركته ويزيد خطر متلازمة موت الرضيع الفجائي (SIDS) أو مشكلات الورك.
  • النوم الآمن: ضع الطفل دائماً لينام على ظهره، على فراش ثابت ومستوٍ، في سريره الخاص الخالي من الوسائد والأغطية الفضفاضة والألعاب اللينة، لتقليل خطر متلازمة موت الرضيع الفجائي (SIDS).
  • نظافة الطفل وأغراضه: يجب الاهتمام بتعقيم أو غسل ملابس الطفل وأغراضه دوريًا بمنظفات لطيفة، وكذلك الحفاظ على نظافة الطفل المستمرة خاصة منطقة الحفاض.
  • العناية بالسرة: ينصح بتنظيف قاعدة سرة الطفل بالماء النظيف أو الكحول الطبي حسب توصية الطبيب والحفاظ عليها جافة ونظيفة، ووضع المحاليل المعقمة عليها حتى تسقط وحدها خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع عادةً.

بعض العلامات التي تستدعي إلى زيارة الطبيب 

على الرغم من أن عددا من التغيرات طبيعية لدى حديثي الولادة، فإنه توجد بعض العلامات التي تتطلب استشارة الطبيب فورًا:

  • إصابة الطفل بالحمى عند وصول درجة حرارته إلى 38 درجة مئوية أو أعلى (مقاسة شرجيًّا)، أو انخفاض درجة حرارته جدًّا. وعدم انخفاضها قد تكون من العلامات المهمة التي تستدعي الانتباه.
  • الإصابة بالإسهال الشديد أو المائي أو الدموي، أو الإمساك المستمر أكثر من بضعة أيام تمثل مصدر قلق، فيمكن أن يؤدي الإسهال إلى الجفاف، في حين يؤدي الإمساك إلى الانتفاخ والألم.

الإسهال عند الرضيع

  • التقيؤ المستمر أو القوي (القذفي) أو الذي يحتوي لونًا أخضر أو دمً يمكن أن يتسبب بحدوث جفاف في بعض الحالات، أو يدل على مشكلة أخرى.
  • الطفح الجلدي الشديد أو المفاجئ أو المصحوب بحمى أو التهاب العين؛ لذا تجب متابعة أي احمرار شديد يظهر على الجلد أو داخل العين، أو وجود إفرازات مخاطية صفراء أو خضراء فيها، فيُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة في مثل هذه الحالات.
  • صعوبة في التنفس: مثل التنفس السريع جدًّا، أو الشخير والغرغرة المستمرة، أو انكماش الصدر عند التنفس، أو تغير لون الشفاه أو الوجه للأزرق.
  • الخمول الشديد: صعوبة في إيقاظ الطفل للرضاعة أو عدم تفاعله ونشاطه المعتاد.
  • رفض الرضاعة: رفض الطفل للرضاعة بشكل متكرر ومستمر.
  • علامات الجفاف: مثل جفاف الفم، قلة الدموع عند البكاء، انخفاض عدد الحفاضات المبللة بشكل كبير، أو انخماص اليافوخ (البقعة اللينة في رأس الطفل).
  • نوبات تشنج أو حركات غير طبيعية.

في الختام، إن ملاحظة علامات الصحة لدى مولودك الجديد، مثل التغذية الجيدة والنمو المطرد والتفاعل الطبيعي، تبعث على الطمأنينة، تذكري أن كل طفل يتطور طبيعيًّا، وهذه العلامات هي مجرد دلائل عامة، اتبعي النصائح الأساسية للعناية بطفلك، والأهم، ثقي بحدسك كأم، لا تترددي أبدًا في استشارة طبيب الأطفال عند ملاحظة أي من علامات الخطر، أو إذا كان لديك أي قلق بشأن صحة طفلك، الرعاية المبكرة واليقظة هما مفتاح صحة وسعادة مولودك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.